غوما: قتل 36 مدنيا على الاقل ليل السبت الاحد حسب حصيلة رسمية في مدينة بيني شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، ما اثار غضب السكان جراء توالي المجازر التي اسفرت عن مئات القتلى خلال اقل من سنتين.
واعلنت الحكومة الحداد لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من الاثنين على "مقتل 36 شخصا هم 22 رجلا و 14 امراة" حسبما قال المتحدث باسمها لامبرت مندي للتلفزيون الرسمي. وقد اعلن اللفتنانت ماك هازوكاي المتحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان متمردين يسود الاعتقاد انهم ينتمون الى القوات الديموقراطية المتحالفة، قتلوا "حوالى ثلاثين شخصا" في المدينة.
واضاف المتحدث الذي تم الاتصال به من غوما، كبرى مدن اقليم شمال كيفو، "عثرنا للتو على جثثهم في حي روانغوما". وقال ان "البحث مستمر". وروانغوما حي في ضاحية مدينة بيني القريبة من غابة فيرونغا حيث تقيم مجموعات مسلحة في شمال شمال كيفو.
ومنذ 1995، تنتشر القوات الديموقراطية المتحالفة، وهم المتمردون المسلمون الاوغنديون المعارضون للرئيس يويري موسيفيني، في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويتهم هؤلاء بأنهم ابرز منفذي المجازر التي تتوالى فصولا في بيني منذ العام 2014.
وقد وقع هذا الهجوم بعد 72 ساعة على زيارة الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا الى المنطقة حيث وعد باستخدام كل الوسائل المتاحة ل"فرض" السلام والامن. واضاف مندي ان "جمهورية الكونغو الديمقراطية قد سبق ولفتت العالم إلى التهديد الجهادي" على أراضيها.
لكنه اعرب عن "الاسف لان القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية باتت وحيدة بمواجهة عدم اكتراث المجتمع الدولي".
من جهته، قال جيلبير كامبالي، احد مسؤولي المجتمع المدني في مدينة بيني "نقلت حتى الان 35 جثة الى مشرحة مستشفى بيني".
واضاف "اننا مذعورون لان رئيس الجمهورية مر من هنا، ونحن الان نتعرض للقتل"، موضحا ان الهجوم وقع بين الساعة 19:00 و23:00 (17:00 و21:00 ت غ). وقال هازوكاي ان القوات الديموقراطية المتحالفة قد "التفت" على مواقع الجيش "لقتل الناس انتقاما" من العملية العسكرية الجارية في المنطقة.
وتظاهر الاحد في بيني حوالى مئة شخص كانوا يرددون شعارات معادية للحكومة والرئيس كابيلا. وكان المتظاهرون يحملون جثة جديدة واحدة على الاقل لأحد ضحايا المجزرة، كما ذكر شهود. واحتج جورج كاماتي سائق الدراجة التاكسي، باللغة السواحيلية، قائلا ان "عناصر الشرطة يأتون ليخطفوا جثة (الميت) لكننا نريد مواصلة التظاهرة. من غير الطبيعي ان يقتلوننا كالنعاج".
وقال متظاهر آخر ان "حكومتنا عاجزة عن تأمين حمايتنا".
مقتل اكثر من 600 مدني
وقال كمبالي "ثمة عجز امني فاضح، السلطات عاجزة عن ضمان امن الناس، لذلك نزل هؤلاء المتظاهرون الى الشارع". وقال جاكسون كاسيريكا الناشط في مجال حقوق الانسان في بيني، ان سكان احياء شمال المدينة "يحرقون اطارات السيارات" في الشارع احتجاجا على المجزرة وضد السلطات.
ولم يشأ عمدة بيني ادمون ماسومبوكو الذي اتصلت به وكالة فرانس برس، الادلاء بأي تعليق على الفور، مؤكدا انه "يشارك في اجتماع امني". وقد تعرضت مدينة بيني ومنطقتها منذ اكتوبر 2014 لمجازر اسفرت عن مقتل اكثر من 600 مدني.
وتتهم الحكومة الكونغولية وبعثة الامم المتحدة لاعادة الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية القوات الديموقراطية المتحالفة بأنها المسؤولة عن هذه المجازر. وشكك في هذه الرواية تقرير لمجموعة الدراسات حول الكونغو في جامعة نيويورك الذي افاد ان القوات الديموقراطية المتحالفة تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية هذه المجازر، انما الى جانب عناصر مسلحة آخرى منهم جنود في الجيش النظامي.
ورغم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي والسلطات الكونغولية لفرض الاستقرار، ما زالت هذه المنطقة تشهد اعمال عنف منذ انتهاء الحرب الثانية في الكونغو (1998-2003). وفي الثامن من اغسطس، اصيب احد عشر جنديا كونغوليا وجندي من الامم المتحدة في منطقة بيني خلال مواجهة مع القوات الديموقراطية المتحالفة، كما ذكرت بعثة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونيسكو).
التعليقات