بعد تضارب في الروايات، أنهى متحف اللوفر أبوظبي الجمعة جدلًا بشأن مالك لوحة "سالفاتور موندي" لليوناردو دافنشي، مؤكدًا أنه مالكها. إعلان المتحف جاء ليكشف الستر عن حقيقة مالك اللوحة الشهيرة.
إيلاف: أكد متحف اللوفر أبوظبي أن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي استحوذت على لوحة "سلفاتور موندي" أو "المسيح منقذ العالم" للرسام الإيطالي ليوناردو دافينشي، التي بيعت في منتصف نوفمبر الماضي، نافية بذلك ما زعمته صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" بشأن شراء أمير سعودي رفيع اللوحة.
من جهتها، نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن الأمير بدر بن عبدالله الفرحان آل سعود استغرابه من تقرير نيويورك تايمز.
حضر حفل افتتاح اللوفر أبوظبي ملوك ورؤساء دول عربية وغربية |
وقال الأمير بدر الفرحان رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ومدن صالح إن تقرير نيويورك تايمز "يحتوي على الكثير من المعلومات المستغربة وغير الدقيقة، فلم أكن أنوي الرد على ذلك لمعرفتي ومعرفة كل المواطنين بمواقف الصحيفة المعادية لكل ما هو سعودي، ونشرها الشائعات الغريبة، ولولا إصرار الأصدقاء والمحبين لما صرحت عن ذلك".
وأكدت سفارة السعودية لدى واشنطن في بيان اليوم أن العمل الفني تم استحواذه من قبل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لعرضه في متحف اللوفر أبوظبي. وأوضحت السفارة بعد تواصلها مع مكتب الأمير بدر بن آل سعود أن الأمير بدر حضر حفل افتتاح المتحف في 8 نوفمبر الماضي.
بيان دحض
بينت السفارة السعودية لدى باريس في بيان حيثيات صفقة شراء عمل فني، مؤكدة اقتناء دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي هذا العمل الفني، وداحضة كل التقارير الإعلامية التي تناولت شراء مسؤول سعودي رفيع المستوى للوحة.
"سلفاتور موندي" هي آخر عمل معروف للفنان الإيطالي الذي يعود إلى عصر النهضة، وتوفي عام 1519 ميلادية. واللوحة التي يفترض أنها تمثل المسيح، ويعتقد أنها رسمت بعد عام 1505، تظهره في وضعية سالفاتور موندي، وهي كلمة لاتينية تعني مخلص العالم، أي رافعًا يده اليمنى، وفي يده اليسرى كرة زجاجية يعلوها صليب.
صورة تغريدة متحف اللوفر أبوظبي |
هذه هي اللوحة الثانية للفنان الإيطالي العالمي، بعد لوحة لامرأة تُسمى (لابيل فرونيير) المُعارة من متحف اللوفر، والمعروضة في الوقت الحالي.
كانت اللوحة قد بيعت في مزاد "ما بعد الحرب والفن المعاصر"، الذي أقيم في دار كريستيز للمزادات العالمية في نيويورك، بـ450 مليون دولار، لتصبح أغلى لوحة في التاريخ. وكان المشتري، الذي لم يكشف عن هويته، طرفًا في مزاد عبر الهاتف استمر 20 دقيقة. وستتخذ لوحة "سالفاتور موندي" متحف اللوفر في أبوظبي مقرًا لها، وفق المتحف نفسه.
يتماشى مع طموحنا
قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: "يُسعدنا أن تضم جدران اللوفر أبوظبي لوحة سالفاتور موندي التي تشكّل جزءًا من إرث ليوناردو دافنشي الغني".
ونقلت صحيفة الاتحاد الإماراتية عن المبارك قوله: "هذا يتماشى مع طموحاتنا بمشاركة هذا المتحف المذهل مع العالم أجمع، ومع هدفنا في إلهام الأجيال المقبلة من القادة في المجال الثقافي وأصحاب التفكير المبتكر للمساهمة في بناء أمتنا التي تقوم على مبدأ التسامح، والتي تخضع لتغييرات مستمرة بوتيرة سريعة".
اللوحة خلال عرضها في مزاد في نيويورك |
من جهته، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: "تتماشى هذه التحفة الفنية لليوناردو دافنشي تمامًا مع توجه اللوفر أبوظبي، وهو أول متحف عالمي يتخطى القيود بين مختلف الثقافات، وستُعرض لوحة سالفاتور موندي إلى جانب مجموعتنا التي تتوسع يومًا بعد يوم، وستشكّل كنزًا استثنائيًا سيستمتع به زوارنا".
توفي دافنشي في عام 1519، ويبقى من أعماله أقل من عشرين لوحة.
التعليقات