«إيلاف» من لندن: وري الثرى اليوم جثمان الرئيس العراقي السابق الزعيم الكردي جلال طالباني الذي توفي في المانيا الثلاثاء الماضي في مقر اقامته بمنطقة دباشان في مدينة السليمانية الشمالية، بعد ان جرى له تشييع كبير شارك فيه الآلاف من المشيعيين يتقدمهم معصوم وبارزاني وممثل عن حكومة بغداد، لكنّ نوابًا عراقيين انسحبوا احتجاجاً على لف النعش بالعلم الكردي وليس بالعراقي.

وقد نقل جثمان الراحل من الطائرة القادمة من برلين، حيث توفي هناك الثلاثاء، الى المسجد الكبير في مدينة السليمانية (330 كم شمال شرق بغداد) حيث جرت مراسيم صلاة الجنازة عليه قبل ان يوارى الثرى في منطقة دباشان مقر الراحل في المدينة.

ورافقت الجثمان لدى وصوله الى السليمانية عائلة الرئيس السابق يتقدم افرادها هيرو ابراهيم احمد عقيلة الراحل، فيما كان على رأس المستقبلين الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ووزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي ممثلاً للحكومة المركزية ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف وممثل عن العاهل الاردني المالك عبد الله، حيث وضعوا اكاليل من الزهور على نعش الفقيد شاركهم في ذلك رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيش ورؤساء البعثات الدبلوماسية وقناصل الدول العربية والاجنبية في اقليم كردستان . 

وشارك في التشييع ايضا قادة الاتحاد الوطني والالاف من المواطنين، اضافة الى عشرات الالاف من الاشخاص الذين احتشدوا في شوارع السليمانة مودعين القائد الكردي الراحل . وقد اطلقت المدفعية في مطار السليمانية 21 قذيفة مدفعية و21 طلقة نارية تحية، فيما حمل نعش الراحل الذي كان ملفوفاً بالعلم الكردستاني وليس العراقي، ما دفع نواباً عراقيين الى الانسحاب احتجاجاً جمع من ضباط قوات البيشمركة الكردية وسط ترديد النشيد القومي الكردي. 

وقد اشرفت على مراسيم التشييع اللجنة الأمنية في محافظة السليمانية من خلال فريق برتوكولي من حكومة الإقليم بمساعدة جميع الأقسام والفرق في المطار وفريق برتوكولي رئاسي خاص آخر اشرف على تنظيم شرطة المرور لسير موكب التشييع في الشوارع بمشاركة الضيوف إلى الجامع الكبير وسط المدينة.
وقد سمح للضيوف فقط المشاركة في المراسم التي كانت سيرًا على الأقدام إلى الجامع الكبير وبعد انتهاء مراسم الصلاة على الجثمان داخله اتجه موكب التشييع بمشاركة المواطنين من شارع كاني اسكان الى شارع ملك محمود ومن ثم الى كردسات حيث وري الثرى الجثمان في دباشان.
وقد جرت هذه المراسم وسط اجراءات امنية مشددة، حيث تم توزيع رجال الأمن والشرطة على طول الشوارع والطرق المشمولة بالمراسم وكانت هناك فرق صحية خاصة للحالات الطارئة في جميع المناطق، فيما كانت فرق الدفاع المدني منتشرة في الامكان المخصصة لها .

وسيكون اليوم الاول من مراسم العزاء غدا السبت عند الساعة الواحدة بعد الظهر في ملعب "سيروان الجديد"، فضلاً عن 11 مدينة أخرى هي : أربيل، دهوك، كركوك، حلبجة، زاخو، رانيه، كويا، كلار، سوران، جمجمال، خانقين.

وكان طالباني قد توفي في المانيا حيث كان يعالج من ازمات صحية بعد حياة سياسية حافلة ارتبطت بتاريخ العراق والحركة الكردية في شمال البلاد وهو اول شخصية كردية تتولى رئاسة العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 .

وكان طالباني (83 عاماً) قد نقل الى المانيا للعلاج من تصلب في الشرايين وجلطة دماغية اصيب بهما قبل ثلاثة اعوام .. وقد عاد الى العراق في 17 سبتمبر عام 2012 بعد رحلة علاج هناك استمرت ثلاثة اشهر بعد ان اجريت له عمليات جراحية ناجحة. وقبل ذلك عولج طالباني مطلع عام 2007 في مدينة الحسين الطبية بعمان .

ومكث طالباني في ألمانيا نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في 20 يوليو عام 2014، إلا أن حالته الصحية بقت غير مستقرة مما استدعى اعادة نقله الى المانيا للعلاج قبل اسابيع. وقد خلف فؤاد معصوم وهو كردي ايضًا طالباني في رئاسة الجمهورية حيث انتخبه البرلمان يوم 24 يوليو عام 2014 رئيساً ثامنًا لجمهورية العراق.