كركميش:&اندلعت السبت مواجهات بين مقاتلين سوريين مدعومين من الاكراد ودبابات تركية في شمال سوريا، للمرة الاولى منذ بدء انقرة عملية برية في المنطقة، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر كردي.
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ب"اندلاع مواجهات في محيط قرية العمارنة بين مجلس جرابلس العسكري المدعوم من القوات الكردية ودبابات تركية".
وبحسب المرصد، بدات هذه الاشتباكات "بعدما تقدمت دبابات تركية اليوم (السبت) الى محيط القرية" الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي على بعد حوالى ثمانية كيلومترات جنوب مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.
واكد المسؤول الاعلامي في الادارة الذاتية الكردية ابراهيم ابراهيم لوكالة فرانس برس ان "الاشتباكات مستمرة الان في محيط القرية بين مجلس جرابلس العسكري وجيش الثوار وشمس الشمال، ورتل من الدبابات التركية".
وبحسب عبد الرحمن، "تعد هذه الاشتباكات الأولى من نوعها بين قوات مدعومة كرديا والقوات التركية" التي بدات الاربعاء هجوما بريا في شمال سوريا دعما لفصائل معارضة بهدف طرد تنظيم الدولة الاسلامية ووقف تقدم المقاتلين الاكراد الذين يسعون الى اقامة شريط حدودي.
وتمكنت هذه الفصائل من السيطرة بعد ساعات من بدء عملية "درع الفرات" على مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا والتي كانت احد آخر معقلين متبقيين لتنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب. كما سيطرت السبت على خمس قرى في محيط جرابلس.
وارسلت تركيا السبت ست دبابات اضافية الى شمال سوريا في اطار هذا الهجوم في وقت ذكرت صحيفة حرييت انه بات لدى تركيا خمسون دبابة و380 جنديا في سوريا بعد ثلاثة ايام من بدء العملية.
ويتحالف المقاتلون الاكراد في سوريا منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015 مع مقاتلين عرب محليين في اطار "قوات سوريا الديموقراطية" في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق).
وتمكنت هذه القوات من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق عدة اخرها مدينة منبج مطلع الشهر الحالي، ما ضاعف قلق انقرة التي تصنف جميع المقاتلين الاكراد "ارهابيين".
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 290 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس في قرية كركميش على الجانب التركي من الحدود ست دبابات اضافية تعبر الحدود مع استمرار عمليات تطهير بلدة جرابلس بعد استعادتها من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية.&
وقال المصور انه سمع دوي انفجارات متقطعة حين كان معارضون سوريون موالون لتركيا يعملون على إبطال مفعول عبوات ناسفة زرعها مسلحو التنظيم المتطرف قبل انسحابهم من جرابلس.
واكدت وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية ان المسلحين السوريين يدمرون متفجرات مشيرة الى إبطال مفعول 20 عبوة في يوم الجمعة فقط.
ويأتي نشر الدبابات الاضافية في المرحلة الاخيرة من العملية العسكرية التي تشنها تركيا داخل سوريا واطلق عليها اسم عملية "درع الفرات" &بهدف طرد ميليشيات التنظيم الجهادي من المنطقة ووقف تقدم المجموعات المسلحة الكردية السورية التي تسعى الى اقامة شريط حدودي.
وفيما كثفت تركيا اكبر عملياتها في سوريا منذ بدء الحرب، اعلنت واشنطن وموسكو عن حدوث تقدم في المحادثات والاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار.&
من ناحية اخرى استمرت عمليات الاجلاء من منطقة داريا التي تحاصرها القوات النظامية السورية منذ اربع سنوات، حيث وصل مئات المقاتلين وعائلاتهم الى منطقة ادلب التي يسيطر عليها المسلحون في شمال غرب البلاد.&
- خطوات مهمة -في جنيف أعلنت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة إحراز تقدم في مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، لكن لا يزال يتعين تحديد آليات الاتفاق حيال وضع حد للنزاع الذي يعصف بالبلاد منذ خمس سنوات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعا ماراثونيا استمر لنحو 12 ساعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "تمكنا من توضيح المسار المؤدي" إلى وقف القتال.
بدوره، أكد لافروف أنه "تم إحراز تقدم مهم جدا".&
واضاف الهجوم التركي في سوريا تعقيدا جديدا الى الشبكة المعقدة من الاطراف التي تسعى الى ترسيخ نفوذها في البلد المضطرب.&
واكدت السلطات التركية ان هجومها يستهدف ايضا منع تقدم قوات وحدات حماية الشعب الكردي شرقي الفرات.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي اهم المجموعات المسلحة الكردية في سوريا، وجناحها العسكري منظمتين "ارهابيتين" تسعيان الى اقامة منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا.
- اكثر من 50 دبابة -وواصلت تركيا ارسال الدبابات منذ بدء عمليتها الاربعاء لمساعدة المعارضين المسلحين على اخراج مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية من جرابلس.&
وبحسب صحيفة حرييت فان تركيا بات لديها 50 دبابة و380 جنديا في سوريا بعد ثلاثة ايام من انطلاق العملية.
وقصفت المدفعية التركية الخميس مواقع لهذه الوحدات الكردية السورية في شمال سوريا بعد ان لاحظت اجهزة استخباراتها ان هذه القوات الكردية السورية تتقدم ميدانيا رغم وعد واشنطن بانها ستتراجع.
ولم يسجل اي نشاط تركي ضد المسلحين الاكراد منذ ذلك اليوم.
وبحسب حرييت فان القوات المسلحة التركية تلقت اوامر ب "الضرب الفوري" في حال تحرك وحدات حماية الشعب الكردي باتجاه جرابلس.
من ناحية اخرى وصلت اول دفعة من مقاتلي الفصائل السورية وعائلاتهم، ممن تم اجلاؤهم من داريا التي حاصرتها قوات النظام اربع سنوات، الى مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وهي الدفعة الاولى غداة بدء تنفيذ اتفاق توصلت اليه الحكومة والفصائل الخميس في داريا ويقضي بخروج 700 مقاتل الى ادلب واربعة الاف من الرجال والنساء مع عائلاتهم، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.
وتم الجمعة اجلاء 300 مقاتل مع عائلاتهم من المدينة بحسب مصدر عسكري سوري على ان يتم استكمال عملية الخروج السبت. كما تم إجلاء عدد اخر من المدنيين من دون توفر حصيلة واضحة.
وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، اذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد النظام السوري في مارس 2011.&
التعليقات