يحتفل المسلمون واليهود جنباً إلى جنب في مدينة الصويرة الساحلية المغربية كل عام بمناسبة "سبت السلام". إنه التعايش الذي تجسده المملكة المغربية الغنية بالتنوع والانفتاح. 

إيلاف من دبي: مرة في كل عام، تستعيد مدينة الصويرة الساحلية الصغيرة في المغرب مجتمعها اليهودي المفقود، فترتفع الترانيم السفاردية، أي اليهودية الشرقية، من المعابد، وتمتلئ الأسواق بالقلنسوة اليهودية، ويتمنى الحاخامات للمسلمين "سبت سلام" مباركا. يقول تاجر مراكشي سافر 200 كيلومتر لسماع الترنيمات هذا العام: "إنها ثقافتنا".

وفقًا لمجلة "إيكونوميست"، إن إحياء هذا التراث اليهودي يأتي تلبية لمبادرة اليهودي أندريه أزولاي (76 عامًا) من الصويرة، والذي يعمل مستشارًا خاصًا للملك محمد السادس، كما عمل مستشارًا للملك الحسن الثاني.

في كل خريف، ينظم أزولاي مهرجانًا للموسيقى الأندلسية التي تهدف إلى جذب مئات اليهود والمسلمين ليمضوا معًا عطلة نهاية أسبوع عامرة بالحفلات... والحوار. 

يحتشد السكان المحليون في الملعب الصغير لمشاهدة مرتلي المعابر العبرية وقارئي القرآن ينشدون معًا. يهود العالم يتدفقون إلى هناك أيضا. يقول أزولاي: "الصويرة هي ما كان عليه الشرق الأوسط مرة واحدة وربما يكون مرة أخرى.

عندما طُرد اليهود من إسبانيا والبرتغال في القرن الخامس عشر، فرّ كثيرون إلى المغرب، وارتفع عدد السكان اليهود في المملكة إلى أكثر من ربع مليون بحلول عام 1948. في العقود التي تلت، ترك الكثيرون البلاد، وبقي أقل من 2500 نسمة أكثر من أي مكان آخر في العالم العربي.

لم تصل أي دولة عربية إلى ما وصل إليه المغرب في مسيرة إحياء تراثه اليهودي. استعادت المملكة 110 معابد يهودية، ومن المقرر افتتاح مركز للدراسات اليهودية الإسلامية في القصبة القديمة في وقت لاحق من هذا العام. كما تفتخر المملكة المغربية بالمتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي. 

يذكر تقرير "إيكونوميست" أن اكثر من 50 ألف يهودي يتوافدون إلى المغرب في كل عام. كما يصدر المغرب مئات جوازات السفر سنويًا لليهود من أصل مغربي.

ويحث أزولاي الزائرين اليهود على نشر أسباب تعايشهم مع المسلمين. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونوميست". الأصل منشور على الرابط التالي:

‏https://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21730897-essaouira-sets-example-rest-middle-east-moroccos-little-idyll?frsc=dg%7Ce