إيلاف من نيويورك: وراء معظم المصائب التي تضرب البيت الأبيض، والمشورات السيئة المقدمة للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يقف رجل واحد، يدعى جاريد كوشنر.

صهر الرئيس الذي يتدخل في كل شاردة وواردة، تنخفض أسهمه بشكل سريع، واصبح شبح رحيله عن البيت الأبيض يلوح بقوة، فبعدما كان الوحيد القادر على حل المشاكل المستعصية كعملية السلام في الشرق الأوسط وغيرها كما قال ترمب، بات اليوم يواجه عاصفة من الانتقادات بسبب الأداء الذي يقدمه، وطريقة تعاطيه مع الاحداث.

لم يرتكب جريمة

في شباط الماضي، إنكشف موضوع حجب مستشار الامن القومي، مايكل فلين، لمعلومات عن نائب الرئيس مايك بينس تتعلق باجتماعه مع سفير روسيا السابق في واشنطن، سيرغي كيسلياك، وفي غضون ساعات بات اسم الجنرال المتقاعد على كل شفة ولسان. الجميع يريد رأسه رغم ان فعلته لا يمكن اعتبارها جريمة قانونية بل هي أمر يتعلق بأخلاقيات متبعة.

افضل حل

شكلت تلك الواقعة محطة فاصلة أمام الرئيس الأميركي الذي اختار في نهاية المطاف الاستماع الى نصيحة صهره جاريد كوشنر الذي أقنع الرئيس بأن رحيل فلين افضل حل. قدم الأخير استقالته، فإستشرس المعارضون اكثر، وبدأ موضوع التدخل الروسي بالتوسع اكثر فأكثر.

تبادل أدوار

الصهر القوي لعب دورًا بارزًا ايضا في تعيين بول مانافورت كمدير للحملة، كوشنر تبادل الأدوار مع ايفانكا ترمب، فالأخيرة حثت والدها على اقالة كوري ليفاندوفسكي، ثم اتى زوجها للترويج لمانافورت مع صديق الرئيس الأميركي توم باراك.

ورغم خلو لائحة الاتهامات التي وجهها المحقق الخاص، روبرت مولر الى مانافورت من أي إشارة تتعلق بحملة ترمب، غير ان الأخير ليس سعيدًا بما يفعله مولر، واخبر ستيفن بانون مساعده السابق، ان جاريد كوشنر يتحمل مسؤولية طرد مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي.

جاريد في قلب التحقيق

ويعتبر ترمب ان صهره مسؤول عمّا آلت اليه الأوضاع حاليا وتحديدًا تسلّم مولر لملف التحقيقات التي بدأت تأخذ طابعًا جنائيًا يتعلق بغسيل الأموال والتهرب الضريبي، علمًا بأن شركات جاريد كوشنر باتت تخضع للتمحيص من قبل فريق المحقق الخاص.

أسوأ مستشار سياسي

وأشارت معلومات صحفيّة ان روجر ستون، صديق ترمب اخبره بأن كوشنر يقدم له نصائح سيئة، والرئيس وافق وايّد كلامه، فيما خرج سام نورنبرغ احد مستشاري ترمب السابقين ليقول إنّ جاريد "هو اسوأ مستشار سياسي فى البيت الأبيض بالتاريخ الحديث"، وأضاف "أنا فقط أقول علنًا ما يقوله الجميع وراء الكواليس في فوكس نيوز، في وسائل الإعلام المحافظة، ومجلس الشيوخ والكونغرس".