دمشق: استعاد الجيش السوري السبت السيطرة على مدينة داريا بالكامل بعد حصارها لاربعة اعوام، اثر اخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها، وفق ما اكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر بعد خروج آخر الحافلات التي اقلت مدنيين ومقاتلين من المدينة "باتت مدينة داريا بكاملها تحت سيطرة الجيش ولم يعد هناك وجود لاي مسلح فيها"، مضيفا "دخل الجيش داريا كلها"، واورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل "اغلاق ملف داريا بعد اخراج المدنيين والمسلحين مع عائلاتهم بالكامل تنفيذا للاتفاق" الذي تم التوصل اليه بين السلطات السورية والفصائل المعارضة الخميس وبدأ تنفيذه الجمعة.
وبث التلفزيون مقاطع فيديو تظهر اليات تابعة للجيش تجول داخل احد شوارع داريا تزامنا مع تحليق مروحية في سماء المدينة، واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "الدفعة الثانية والاخيرة من المقاتلين والمدنيين خرجت اليوم من داريا على متن اكثر من اربعين حافلة" مضيفا "بذلك باتت مدينة داريا خالية من المدنيين والمقاتلين بعد تهجير سكانها بشكل كامل".
خروج وتسليم المقاتلين
ولم يذكر الاعلام الرسمي عدد المدنيين والمقاتلين الذي اخرجوا من المدينة، لكن وكالة الانباء السورية "سانا" ذكرت الجمعة ان الاتفاق الذي توصلت اليه الحكومة مع الفصائل المعارضة نص على خروج 700 مقاتل الى ادلب (شمال غرب) ونحو اربعة الاف مدني الى مراكز اقامة مؤقتة في ريف دمشق، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل، وكانت تقديرات سابقة لمنظمات وناشطين افادت بوجود نحو ثمانية الاف شخص في داريا التي كانت تعد قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011 حوالى ثمانين الف نسمة.
وبثت قناة الميادين القريبة من دمشق ومقرها بيروت، مشاهد مباشرة اظهرت خروج الحافلات الواحدة تلو الاخرى من داريا وعلى متنها مدنيون بينهم اطفال ومقاتلون كانوا يحتفظون بسلاحهم امامهم في وقت كان عناصر من الجيش يرددون هتافات عدة بينها "بالروح بالدم نفديك يا بشار" ويلتقط بعضهم صورا للحافلات، وداخل الحافلات، لم يبد المقاتلون اي ردود فعل باستثناء البعض الذين سارعوا الى رفع شارات النصر خلف النوافذ.
سياسة الحصار
وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، اذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مارس 2011. وتعد من اولى المناطق التي حاصرها النظام في العام 2012 علما ان اول قافلة مساعدات غذائية دخلت اليها كانت في يونيو الماضي، وتقع داريا على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب دمشق، وتعرضت في الاونة الاخيرة لقصف كثيف من قوات النظام بالبراميل المتفجرة.
وبموجب الاتفاق، توجه المقاتلون وافراد من عائلاتهم الى محافظة ادلب التي سيطرت عليها فصائل جيش الفتح منذ الصيف الماضي، فيما انتقل المدنيون الباقون الى مراكز اقامة مؤقتة في بلدة حرجلة القريبة، وهذا الاتفاق هو الثاني من نوعه بعد اتفاق مماثل تم التوصل اليه العام 2014 في مدينة حمص في وسط البلاد. وتتهم المعارضة والفصائل قوات النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها واخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى الخروج منها.
التعليقات