عبد الاله مجيد: أدى حظر البوركيني في نحو 30 مدينة فرنسية الى انقسام فرنسا، حيث وجدن مسلمات فرنسا انفسهن في معسكرين وسط الجدال الدائر حول البوركيني، وتقول الباحثة السوسيولوجية انغنيس دي فو المختصة بموضوع تأثير البرقع منذ أكثر من عشر سنوات، ان الاستطلاعات والمقابلات التي اجرتها مع مسلمات فرنسيات خلال الاسابيع الماضية تشير الى وقوفهن في معسكرين، وصرحت دي فو لموقع لوكال الاخباري الالماني، ان بعض المسلمات الفرنسيات اوضحن ان قضية البوركيني جعلتهن أقوى ايماناً بدينهن وأشد تصميماً على التمسك بالبرقع، وأكدت هؤلاء النساء انهن "لن ينزعن البرقع حتى إذا طلب منهن ضابط شرطة ذلك”، ولكن الأشد مدعاة للقلق ، كما لاحظت الباحثة دي فو، هو الخوف الذي تشعر به مسلمات أُخريات، وقالت دي فو ان كثيرات يشعرن ان وضعهن اليوم كما كان وضع اليهود في الثلاثينات والأربعينات إبان صعود النازية. 

عدم الارتياح

وتابعت دي فو ان هؤلاء المسلمات "يشعرن بأنهن يمكن ان يقعن ضحية مقتلة جماعية وهن لا يشعرن بالارتياح حين يخرجن في الشارع”، وأضافت ان بعض المسلمات قلن انهن يريدن الهجرة من فرنسا لأنهن "بلا أمل وبلا هوية رغم تعلقهن بهذا البلد".

ولفتت الباحثة الفرنسية الى ان هؤلاء المسلمات "يتكلمن الفرنسية ومندمجات بالمجتمع الفرنسي بل انهن نساء فرنسيات لكنهن لا يشعرن بأنهن محل ترحيب في بلدهن ويشعرن بانهن مستهدفات لا من القوانين فحسب بل من الفرنسيين الآخرين ايضا". 

التناقض في فرنسا

ولاحظت دي فو التناقض المتمثل في ان فرنسا بلد يعتز بسجله في حقوق الانسان لكنه يوصم شريحة كاملة من مواطناته. وقالت دي فو ان الفرنسي الاعتيادي على الأرجح لا يعرف لماذا تختار مسلمات فرنسيات التحجب.

واعلنت دي فو ان على الفرنسيين ان يفهموا ان هؤلاء النساء "يرتدين البرقع والبوركيني والحجاب بطريقة ايجابية. فهن يُظهرن بذلك حشمتهن وايمانهن بدينهن ولا يفهمن لماذا يقف فرنسيون ضد ذلك بل وتُفرض عليهن غرامات بسببه".

وقالت الباحثة ان في فرنسا اليوم نساء يشعرن انهن مرفوضات من الحكومة الفرنسية ومن الجمهور الفرنسي لأنه يجري ربطهن بالارهاب، ولكن هؤلاء النساء أنفسهن يُقابلن بالرفض من السلفيين المتطرفين الذين ينظرون بازدراء الى البوركيني ايضا.

حرية مشروطة

وقالت فرنسية مسلمة تعيش في جنوب فرنسا ان قرار القضاء الفرنسي تعليق منع البوركيني لا يكفي لطمأنتها على سلامتها في فرنسا. وصرحت لموقع لوكال "انه نبأ سار ان يعلقوا المنع ولكنها مسألة وقت قبل ان يجدوا شيئاً آخر يمنعونه”، واضافت ان ما يخيفها هو ان العنصرية حالة طبيعية الآن "وكل ما يفعلونه ضد المسلمين وخاصة المسلمات أصبح طبيعياً". 

وقالت هذه المسلمة الفرنسية "انهم يدَّعون انهم يحررون المسلمات بمنعنا من المدرسة ومن العمل ومن الأماكن العامة ومن احواض السباحة ومن الشواطئ ـ هكذا يحررونا على ما يُفترض"، وسألت: "أي حرية هذه؟"

اعدت ايلاف المادة عن موقع لوكال الاخباري 

المادة الأصل هنا