اندلعت اشتباكات في أجزاء من الجنوب الشرقي لتركيا الذي تسكنه أغلبية كردية بعدما أقالت الحكومة 28 رئيس بلدية منتخب. واستخدمت الحكومة قانون الطوارئ الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من الشهر الجاري في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف شهر يوليو/تموز الماضي. وعينت السلطات أمناء للقيام بمهام رؤساء البلديات المقالين. وأدت حملات التطهير التي قامت بها الحكومة وشملت مرافق حكومية مختلفة بما فيها مؤسسة الجيش إلى إقالة عشرات الآلاف من الموظفين اتهموا بإقامة علاقات مع منظمات إرهابية. واتهمت الحكومة منظمة "خدمة" التي يتزعمها رجل الدين فتح الله غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة بتدبير محاولة الانقلاب. وقدمت السلطات التركية طلبا لنظيرتها الأمريكية بتسليم غولن إلا أن وزارة العدل الأمريكية لم تتخذ قرارا في الموضوع إلى حد الآن بالرغم من تهديد تركيا بأن الامتناع عن تسليم غولن من شأنه الإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وفرقت قوات مكافحة الشغب نحو 200 شخص مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بعدما احتشدوا في مقر بلدية سوروك، حسب وكالة دوغان الخاصة للأنباء. واعتقلت الشرطة أربعة أشخاص بينهم نائب رئيس بلدية في ولاية هكاري إثر مناوشات بين الطرفين، حسب وكالة دوغان. وقالت وسائل إعلام تركية إن خدمات الإنترنت والكهرباء قطعت عن المناطق التي شهدت الاضطرابات. وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن 24 من رؤساء البلديات المقالين لهم علاقات بحزب العمال الكردستاني المحظور. ويعتقد أن أربعة آخرين لهم علاقة بغولن ومنظمته. وكتب وزير العدل التركي تغريدة على تويتر جاء فيها "رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية المنتخبين يجب أن يؤدوا واجباتهم حسب القانون". لكن الكاتب التركي الحائز على جائزة نوبل، أورهان باموك، يقول إن تركيا تحولت إلى "نظام للخوف". وكتب باموك ""في تركيا، نضع تدريجيا خلف القضبان كل الأشخاص الذين يعبرون عن معارضتهم للحكومة ولو كان انتقادهم خفيفا". وأضاف قائلا "حرية التفكير لم تعد موجودة. نحن نبتعد بسرعة كبيرة عن دولة القانون ونتجه نحو نظام الخوف". وعبر باموك عن موقفه في مقال نشره في صحيفة لاروبوبليكا الإيطالية ردا على اعتقال السلطات التركية السبت صحافيا بارزا هو أحمد ألتان، وأخوه محمود وهو اقتصادي مشهور.
- آخر تحديث :
التعليقات