رمى المحافظون بكل ثقلهم خلف ستيفن بانون، كبير مساعدي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب للشؤون الإستراتيجية، لإبعاد شبح إقصائه عن مسؤولياته في الجناح الغربي في البيت الأبيض.
إيلاف من نيويورك: واصلت الشخصيات المحافظة، إضافة إلى وسائل إعلام التيار اليميني، حملة الدفاع عن بانون، الذي يتعرّض لضغوطات كبيرة، بعد انخراطه في صراع مع جنرالات الإدارة الأميركية، وجاءت حادثة تشارلوتسفيل يوم السبت الماضي لتزيد الطين بلة بالنسبة إلى كبير المساعدين الإستراتيجيين، الذي يتهم بأنه المنظّر الأول للقوميين البيض.
قتال على أكثر من جبهة
خريطة الصراع الحالي تظهر أن على بانون القتال على أكثر من جبهة لضمان استمراريته في الجناح الغربي، أولى بمواجهة مستشار الأمن القومي هيربرت مكماستر، الذي يشكل واجهة لجاريد كوشنر صهر الرئيس والشخصيات البراغماتية، وجماعات وول ستريت، وثانية يواجه فيها الحزب الديمقراطي بكامل أجنحته.
أطرد الثلاثة
وكان لافتًا توجيه رؤساء أربع مجموعات من الأقليات في مجلس النواب رسالة إلى الرئيس دونالد ترمب طالبوه خلالها بطرد ثلاثة من مسؤولي البيت الأبيض، وجاء على رأس اللائحة ستيف بانون ونائبه سيباستيان غوركا، وستيفن ميلر كاتب خطابات الرئيس وكبير مستشاريه السياسيين، الأخير كان محسوبًا على بانون، لكن صراع كبير المساعدين الاستراتيجيين وجاريد كوشنر صهر الرئيس ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، دفع بكاتب الخطابات إلى الإرتماء بأحضان الأخير والتماهي معه.
كتب زعماء مجموعات السود واللاتين والآسيويين والتقدميين في مجلس النواب يقولون: "يستحق الأميركيون أن يعرفوا أن القوميين البيض، والنازيين الجدد ليسوا في موضع يمكنهم من التأثير على السياسة الأميركية، وفي هذا الوقت من الاضطرابات في بلادنا، يستحق الأميركيون قائدًا يوحدنا جميعًا".
في الرسالة توجه قادة الجماعات إلى ترمب بالقول: "وجود ستيف بانون في إدارة البيت أمر مثير للقلق بشكل لا يصدق وخطير على أمتنا والعالم".
معركة حتى النهاية
ورغم حساسية المرحلة التي يمر بها بانون والضغوط المحيطة به من كل جانب، إلا أن الشخصيات المحافظة، والتيارات الشعبوية قررت الذهاب في معركة حتى النهاية دفاعًا عن رجل القوميين، والمعادلة أصبحت واضحة: طرد بانون يعني سحق المحافظين وتدمير آمال قاعدة شعبية كبيرة كان لها فضل في إيصال ترمب إلى البيت الأبيض.
النار تصل إلى كوشنر
وإذا كان بانون يعاني من زوبعة الانتقادات، فإن وضع الرئيس ليس بأفضل حال. صديقه ومستشاره لفترة طويلة روجر ستون أدخل جاريد كوشنر في المعمعة القائمة، وكتب مقالة نارية نبش خلالها في تاريخ الصهر، ووجّه إتهامات من العيار الثقيل إلى المستشار ماكماستر.
الديمقراطي فعلها
وقال ستون إن جاريد كوشنر، الليبرالي الديمقراطي، الذي يدّعي كذبًا أنه كان مسؤولًا عن حملة ترمب الانتخابية، أقنع الرئيس بطرد مايكل فلين المؤيد لسياسة "أميركا أولًا" رغم أن لا دلائل على ارتكاب جنرال الأمن القومي السابق أي جريمة، ثم عمل على الترويج لهيربرت ماكماستر كي يصبح مستشار الأمن القومي.
يناقض الرئيس
صديق الرئيس الذي خرج في إبريل 2016 مهددًا بـ"يوم الغضب" في حال امتنع مندوبو الحزب الجمهوري عن اختيار ترمب كمرشح للحزب، إتهم ماكماستر بطرد الموظفين الذين يدينون بالولاء لرئيسه من مجلس الأمن القومي، وحماية موظفي أوباما، والإبقاء على التصريح الأمني لسوزان رايس، وارتباطه بعلاقات مع جورج سوروس خصم ترمب القوي، كما سرّب معلومات عن دونالد ترمب جونيور إلى مدير مكتب التحقيقات الفدرالية السابق، أندري ماكابي.
التعليقات