توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى "وضوح" بشأن معظم الخطوات اللازمة لتجديد اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، ولكن الأمر يتطلب الاتفاق على بعض التفاصيل الفنية العالقة، حسبما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال كيري عقب، محادثات ماراثونية، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف بسويسرا "يمكنني اليوم أن أقول إننا توصلنا إلى الوضوح بشأن المضي قُدُما". وقال كيري إن خبراء من الولايات المتحدة وروسيا سيستمرون في اجتماعاتهم في جنيف في الأيام المقبلة لحل عدد من القضايا العالقة. ولم يوضح كيري ما هي تلك القضايا العالقة ولكنها تشير إلى التعقيد الذي وصل إليه الصراع في سوريا المستمر منذ 5 سنوات، حسبما تقول ايموجين فوكس مراسلة بي بي سي في جنيف. وقال كيري إن "معظم الناس في سوريا ليسوا على دراية إن هناك اتفاقا ساريا لوقف إطلاق النار في البلاد"، مؤكدا ضرورة "تعديل هذا الاتفاق للحد من العنف، وهو ما يستحقه ويحتاجه السوريون". وشدد الوزير الأمريكي على أن الطريق الوحيد لحل الصراع في سوريا عبر اتفاق سياسي. من جانبه، قال لافروف إنه وكيري "اتخذا عددا من الخطوات الهامة قُدُما" في المفاوضات بشأن سوريا. ولكنه حذر قائلا "دون فصل قوات المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين لا يمكنني أن أرى احتمال ضمان أي وقف حقيقي ودائم للنار". وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية بشأن قرب التوصل لاتفاق، اتهم كيري دمشق وحلفاءها ومن بينهم روسيا بمواصلة خرق بنود الاتفاق الساري لوقف الأعمال القتالية في سوريا. وقال كيري إن "حلب لا تزال محاصرة وتتعرض لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية وحلفائها، ومن بينهم روسيا وإيران، وحزب الله اللبناني، واليوم أجبرت القوات الحكومية مدينة داريا على الاستسلام بعد حصارها لأكثر من 4 سنوات". وجاءت تصريحات كيري بعد ساعات من بدء مغادرة العشرات لمدينة داريا، الواقعة بالقرب من دمشق، في حافلات مصحوبة بسيارات الإسعاف وحافلات الهلال الأحمر السوري. ويحاصر الجيش السوري مسلحي المعارضة والمدنيين في داريا منذ عام 2012 وقصفها بشكل منتظم مما عرقل وصول شحنات الطعام إليها. وتوصل الجيش السوري لاتفاق مع المعارضة المسلحة في المدينة لإجلاء المدنيين منها وانتقال المسلحين إلى ادلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوف بشأن الاتفاق مطالبة بضرورة حماية سكان داريا في حال إجلائهم، وأن تكون مغادرة السكان للبلدة طوعية. وتعد مدينة داريا أولى المناطق التي شهدت احتجاجات سلمية ضد حكم الرئيس بشار الأسد تحولت إلى صراع مسلح. ويقول محللون إن انسحاب مسلحي المعارضة من داريا يعد نصرا للقوات الحكومية.خرق دمشق وحلفائها للاتفاقات
- آخر تحديث :
التعليقات