في أول موقف لمسؤول عراقي من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، رأى نائب الرئيس العراقي أياد علاوي اليوم أن هذه الاستقالة تؤشر الى خطورة التدخلات الخارجية بشؤون المنطقة وستؤثر على العراق وسوريا بشكل سلبي.. فيما اكد الحشد الشعبي العراقي ان فصائله لاتقاتل خارج حدود البلاد في البو كمال السورية أو سواها.
إيلاف من لندن: قال نائب الرئيس العراقي أياد علاوي إن "لبنان بخصوصيته المعروفة هو نقطة التوازن في منطقة الشرق الأوسط ويلعب دورًا مهمًا في استقرار وسلامة جميع بلدانها". واشار في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الاحد الى ان استقالة الحريري "تحمل إشارات مقلقة عن مخاطر وتداعيات التدخلات الخارجية في شؤونه الوطنية، والتي تنعكس سلبًا على استقرار دول الاقليم بأسرها".
وحذر علاوي الذي يرتبط بالحريري بعلاقات وثيقة سياسية وشخصية من أن "هذا المتغير يفاقم من حدة وحجم الصراعات في المنطقة ويجهض المساعي لوضع نهاية للنزاعات في البلدان الاخرى التي تنطوي على تعدديات طائفية مشابهة وخاصة العراق وسوريا".
وكان الحريري قد أعلن استقالته من منصبه أمس السبت، مشيرًا الى محاولة لاغتياله، وهاجم إيران وحزب الله اللبناني معتبرًا أنهما سبب رئيسي في تركه منصبه.
وقال الحريري (47 عاماً) في خطاب "أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية” واصفا ما يعيشه لبنان حالياً بما كان سائدًا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وتحدث عن أجواء "في الخفاء لاستهداف حياتي".
وشدد على إن إيران "ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب وتشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن". واعتبر أن إيران "زرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الامر ان سيطرت على مفاصلها واصبحت لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين".
ووصف الحريري حزب الله المشارك في الحكومة بـ"الذراع الايرانية ليس في لبنان فحسب، بل في البلدان العربية”. وأضاف "خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور اخواننا السوريين واليمنيين فضلاً عن اللبنانيين".
الحشد: لا نقاتل خارج الحدود في البوكمال السورية أو سواها
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي العراقية اليوم ان أي من فصائل الحشد لا يقاتل في أي موقع خارج الحدود العراقية، نافيا وجود مقاتلين تابعين للحشد في مدينة البوكمال السورية او غيرها.
وقال أحمد الاسدي في تصريح صحافي الاحد نشره موقع الحشد، إن "الحشد الشعبي قوات مسلحة عراقية لا تقاتل بأي موقع خارج الحدود العراقية". وشدد على انه "ليس لدى الحشد أية مقاتلين في سوريا لا في البوكمال ولا في غيرها".
وكانت قناة الميادين المقربة من حزب الله اللبناني قد نقلت امس عن جعفر الحسيني المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق الشيعية الموالية لإيران وأحد فصائل الحشد قوله إن كتائبه التي تقاتل تنظيم داعش في العراق قرب الحدود مع سوريا ستقاتل التنظيم أيضًا في بلدة البوكمال السورية الحدودية.
ونقلت عن الحسيني قوله إن "قوات المقاومة" العراقية، وهي كناية عن القوات الشيعية المدعومة من إيران، ستشارك في المعركة ضد الدولة الإسلامية في البوكمال السورية لأنها تقع على الحدود مع العراق.
وقال الحسيني "البوكمال تحت مرمى صواريخ القوات العراقية في مدينة القائم ووجود قواتنا على حدود البوكمال سيكون محورًا جديدًا في مواجهة داعش . وأوضح أن البوكمال آخر معاقل الإرهابيين في سوريا تقع حاليًا ضمن دائرة الاستهداف الصاروخي من قبل القوات العراقية المتواجدة في مدينة القائم المحررة الجمعة الماضي.
واستعادت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الجمعة بلدة القائم العراقية الحدودية القريبة من البوكمال من تنظيم داعش، فيما يقترب الجيش السوري والمتحالفون معه بدعم جوي روسي من البوكمال ضمن عملية ضد جيب لتنظيم داعش يمتد على الحدود بين سوريا والعراق. ويتقدم الجيش السوري وحلفاؤه تجاه البوكمال عبر الصحراء جنوب غربي المدينة وعلى طول نهر الفرات من ناحية الشمال الغربي.
التعليقات