اكتشف فلكيون أوروبيون كوكبًا شبيهًا بالأرض يدور حول بروكسيما سنتوري، أقرب نجم ثابت إلى شمسنا، ويقول العلماء إنه من الجائز أن يكون فيه ماء ومعه حياة. &

إيلاف: اكتشف فلكيون اوروبيون كوكباً شبيهًا بالأرض، حيث يوجد في غسق دائم، ورغم أن نجمه القزم الأحمر لا يمده إلا بجزء ضئيل من الضوء بالمقارنة مع شمسنا، فإن درجة حرارته قد تكون كافية، بحيث يكون مناخه مناسباً لنشوء حياة، ولا يعرف العلماء حتى الآن إن كانت هناك حياة على الكوكب المكتَشف حديثاً، ولكن ما يعرفونه على وجه التأكيد أن الحيوانات والنباتات على هذا الكوكب ستكون بسبب ظلامه ذات اشكال تختلف عن حيوانات كوكبنا ونباتاته، وستكون اوراق اشجاره سوداء قاتمة، وكأنها اوراق محروقة. &

ولا بد أن تكون النباتات في هذا الكوكب داكنة اللون لاستخدام كل الضوء المنبعث من نجمه في عملية التركيب الضوئي، ومن الجائز أن توجد كائنات حية غريبة على الكوكب. &

فهو نشأ ملايين السنين قبل نشوء الأرض، وبالتالي كان لديه ما يكفي من الوقت لنشوء حياة عليه، ولكنه، من جهة أخرى، كوكب كان عليه أن يتحمل ظروفاً بالغة القسوة، لأن نجمه نجم متفجر يطلق موجات هائلة من البلازما. ومن الجائز أن محيطاته وانهاره وبحيراته تبخرت منذ زمن طويل.

خارج المنظومة الشمسية
وما زال الكوكب المكتَشف حديثًا بلا اسم، ولكن نجمه القزم الأحمر نجم معروف هو بروكسيما سنتوري، أو "قنطور الأقرب"، لأنه لا يبعد إلا 4.24 سنة ضوئية، وبذلك يكون أقرب جار لشمسنا. وهذا ما يجعل الاكتشاف مثيرًا. &

فاكتشاف كواكب جديدة تضيئها نجوم بعيدة بات شيئاً مألوفاً، وشهدت السنوات القليلة الماضية اكتشاف اكثر من 3000 كوكب خارج منظومتنا الشمسية، ولكن غالبيتها تبعد مئات السنوات الضوئية، ومن المتعذر تقريبًا دراستها. &

اما كوكب النجم بروكسيما فهو مختلف لأن العلماء لم يكتشفوا من قبل كوكباً شبيهاً بكوكب الأرض على هذه المسافة القريبة التي تتيح للعلماء فرصة البحث عن آثار حياة فيه، وكان المرصد الجنوبي الاوروبي تكتم على اكتشاف الكوكب لإعلانه في اواخر اغسطس. &

وقال فيزيائي فلكي، شارك في اكتشافه لمجلة شبيغل الالمانية، "إن اكتشاف الجرم السماوي الصغير كان عملاً شاقاً، وبلغنا الحدود القصوى لما هو ممكن تكنولوجياً حين يتعلق الأمر بالقياسات".&

رحلة مغرية
تشير كتلة الكوكب الى انه صخري مثل الأرض. والأهم من ذلك أنه يدور قرب نجمه القزم الأحمر، بحيث يمكن ان يوجد ماء على سطحه. &

ويريد العلماء أن يعرفوا ما إذا كان الكوكب حقاً واحة في الفضاء. ولمعرفة ذلك عليهم اعتراض الضوء المنبعث منه وتحليله لتحديد التركيب الكيميائي لغلافه الجوي البعيد. وسيكون وجود الاوكسجين والميثان في وقت واحد مؤشراً كافياً الى وجود حياة. &

فالغازان يتفاعلان مع احدهما الآخر لإنتاج ثاني اوكسيد الكاربون وماء. وإذا كان وجود الغازين بمستويات عالية فلا بد من وجود كائنات مثل البكتيريا أو الطحالب تنتج هذين الغازين. وسيكون ذلك بمثابة بصمة اصابع كيميائية تثبت وجود حياة خارج الأرض. &

من شأن مثل هذا الاختراق العلمي أن يجعل النجم بروكسيما سنتوري هدفاً مغرياً لرحلة فضائية علمية بين النجوم. لكن حتى هذا النجم الأقرب الى شمسنا ما زال بعيداً، وسيحتاج المسبار الفضائي التقليدي نحو 80 الف سنة للوصول اليه، أو ما يعادل عمر البشر على الأرض، واستخدم العلماء في اكتشاف الكوكب تلسكوباً عاكساً متخصصاً يديره الفلكيون الاوروبيون على جبل لا سيلا في صحراء اتاكاما في تشيلي. &
&

أعدت إيلاف المادة نقلا عن دير شبيغل على الرابط أدناه:&

http://www.spiegel.de/international/zeitgeist/scientists-find-earthlike-planet-orbiting-proxima-centauri-a-1107983.html