«إيلاف» من القاهرة: استهل مجلس النواب المصري دورته البرلمانية الثالثة بالإعلان عن دعم وتزكية ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، في سابقة تاريخية تحدث لأول مرة في تاريخ العمل البرلماني، حيث قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، :" إن اللجنة في أولى اجتماعاتها الرسمية ستوجه رسالة تأييد وتزكية للرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية".

 وأضاف عامر في تصريحات له: " نزكي الرئيس السيسى وندعمه من قلوبنا جميعًا، وبقناعة حقيقية في الانتخابات الرئاسية القادمة"، وأشار رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن أعضاء اللجنة سيعلنون أيضًا تأييدهم لسياسة الرئيس السيسى الداخلية والخارجية، ويدعمون جميع الخطوات البناءة والناجحة التي يتبناها من أجل بناء مصر الديمقراطية الحديثة.

تأييد كامل 

كما أعلن ممثلي الأحزاب السياسية داخل البرلمان دعمها الكامل لترشيح السيسي في الانتخابات المقبلة، حيث أكد النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار، على أن الحزب بدأ وضع خطة على مستوى أمانات المحافظات للإعداد للانتخابات الرئاسية، موضحًا أن الأمانات بكل محافظة على حده ستبدأ في عقد جلسات لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأوضح عابد، أن الحزب سينظم جولات بالمحافظات وسيتم الاستعانة بالمواد الفيلمية لاستبيان ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمشروعات التي تم استكمالها وما تم إنجازه في وقت قياسي وحجم العائدات، والفرق بينه وبين ما سبقه من رؤساء، وفي السياق ذاته ذكر النائب أحمد حلمي الشريف، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بالبرلمان ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، أن الحزب سيبدأ في التحرك الميداني عن طريق أمانات الحزب المختلفة والمراكز والمؤسسات الحكومية وأماكن التجمعات لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية .

دعم بالمحافظات 

 وأضاف الشريف، أن الحزب سيستعرض خطورة المرحلة الماضية وأهميتها في بناء الدولة، وتوضيح ما تعرضت له الدولة من حقائق لإسقاط مؤسساتها، فالأحزاب سفراء أمام الدولة، مؤكدًا على أن الحزب سيقدم بيانًا بكافة إنجازات الرئيس خلال الفترة المقبلة، كما أكد حزب الوفد بمجلس النواب على أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على النزول للشارع وطرق الأبواب بالمحافظات لدعم السيسى لفترة ثانية، مؤكدًا وقوف الحزب بجميع قياداته وشبابه خلف الرئيس السيسى ودعمه لفترة رئاسية ثانية للحفاظ على أمن واستقرار البلد، كما أعلن الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ونائب رئيس ائتلاف دعم مصر، أن الرئيس اهتم ببرامج الحماية الاجتماعية التي تمثل حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وبالتالي يجب العمل على دعم ترشحه لفترة ثانية ، ومن جانبه قال أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب مستقبل وطن:" إن الحزب يدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية لمستقبل أفضل لهذا الوطن"، وأضاف المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، أن الرئيس كان جريئًا في بعض القرارات الإصلاحية الصعبة .

كما أطلق النائب عبد الرحمن البرعي، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي، في أغسطس الماضي، حملة لتأييد ترشيح الرئيس لفترة رئاسية ثانية بعنوان «هتكمل معانا»،وقال «البرعي» :"إنه يتواصل مع ممثلي الأحزاب السياسية والنواب عن محافظات الصعيد قبل تعميم الحملة على مستوى الجمهورية ".

حملات شعبية 

 وقد شهدت الأيام القليلة المقبلة تدشين العديد من الحملات الشعبية تطالب الرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثانية، حيث دشّن رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حملة «عشان تبنيها» لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية، وفي منتصف الشهر الجاري دشن مواطنون حملة بعنوان «مواطن يدعم رئيس» التي رفعت شعار «قولوا للسيسي محدش غيره هيكون رئيسي» لمطالبة الرئيس بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبدأ القائمون على الحملة طباعة 15 مليون استمارة لترشيح السيسي، كما أعلن المهندس موسى مصطفى، رئيس حزب الغد، الشهر الماضي، تدشين حملة «مؤيدون» لمساندة الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي مايو الماضي أعلن اتحاد شباب مصر بالخارج تدشين حملة «ولادك معاك يا ريس» لدعم ترشح الرئيس لفترة رئاسية ثانية.

وقال أحمد سمير، رئيس الاتحاد: " إن أولى اهتمامات مبادرة وأنشطة الحملة هي إعلان الدعم الكامل ، ومطالبة الرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثانية لإكمال مسيرة البناء والتنمية وبناء مصر المستقبل".

المطالبة بالدعم 

من جانبه أكد الدكتور صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب وأستاذ العلوم السياسية، أنه من الحكمة إعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، من أجل استكمال برنامجه الانتخابي الذي أعلن عنه منذ أربع سنوات، خاصة وأن الفترة الرئاسية الأولى غير كافية للحكم على سياسة وقرارات الرئيس، خلال السنوات الماضية، رغم أن هناك إنجازات تمت على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وسط ما تواجهه الدولة في حربها على الإرهاب .

وقال النائب صلاح حسب الله:" إن الرئيس مازال يحتفظ بحب وثقة الشعب، وهناك الكثير ممن يدرك جيدًا التحديات الكثيرة التي تواجه مصر خارجيًا وداخليًا منذ ثورة 30 يونيو، ورغم حالة الغضب داخل الشارع من غلاء المعيشة نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والاستهلاكية ، إلا أن المستقبل القريب قد يحمل الخير لجميع المواطنين ويجب علي الجميع الصبر، وفي الوقت نفسه الحكومة مطالبة بالعمل جاهدة على وقف ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة . 

تراجع كبير

على الجانب الآخر طالب الدكتور جمال زهران، عضو مجلس النواب السابق وأستاذ العلوم السياسية، نواب البرلمان بضرورة العمل جاهدين على حل أزمات الشارع، والتصدي لقرارات الحكومة الخاطئة بدلًا من الدعاية للرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة وأن الدستور الحالي أعطى للبرلمان سلطات كبرى في مراقبة السلطة التنفيذية، ولكن للأسف تحول البرلمان منذ انتخابه إلى جهة تابعة للحكومة تنفذ ما يطلب منها فقط، والمواطن ليس في تفكير الغالبية العظمى من نواب البرلمان .

وأكد زهران أن الشارع المصري في حالة غليان كبيرة نتيجة القرارات الاقتصادية السيئة التي اتخذتها الحكومة والنظام الحاكم، وهي ما ترتبت عليها تراجع كبير في شعبية الرئيس لدرجة خطيرة جدًا، قد تضعه في موقف محرج قبل الانتخابات المقبلة.

مشيرًا إلى أن تدشين حملات لدعم الرئيس لن يفيد كثيرًا في تغير نسبة التراجع في شعبية الرئيس، خاصة وأن المواطن لديه وعي كامل بأن وقف نزيف ارتفاع الأسعار وتحسن الحالة الاقتصادية له هو الحل الوحيد أمام الرئيس لإعادة انتخابه، أما تدشين الحملات فلن يغير من وجهة نظر الشارع في الوقت الحالي.