لندن: أُغلق فابريك الذي كان من أشهر النوادي الليلية في بريطانيا، بعد مقتل اثنين من رواده الشباب، واثار قرار الغلق موجة احتجاجات من رواد النادي ومالكيه قائلين ان الغلق لن يحل مشكلة المخدرات ولكن تأثيره سيكون بالغ الضرر على حياة الليل في بريطانيا. 

وكتب الثنائي الراقص تشايس اند ستايتس في تغريدة على تويتر "ان ثقافتنا مُزقت ارباً ارباً" مشيرين الى ان كل نوادي الرقص الشهيرة في لندن تقريبا أغلقت ابوابها الآن.

وقال الكاتب آيرفن ويلش ان قرار الغلق يعلن "بداية نهاية مدننا بوصفها مراكز ثقافية”، وانضم الى جوقة المحتجين والمستائين على غلق النادي حشد من الفنانين والموسيقيين والراقصين، وقالت المغنية روسين مرفي لبي بي سي "ان هذا بالنسبة الى لندن هو دليل تراجع بوصفها مكاناً للهو، واعتقد ان الشيء نفسه حدث في مدينة نيويورك". 

وكانت بلدية منطقة ايزلنغتون قررت الغاء ترخيص نادي فابريك بعد موت شابين في الثامنة عشرة تناولا مخدرات في النادي، وفي عملية سرية نُفذت خلال الفترة الفاصلة بين حادثتي الوفاة في يونيو واغسطس شهد افراد الشرطة تعاطي المخدرات وعرضها للبيع بشكل سافر في النادي.

واشارت البلدية في قرار الغلق الى تقاعس العاملين في النادي عن التدخل لمنع مثل هذه الممارسات وغياب الاجراءات الأمنية الكافية. وقالت ان رواد النادي كانوا يتعاطون المخدرات على المكشوف وكانت الأعراض واضحة بما في ذلك التعرق واحمرار العين والتحديق في الفضاء واشخاص يطلبون النجدة. 

انتقادات

وانتقدت منظمات خيرية لمكافحة الادمان واوساط موسيقية قرار الغلق قائلة ان نادي فابريك كان معروفاً بمعالجته تعاطي المخدرات بين جدرانه، وأكد كاميرون ليسلي احد مؤسسي النادي خلال جلسة استماع بشأن حادثتي الوفاة ان نادي فابريك يساعد الشرطة في القبض على المشتبه بتعاطيهم المخدرات وموظفيه يحضرون المحاكمات على حسابهم الخاص لتقديم افادات تسهم في ادانة هؤلاء الأشخاص. 

ونقلت بي بي سي عن ليسلي قوله ان اتهام النادي بتوفير ملاذ آمن للمخدرات هو "بصراحة اهانة للجهود الكبيرة التي بذلناها على امتداد سنوات”، واثار قرار الغلق تكهنات واسعة عن مستقبل حياة الليل في بريطانيا، وقال الن ميلر رئيس جمعية صناعات وقت الليل "انهم على اساس ما فعلوه مع نادي فابريك يستطيعون ان يغلقوا كل الحانات والنوادي والملاهي المرخص بها".

وتوقع اليكس براود مالك نادي كامدن براود ان يغلقوا ناديه بعد نادي فابريك. وقال انه "حين تكون لدى الشرطة القدرة على غلق نادٍ يُدار ادارة حسنة بمسوغات كهذه فان كل ناد في لندن لا بد ان يعتقد انه يمكن ان يُغلق غداً". واضاف ان غلق نادي فابريك "سابقة مثيرة للقلق البالغ". 

ولكن قبل غلق نادي فابريك كانت اوضاع النوادي الليلية بلغت مرحلة التأزم. إذ شهدت السنوات العشر الماضية غلق نصف النوادي الليلية تقريبا في بريطانيا حيث انخفض عددها من 3144 ناديا في عام 2005 الى 1733 ناديا فقط عام 2015.

وقال دنكان دك رئيس تحرير مجلة ميكسماغ ، اكبر المجلات المختصة بفن الرقص، ان من الجائز ان يُدفع عالم النوادي الليلية الى العمل السري تحت الأرض. واكد "ان لا أحد يستطيع ان يمنع احداً من الرقص وإذا شُنت حرب شاملة على النوادي في لندن فاننا سنرى زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذي يرتداون أماكن أقل أمناً وأقل التزاماً بالضوابط ".

وتوقعت الناشطة كايتي ماكلويد ان يلجأ رواد النوادي الليلية والمراقص في حال غلقها الى اقامة حفلات في أبنية المستودعات والبيوت حيث لا يوجد حظر على المخدرات. 

وقالت ان من الأفضل ان تقع حوادث المخدرات في النوادي الليلية حيث يكون احتمال توفير العلاج الطبي السريع احتمالا أكبر بكثير منها في اماكن غير مؤمنة ولا تخضع لأي رقابة. واقترحت اجراء فحص فوري في المكان لمعرفة متعاطي المخدرات ، كما هو متبع في مهرجانات موسيقية اوروبية وفي في مدينة مانشستر شمال غرب انكلترا.

الفحص

ويتيح الفحص الذي يجري بالاتفاق مع الشرطة لمتعاطي المخدرات تسليمها الى خبراء للفحص بهدف التأكد من محتواها قبل تناولها. وإذا اسفر الفحص عن وجود اشياء مؤذية في مخدراتهم فانهم على الأرجح سيتنازلون عنها ، بحسب ماكلويد، ولاحظت الناشطة ماكلويد ان مشكلة المخدرات لا توجد في هذا النادي الليلي أو ذاك فحسب بل موجودة في كل مكان من المجتمع "وستكون هناك نسبة من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في أي بيئة من الحياة الليلية"، وفي الحقيقة ان حادثتي الوفاة في نادي فابريك لم تكونا معزولتين. 

وبحسب مكتب الاحصاءات الوطنية فان عدد الوفيات بسبب تعاطي حبوب اكستاسي المخدرة ارتفع من 8 وفيات عام 2010 الى 50 وفاة عام 2014. 

في هذه الأثناء ما زال مستقبل نادي فابريك مجهولا. 

وتوقع رئيس جمعية صناعات وقت الليل الن ميلر ان يعبئ قطاع النوادي الليلية كله قواه لعمل شيء ما. واضاف ان هناك جملة آليات يمكن ان تُستخدم للطعن في غلق النادي، سواء في المحكمة العليا أو البرلمان، ونال موقف ميلر تأييد عمدة لندن صادق خان والنائبة اميلي ثوربري عن منطقة ايزلنغتون حيث يوجد نادي فابريك التي كتبت الى بلدية المنطقة طالبة إبقاء النادي مفتوحاً.

ولكن آخرين مثل دنكان دك رئيس تحرير مجلة ميكسماغ اعربوا عن تشاؤمهم مشيرين الى انشاء أبنية في مواقع النوادي الليلية التي تُغلق.

وقال جو لينزي عضو ثنائي سيغما الراقص ان نادي فابريك كان "مؤسسة" في ثقافة الرقص البريطانية وقاعدة انطلاق للمواهب الجديدة. واضاف في حديث مع بي بي سي قائلا "انه كان بكل تأكيد تربة خصبة لظهور مبدعين شباب مثلنا وان الكثير من المهن جاءت من قضاء ليال طويلة في هذا النادي". وقال "ان البلدية على ما يبدو تقايض جذورنا وثقافتنا بعمارات من الشقق السكنية الغالية والفاخرة".

أعدت "إيلاف" المادة عن "بي بي سي"

المادة الأصل هنا