كينشاسا: حذرت الامم المتحدة الثلاثاء من ان اكثر من 400 الف طفل في جمهورية الكونغو الديموقراطية يعانون من سوء تغذية شديد ويواجهون خطر الموت خلال أشهر، في حال عدم وصول مساعدات عاجلة اليهم، وسط استمرار اعمال العنف في هذا البلد.

ومع اقتراب عيد الميلاد واطلاق حملتها لبيع بطاقات المعايدة في أوروبا، اصدرت منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بيانا جاء فيه "يعاني على الأقل 400 ألف طفل لا يتجاوز عمرهم الخمس سنوات في منطقة كاساي في جمهورية الكونغو الديموقراطية من سوء تغذية حاد ويواجهون خطر الموت خلال العام 2018 في حال لم تصلهم مساعدات صحية وغذائية".

واضاف بيان المنظمة أنها "لم تتلق الا 15% من التمويل اللازم لتلبية الحاجات الغذائية للأطفال عام 2017". ويتحدث برنامج الأغذية العالمي عن 250 ألف طفل يواجهون خطر الموت في الأشهر المقبلة في كاساي. 

وقالت الأمم المتحدة في بيان صدر في 30 نوفمبر الماضي "هناك 160 ألف طفل في جمهورية الكونغو الديموقراطية يموتون سنويا لأسباب مرتبطة بسوء التغذية".

وأصبح وباء الكوليرا في البلاد مأساة بسيطة مقارنة بالوفيات التي تسجل لاسباب اخرى، مع 1055 حالة وفاة من أصل 50507 حالات يشتبه باصابتها بالكوليرا في 23 من أصل 26 مقاطعة في البلاد عام 2017، بحسب وزارة الصحة. 

وشهد الكونغو الذي يعاني سكانه من فقر مزمن رغم الثروات التي يتمتع بها، ثلاثة نزاعات مسلحة منذ 15 شهرا: تزايد نشاط الجماعات المسلحة في مقاطعة كيفو شرق البلاد، وأزمة مقاطعة كاساي في وسط الكونغو الديموقراطية منذ سبتمبر 2016، اضافة الى صراع قبائل البانتو والبيغمي في تانجانيكا في جنوب شرق البلاد.

أزمة انسانية في 2018
كل المؤشرات تنذر بأزمة انسانية ضخمة تخشاها جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 2018: أرقام نزوح قياسية، مئات آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت، منظمات غير حكومية تعاني من نقص في التمويل ودولة من دون امكانات.

وصرّح المسؤول في مكتب الهجرة الدولية محمد ابديكر، لدى عودته الى هذا البلد الواقع في وسط افريقيا، "الوضع في جمهورية الكونغو الديموقراطية لا يحظى بالاهتمام المفترض، مع انه يتجه لان يصبح الحالة الاكثر الحاحا في 2018".

وأسفرت أعمال العنف في عامي 2016 و2017 عن موجات نزوح داخلي من الأكبر في العالم، تجاوز حجمها عدد نازحي سوريا والعراق او اليمن ، حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمجلس النروجي للاجئين.

وأكد هذان المصدران أن الكونغو يسجل حاليا أربعة ملايين نازح مع زيادة بلغت 1,7 مليون هذا العام.

ولجأ عشرات الآلاف من الكونغوليين الى زامبيا وانغولا، مع العلم ان للكونغو حدودا مع تسع دول مختلفة. وتوقعت اليونيسف "عدم تحسن الاوضاع قبل يونيو 2018 لأن مواسم الزرع في 2017 بارت".

وتفاقم الوضع الانساني في الكونغو الديموقراطية بسبب الأزمة السياسية في كينشاسا، حيث أرجئت الانتخابات الى 23 ديسمبر 2018، في خطوة تستهدف المعارضة الراديكالية التي تطالب برحيل الرئيس جوزيف كابيلا في نهاية العام.

ووجه رئيس الوزراء السابق سامي باديبانغا نداء لعقد "مؤتمر دولي للمانحين" من أجل كاساي. وقال بمرارة "فيما يخرج 77 شخصا في الدقيقة الواحدة من الفقر المدقع في آسيا، يغوص 3,6 أشخاص في الدقيقة في الفقر في جمهورية الكونغو الديموقراطية".