بغداد: أثارت الجلسة العاصفة التي شهدها البرلمان العراقي مطلع الشهر الجاري جدلاً لا يزال محتدماً بعد الفضائح التي كشفها وزير الدفاع خالد العبيدي والأسماء التي قال إنها ساومته على ملايين الدولارات في مقدمها رئيس البرلمان سليم الجبوري.

وعلى الرغم من تبرئة القضاء العراقي ساحة الجبوري من التهم الموجهة اليه من قبل العبيدي الا أن المتابعين للشأن العراقي أبدوا استغرابهم من سرعة البت بالقضية خلال ساعات، مرجحين وقوف إرادات سياسية كبرى تخشى أن يطالها شريط الفضائح التي حاول وزير الدفاع إماطة اللثام عنه تحت قبة البرلمان.

الاتهامات غير كافية
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية عبدالستار بيرقدار قال في بيان صدر يوم الثلاثاء 9 أغسطس" إن الهيئة القضائية التحقيقية المكلفة بالتحقيق فيما ورد في أقوال وزير الدفاع خالد العبيدي بالإتهامات التي وجهها خلال جلسة استجوابه قررت أن الأدلة بحق المتهم سليم عبد الله الجبوري غير كافية".

يذكر أن البرلمان العراقي صوّت في وقت سابق من يوم الثلاثاء 9 أغسطس&نفسه، لصالح رفع الحصانة عن رئيسه الجبوري والنائبين محمد الكربولي وطالب المعماري على خلفية الاتهامات التي وجهها وزير الدفاع خالد العبيدي.

ومن الأسماء التي وردت ضدها اتهامات مباشرة بالفساد من قبل العبيدي هي رئيس البرلمان وعدد من النواب، بينهم عالية نصيف وحنان الفتلاوي ومحمد الكربولي، الذين أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتشكيل لجنة تحقيق في الأمر، كما أصدر أمراً بمنع سفر موقت لكل من ذكر اسمه أو وجهت لهم تهم خلال جلسة الاستجواب في البرلمان.

مطاردة
&ويخشى هؤلاء المراقبون من أن يغدو وزير الدفاع، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع العراقي بكل أطيافه، مطارَداً بعد أن ظهر مطارِداً ونال ألقابا شتى لعل أبرزها "سيسي" العراق! في إشارة الى وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي المصري عبد الفتاح السيسي الذي اطاح& بحكومة الاخوان المسلمين في مصر عام 2013 وفاز بالانتخابات عام 2014 رئيساً للبلاد.

وتأكيداً لتلك التخوفات أفاد مصدر قضائي عراقي& يوم أمس الأحد أن القضاء أصدر مذكرات اعتقال بحق فنر خالد العبيدي إبن وزير الدفاع وضابطين اثنين قريبين لعضوين في مجلس النواب العراقي.

وقال المصدر، الذي تناقلت تصريحه عدة وسائل إعلام داخلية وخارجية، إنه قد تم القبض على العميد محمد عبد الحسين جري ضابط أمن وزارة الدفاع ومهند وتوت أمين سر الاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى نجل وزير الدفاع.

وأضاف المصدر أن الاعتقال تم بناء على اعترافات المتهم الذي قدمه وزير الدفاع للإعلام مدعياً أن لديه شهادة ضد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وبعد تفريغ هاتف المتهم تبين وجود اتصالات ورسائل قديمة ومستمرة مع الضباط المذكورين ونجل وزير الدفاع.

وكان شريط فيديو انتشر مؤخراً على نطاق واسع في العراق يظهر شخصاً مخفي الملامح يدين رئيس البرلمان بتهم فساد أمام وزير الدفاع.

كواليس البرلمان العراقي ترجح الاتفاق على إقالة العبيدي الذي خرج عن التوافقات بين قادة الكتل وغرّد خارج سرب المحاصصات الطائفية والحزبية وفق ما يردد متابعون عراقيون، حيث يخشى الساسة الطائفيون سنة وشيعة وكردًا من صعود نجم العبيدي ويعبر التكتلات الطائفية التي سارت وفقها العملية السياسية في العراق منذ العام 2003 حتى اليوم ويغير مجرى الرياح السياسية في العراق باتجاه مغاير.

وكانت "إيلاف" طرحت على قرائها سؤالا عن الفضائح التي كشفها وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن كانت ستطيح برؤوس كبيرة (وهو ما رجحه 7% 108 من القراء) أو سيتم تسويفها ( رجحته غالبية القراء 63% 1005) أو أن تلك الاتهامات تدخل ضمن صراع سياسي (30% 468).