اهتمت الصحف العربية بمناقشة تبعات الاستفتاء علي انفصال إقليم كردستان العراق.
ورأى عدد من الكتاب أن الاستفتاء سيجر علي الأكراد الكثير من "المتاعب والمنغصات".
كما يتوقع خيرالله خيرالله في العرب اللندنية أن "معركة الاستقلال الكردي ستكون معركة قاسية".
ويقول: "تكمن مشكلة أكراد العراق حاليا في أن للحكومة المركزية في بغداد وتركيا وإيران مصلحة في إجهاض الاستفتاء، (إذ) سيعني نجاح الاستفتاء نهاية (رئيس الوزراء العراقي حيدر) العبادي، سياسيا، في العراق. وسيعني أن كل الإجراءات القمعية والدموية التي لجأ إليها نظام الملالي في إيران لم تجد نفعا في المدى الطويل".
ويضيف الكاتب: "الثابت أن التوازنات السياسية في بغداد ستتخذ شكلا جديدا في غياب المكوّن الكردي الذي سيجد نفسه منهمكا في إعادة ترتيب وضع الإقليم من منطلق أن الاستفتاء خطوة على طريق قيام الدولة المستقلة في يوم من الأيام".
"متاعب ومنغصات" لأربيل
يتحدث عادل الجبوري في الرأي اليوم اللندنية عن "خسائر إقليم كردستان" بسبب الإجراءات التي اتخذتها كل من إيران وتركيا والحكومة العراقية.
ويدعو الكاتب الأكراد إلي أن يضعوا في الحسبان "الإجراءات العقابية التي سوف تتخذها الحكومة الاتحادية ضدهم، باعتبارهم خرقوا الدستور وقفزوا على مبدأ الشراكة والتوافق".
ويضيف الجبوري: "ينبغي أن تكون تجربة جنوب السودان حاضرة وماثلة أمام أعين الاكراد، وهم الذين كانوا أول المرحبين بانفصاله واستقلاله عن دولة السودان... بتصريحات سياسية حماسية، ومانشيتات وعناوين عريضة في وسائل الإعلام الكردية، ليندلع الاقتتال الداخلي بعد أقل من عام بين شركاء دولة جنوب السودان الجديدة، وصانعي استقلالها".
ويخلص الكاتب إلي أن "كل ذلك لا يخلو من المتاعب والمنغصات بالنسبة لبغداد، ولكنها بأي حال من الأحوال لا تقارن مع حجم المتاعب والمنغصات التي ستواجهها أربيل".
وفي السياق ذاته، يقول ضياء الدين بلال في الوطن القطرية: "دولة وليدة مُحاصَرةٌ بكُلِّ هذا الرفض والعداء الذي يقطع عنها ماء وأوكسجين الحياة، كيف لها العيش والبقاء وتجنُّب مصير الفشل والسقوط في قاع الفوضى والخراب؟!!
ويرى الكاتب أن "نتائج استفتاء كردستان العراق وجدت نقيضَ ما وجده استفتاء جنوب السودان، الذي تم تحت رقابة دولية لصيقة وتشجيع من قبل تلك الدول على خيار الانفصال".
ويقول عادل المطيري في العرب القطرية: "لا تقف الدول فقد ضد استقلال الأكراد، بل حتى الجغرافيا تظلمهم، فلا منفذ لهم يتواصلون به مع العالم، حيث تطوّقهم دول لم ولن تسمح لهم بالاستقلال، ولكن الأكيد أن الاستفتاء سيُحسن موقف أربيل التفاوضي مع بغداد، ليتحول الهدف من استفتاء الاستقلال إلى استغلال الاستفتاء".
"صدامات مسلحة"
ويحذر سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية من "سيناريو وقوع صدامات مسلحة في المناطق المتنازع عليها، خاصة كركوك الغنية بالنفط".
ويقول الكاتب: "من الصعب على حلم دولة كردستان المستقلة أن يتحول إلى واقع في ظل الرفض الإقليمي والدولي؛ فجغرافيًا لا تملك الدولة الكردية المنتظرة منفذا بحريا وهي محاطة بالكامل من دول مجاورة تعادي خطوتها الانفصالية، أما اقتصاديا فيعتمد اقتصاد حكومة كردستان على النفط الذي يُنقل عبر أنابيب تمر بتركيا أو يصدّر عبر الحكومة المركزية".
ويشير الكاتب إلي "التصعيد الشديد سواء من قبل الحكومة المركزية العراقية، أو من حتى من قبل إيران وتركيا، بحصار غير مسبوق له ضد إقليم كردستان، والتهديد بتجويع الشعب الكردي".
برزاني وإسرائيل
ويقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "قد يصبح الاستفتاء الذي أراده (رئيس إقليم كردستان العراق مسعود) برزاني مدخلا لتجديد شرعيته وتمديد ولايته وتجديدها وتوريثها، ورافعة لتكريس زعامته العائلية المطلقة للشعب الكردي، مسماراً أخيراً أو قبل أخير، في نعش الرجل ومستقبله السياسي".
كما يصف ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية الاستفتاء بأنه "مغامرة بائسة، ستكون علي حساب الشعب الكردي الذي طالما دفع أثمانا باهظة في صراعات عبثية، ولن يستفيد منها سوى الصهاينة".
ويرى الكاتب أن الاستفتاء كان "حاجة لبرزاني الساعي لتأكيد زعامته للهوية الكردية، أكثر منه تعبيرا عن مصالح الأكراد".
ويضيف أنه من "المؤكد أن لا مصلحة لهم تذكر سوى تحقيق الأحلام العرقية (الغرائزية المفهومة على أية حال)، لكن مصيرهم لن يبتعد في المحصلة عن مصير دولة جنوب السودان بما فيها من صراعات".
ويقول مصطفي زين في الحياة اللندنية إن إسرائيل "وجدت في الخطوة الكردية فرصة تاريخية... كي تشكل مع الإقليم الكردي قاعدة عند الحدود الإيرانية العراقية إذا خطر لحكام بغداد يوماً إشهار العداء لها".
ولا يستغرب الكاتب "احتفاء يهود في شوارع تل أبيب بانتصار برزاني في الاستفتاء علي الانفصال عن العراق، ولا رفع الإعلام الإسرائيلية في أربيل".
ويتساءل أحمد منصور في الوطن القطرية: " هل يكفي الدعم الأميركي ــ الإسرائيلي لقيام كردستان؟"
ويقول الكاتب إن إعلان الأكراد ولادة دولتهم "لا يضمن لها الاستقرار أو النجاح حتى لو كانت تدعمها إسرائيل وأميركا وتمولها الإمارات، لأن الأهم من كل ذلك هل يمكن أن يقبل الجيران هذا الأمر أم سيرفضونه بكل الطرق والوسائل المختلفة التي يمكن أن تقوض المشروع وتعوق استقراره في النهاية".
التعليقات