حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن مسار السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يتأزم، في حال واصلت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب خططها لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس. يأتي هذا قبيل انعقاد مؤتمر باريس لدعم حل الدولتين وإحياء عملية السلام. جاءت تصريحات عباس أثناء زيارته اليوم السبت أثناء افتتاحه للسفارة الفلسطينية في الفاتيكان، عقب لقائه البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية. وأضاف عباس بأنه سمع بخطة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنه لا يمكنه التعليق عليها بشكل رسمي، إلا إذا حدث ذلك بالفعل. وقال عباس: "إذا كان القرار يقضي بنقل السفارة إلى القدس، فهذا لن يساعد على تحقيق السلام، ونتمنى أن لا يحدث ذلك". ويعارض الفلسطينيون بشدة قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إذ تقول السلطة الفلسطينية إن ذلك من شأنه أن يقضي على أي أمل لإجراء مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو التوصل لاتفاق بينهما. ولم تتوضح بعد معالم السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط التي ستنتهجها الإدارة الجديدة بقيادة ترامب، لكن الرئيس الجديد ألمح من خلال تصريحات وتغريدات على موقع تويتر أنه "متضامن مع إسرائيل" التي يقودها اليمين، أكثر مما بدا من إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الرئيس عباس كتب إلى ترامب، محذرا من عواقب المضي في قرار نقل السفارة، وطالبا منه مراجعة ذلك، كما حذر زعماء العالم والدول العربية من عواقب ذلك. ويطالب الفاتيكان بضمانات بـ"بوضع دولي" لمدينة القدس، من أجل الحفاظ على الأماكن المقدسة للديانات الثلاث فيها. وعقب لقائه البابا فرانسيس، افتتح عباس السفارة الفلسطينية في الفاتيكان، والتي يأتي فتحها ضمن محادثات مطولة، اعترف من خلالها الفاتيكان بدولة فلسطين. يأتي ذلك، بينما تجتمع سبعون دولة في مؤتمر بباريس يوم الأحد، للتأكيد على حل الدولتين كخيار لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأبدى السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، قلقا من لجوء دول وصفها بأنها داعمة للفلسطينيين، إلى مجلس الامن لاتخاذ مزيد مما سماه مزيدا من الاجراءات المعادية لإسرائيل، حسب وصفه. ويعتزم مجلس الأمن الاجتماع يوم الثلاثاء، لمناقشة مشروع قرار والمصادقة عليه يتضمن مطالبة إسرائيل بوقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية. ويأمل المشاركون في مؤتمر باريس بإحياء مسار السلام في الشرق الاوسط، في وقت تزداد فيه المخاوف من أن تندلع أعمال عنف، في حال أقدمت الإدارة الأمريكية الجديدة على تنفيذ قرارها بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي هاجم مؤتمر باريس، ووصفه بأنه "خدعة" فرنسية فلسطينية لتسليط مزيد من الاجراءات المعادية لإسرائيل، حسب قوله. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت حذر مجددا، من "المخاطر" التي تهدد حل الدولتين القائم على دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل، والذي تعتبره الأسرة الدولية بمعظمها أساسا للتسوية.مؤتمر باريس
- آخر تحديث :
التعليقات