أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية اهتماماً كبيراً بقمة العشرين المنعقدة في الصين والمناقشات التي جرت على هامش القمة بين زعماء العالم، وبخاصة الرئيسين الأمريكي والروسي، حول امكانية التوصل لحل سلمي لإنهاء الأزمة في سوريا. تصف الأهرام المصرية في افتتاحيتها مشاركة مصر في القمة بأنها: "خطوة مهمة تعكس تعزيز الدولة المصرية لمكانتها بين الدول الكبرى والأكثر تأثيرا في أحوال العالم، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية... تدرك القيادة المصرية أهمية الوجود القوى ما بين الكبار من أجل الدفاع عن المصالح المصرية، ومصالح الدول النامية والدول الصاعدة، بالإضافة إلى أهمية عرض جهود مصر لإصلاح اقتصادها". وتضيف الصحيفة: "تكتسب قمة العشرين أهمية خاصة بالنظر إلى المشكلات الاقتصادية والتباطؤ الاقتصادي العالمي، وهو ما عكسه تأكيد الرئيس الصيني ضرورة العمل على حماية النمو الاقتصادي". كما تؤكد الجمهورية المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وافق على حضور القمة "ليقدم للعالم صورة منصفة عن سعي مصر وجهودها المتعددة للاستقرار والتنمية والحفاظ على السلام والأمن الإقليمي والعالمي وعاملاً إيجابيا لجذب الاستثمارات وتنمية الشراكة مع الكيانات والدول المتقدمة اقتصادياً". وفي الجزيرة السعودية، يقول خالد بن حمد المالك: "لا بد من التذكير بأن المملكة هي الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في مجموعة الدول العشرين منذ أول اجتماع لها في العام 2008 في أمريكا وحتى آخر اجتماع عقد العام الماضي في تركيا، وكان حضورها قوياً ولافتاً ومؤثراً في كل اجتماع". ومن جانبه، سلط حسن النجراني في عكاظ السعودية الضوء على اجتماع ولي ولي العهد السعودي بالرئيس الروسي على هامش المؤتمر، مؤكداً أنه قد أنعش "الآمال في استعادة سريعة لتوازن السوق النفطية"، مشدداً أن "استقرار السوق العالمية مستحيل من دون تعاون بين روسيا والسعودية". وفي السبيل الأردنية، يقول عمر عياصرة: "قمة العشرين التي تعقد في الصين للمرة الاولى ستشكل فرصة لها لتأكيد صعود دورها المحوري في المجالات السياسية بعدما أكدت دورها المهم في الاقتصاد العالمي". تناقش افتتاحية الرياض السعودية الاجتماع الذي تم بين الرئيسين الأمريكي والروسي لحل الأزمة السورية، حيث تقول: "ولعل اجتماع أوباما - بوتين كان محط الأنظار كونه يتعلق بالأزمة السورية ومنعطفاتها وتداخلاتها وغموض مسارها. ورغم عدم اتضاح الرؤية إلى ما سيفضي إليه الاجتماع الأمريكي الروسي إلا ان التصريحات التي سبقتهما تعطي مؤشراً سلبياً على عدم توافق المواقف وتباعدها وصولاً إلى صيغة مشتركة من الممكن أن تؤدي إلى حلحلة، ولو جزئية، تكون بداية لحل شامل وفق رؤية دولية تخرج الأزمة من مستنقعها". وعلى المنوال ذاته، تؤكد المستقبل اللبنانية أن القمة "قد تكون الاخيرة للرئيس الاميركي باراك أوباما لإحداث خرق ديبلوماسي يبيّض صفحة عهده، مع اقتراب ادارته من التحول إلى 'بطة عرجاء' بانتظار الرئيس الجديد، وهو ما يبدو أن موسكو لن تمنحه اياه بسهولة، بعدما تراجعت عن اتفاق بشأن سوريا مع واشنطن، ولو أن البعض يبقي حيزاً من التفاؤل رهناً بما قد يحصل اليوم في لقاء متوقع بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين". وفي النهار اللبنانية، يقول موسى عاصي: "على السوريين أن ينتظروا نهاية قمة العشرين اليوم في الصين واللقاء المتوقع على هامش القمة للرئيسين الامريكي والروسي، من أجل معرفة الاتجاه الذي ستذهب فيه مفاوضات الروس والامريكيين حول أزمة بلادهم. لكن التصريحات التي صدرت في اليوم الأول، وان حملت الكثير من الايجابيات من حيث قرب التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن يبدأ من مدينة حلب، ترجح كفة استمرار المفاوضات بين الطرفين إلى ما بعد انتهاء القمة". أما منذر عيد في الثورة السورية فيؤكد أن "أي اتفاق بين الطرفين يتوقف على جدية الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب وإنهاء الازمة، نقول الولايات المتحدة كونها ودون خجل منها تعلن عن دعمها للعديد من الفصائل الارهابية تحت مسمى 'الاعتدال' وهنا بيت القصيد... رغم تشابك الامور في الشكل، إلا أن الجوهر واضح.. إصرار امريكي على إطالة الأزمة دائما، وترحيل ما يمكن ترحيله إلى ادارة قادمة، يجهل الكثيرون بأي عقلية وآلية قد تتعاطى مع الملف السوري، لنجد الإدارة الحالية تناقش في المسلمات، وتتقدم لكن في ذات المربع الذي تصر على ابقاء الامور داخله وهو المربع الأول".
- آخر تحديث :
التعليقات