حوار مجدي الحلبي: على الرغم من إعلانه منافسة بنجامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، على زعامة الليكود، إلا أن يسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات والمواصلات، الذي يُعّدّ أحد قادة حزب الليكود الحاكم، يكرر الكلام على عدم منافسة نتانياهو ما دام لم يتنحَ من القيادة. منصب كاتس، كوزير للاستخبارات، أدخله عضوية المجلس الامني الوزاري المصغر، وهو يرى أن ذلك بمثابة خبرة عند التنافس على زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، لان إسرائيل لا تقبل بسهولة من لم تكن لديه تجربة امنية في قيادتها. وكان كاتس اقترح، كوزير للمواصلات- على عكس حكومته- إقامة ميناء بحري على جزيرة اصطناعية قبالة غزة للتسهيل على الفلسطينيين الاتصال بالعالم ونقل واستقبال البضائع بحراً من مختلف انحاء العالم، ولكن بمرافقة أمنية وثيقة، اسرائيلية ودولية، وبمشاركة عربية ومصرية وتركية، الأمر الذي رآه البعض محاولة من كاتس للتقرب من وسط الساحة السياسية في اسرائيل، لأنه صُوّر، آنذاك، أنه ضد الحصار على غزة.

«حزب الله مندوب إيران في لبنان وهو ما يجب على حكومة الحريري مواجهته»

قد حظيت هذه الفكرة، أخيراً، بموافقة حكومة اسرائيل ويجري الاتصال مع شركات صينية، حسب قول كاتس، لبدء العمل.

فور دخول مكتبه لاحظت خارطة كبيرة للشرق الاوسط مع خطوط مضيئة بالالوان الاصفر والاحمر المتقطع والمتصل، وبدأ هو يشرح مشروعه الجديد لاحياء قطار الحجاز التاريخي وربط اسرائيل بالمحيط العربي.

في شأن إعلان الرئيس ترمب نقل السفارة الاميركية من تل أبيب للقدس، قلل كاتس من تداعيات الاعلان، واصفاً اياه بأنه تحصيل حاصل لما هو على الارض. وقال إن «ترمب لم يذكر القدس الموحدة في إعلانه، وإن اسرائيل لن تغيّر أي شيء في ما يتعلق بالوضع القائم بالقدس والأماكن ىالدينية، أي انه لا يوجد تغيير على الارض، إنما فقط في إعلان ترمب ما رفض سابقوه الاعلان عنه». ولفت الى أن الرئيس الاميركي أبقى مسألة الحدود في القدس للمفاوضات الثنائية.

وعن موقف تركيا قال إن «أردوغان يلعب مع اسرائيل بمصطلح فرينمي، أي صديق عدو، وإن حجم التجارة بين تركيا واسرائيل في ازدياد مستمر على الرغم من التصريحات». كما أكد أن«استقرار الاردن هو مصلحة قومية أمنية واستراتيجية عليا لاسرائيل». ووصف المملكة العربية السعودية بقائدة العالم العربي.

أما بشأن سوريا، فأعلن أن «اسرائيل منعت إيران من التموضع بحراً وجواً وتعمل على الاستمرار بذلك». مضيفًا أن اسرائيل ستمنع بكل الوسائل ايران من امتلاك قدرة نووية. وأضاف أن «الروس فهموا القول الاسرائيلي عن طريق رؤية الافعال على الارض بما يتعلق بتواجد إيران عسكريًا بسوريا، وبشار الأسد فهم ذلك من اسرائيل عبر الروس ايضاً».

«الفلسطينيون بحاجة لجهة عربية قوية تدعم قيادتهم»

وبخصوص لبنان، كان كاتس هدد بـ «إعادة لبنان للعصر الحجري في حال حاول حزب الله الهجوم على إسرائيل بأوامر ايرانية». كذلك رسم خطًا أحمر جديداً قد يشعل المنطقة، وهو عدم السماح لإيران باقامة مصانع لاسلحة متطورة لحزب الله في لبنان، الأمر الذي ادعى كاتس أن لبلاده معلومات حول هذا الامر، الذي قال بخصوصه انه اقترح تفعيل القرار الدولي 1701 المتعلق بتواجد حزب الله بلبنان بعد حرب تموز 2006 بمشاركة الولايات المتحدة، وقد تباحث الاسرائيليون بذلك مع الفرنسيين مؤخرًا ومع الاتحاد الاوروبي، ولفت انه «اذا اقتضت الحاجة يمكن استعمال القوة العسكرية ضد حزب الله، وذلك في الاوضاع الحالية خاصة بعد خطوة الحريري بالاستقالة من الرياض»،التي وصفها بـ «المهمة في اسقاط ورقة التوت عن حزب الله وايران في لبنان وايضًا اقرار الجامعة العربية ان حزب الله منظمة ارهابية».

في بداية الحوار قام الوزير من كرسيه ووقف أمام خريطة وبدأ بالشرح بحماسة واضحة قائلاً:

كما ترى هذا هو المشروع الاقليمي وهذه هي الخطوط الحديدية في السعودية والقطارات مع البحرين والامارات وغيرها، وهذه هي الخطوط الحديدية من حيفا الى بيسان وسوف نكمل المشروع من بيسان الى جسر الشيخ حسين (معبر الحدود البري بين اسرائيل والاردن) وعلى الاردنيين اكمال السكك من منطقة اربد والمفرق الى الحدود السعودية، والالتقاء بالسكك السعودية، وهذا سوف يربط الخليج العربي بميناء حيفا، أنا اريد اعادة احياء قطار الحجاز من جديد وهذا ليس حلمًا على الإطلاق، هذا قد يكون واقعاً قريباً جداً اذا توفرت الإرادة. وستقوم شركة صينية قريبا بتفعيل ميناء بحري جديد في حيفا ونقترح على دول الخليج طريقاً قصيرة، بضع مئات الكيلومترات للوصول الى حيفا ونقل واستقبال بضائعهم من أوروبا والولايات المتحدة عبرالمتوسط بكلفة اقل، وليس النقل عبر الموانئ الغربية في الخليج العربي عبر مضيق هرمز وباب المندب غير الآمنين بتاتا، والتكاليف الباهظة للنقل من والى اوروبا والولايات المتحدة. كما ترى هذا المشروع جاهز وممكن تفعيله قريباً جداً خلال سنة او سنتين وهذا ما نقترحة للخليجيين .

هذا يعني سلاماً اقتصادياً؟

ليس فقط وليس بمفرده، اقترح سلامًا اقتصاديًا بموازاة مسيرة سلمية سياسية مع الفلسطينيين، فالسلام الاقتصادي قد يغذي السلام السياسي، وهنا لا بد من الاشارة انه في اطار هذا المشروع نحن نريد منح الفلسطينيين ميناءً بريًا في منطقة الجلمة قرب جنين والاتصال بالخطوط الحديدية الاسرائيلية ونقل بضائعهم من والى المناطق الفلسطينية عبر ميناء حيفا ونمكنهم من المشاركة في استعمال الخطوط الحديدية للتواصل مع الاردن ومع دول الخليج عبر هذا المشروع الاقليمي الكبير، بحيث سيكون الاردن الرابح الاساسي من المشروع الكبير، لأن كل الترتيبات والنقل ومنطقة التشغيل ستكون بالاردن، وقد علمنا ان الاردن خصص مؤخرًا نحو الف دونم في منطقة المفرق لهذا الغرض، بحيث سيستفيد الاردن هذه المرة من اتفاقية السلام اكثر من ذي قبل بفتح افاق كبيرة امامه للاقتصاد، وايضًا الفلسطينيون سيستفيدون كثيرا، وعلى فكرة الان تركيا تنقل بضائعها للخليج عبر ميناء حيفا وبالشاحنات الى الاردن، ومن هناك لدول الخليج، ونحو 25% من التجارة التركية تمر عبر ميناء حيفا، الى دول الخليج عبر الاردن.

لكن نحن نسمع عن انتقادات وهجوم لاردوغان على اسرائيل دائمًا؟

«أردوغان يلعب مع اسرائيل لعبة الصديق العدو وحجم التجارة بين تركيا واسرائيل في ازدياد مستمر»

اردوغان يهاجمنا كثيرًا ونحن نعي ذلك ولا يعني اننا لا نرد عليه ونفعل ذلك كما حصل مؤخرًا، ولكن هجومه علينا لا يمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25 بالمئة من تجارة تركيا الى الخليج، وهذا يسمى عندنا انه يتعامل معنا بمصطلح«فرينمي»، أي الصديق العدو، ونحن نتعايش معه بالرغم من ذلك، ونعرف انه يعتبر نفسه قائد الاخوان المسلمين بالعالم ويحاول ان يقود العالم الاسلامي، ولكن التجارة التركية معنا بمبالغ كبيرة وخيالية، لم تتأثر بذلك، بل على العكس، وشركات الطيران التركية اكبر شركات النقل الجوي من وإلى اسرائيل، وحجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا ازداد كثيرًا حتى قبل عودة العلاقات بعد ازمة مرمرة.

هناك انتقادات ورفض من الاردن أيضًا وبشدة لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والبرلمان الاردني أقر اعادة النظر باتفاقية السلام مع اسرائيل؟

الاستقرار بالاردن هو مصلحة قومية وامنية واستراتيجية عليا لاسرائيل بالرغم من كل شيء، ولا نحب دائمًا ما يقوله ملك الأردن عنا، ومواقفه المتشددة تجاهنا، إلا اننا ملتزمون بالاستقرار في المملكة الاردنية، وهو في وضع لا يُحسد عليه، ويحاول دائمًا النهوض ببلده نحو الافضل، ونحن نريد الاستقرار للمملكة الأردنية بكل ثمن، واريد القول هنا إن هناك نحو 20% من التصدير الاردني يمر عبر ميناء حيفا وكل طلب للاردن في اي مجال يقابل بالايجاب عندنا.

 وزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي أثناء لقائه مع إيلاف

 

قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة أثار معارضة كل الدول العربية التي تعتبر معتدلة من السعودية الى مصر والامارات والاردن وكل العالم العربي والاسلامي، ماذا بعد؟

أولا أريد أن أوضح هنا أن الرئيس ترمب لم يقل القدس الموحدة عاصمة اسرائيل، ومن خلال خطابه قال إن مسألة شرقي القدس والحدود يتم بحثها في المفاوضات بين الطرفين، وهو أبقى الباب مفتوحًا امام مسألة القدس الشرقية ونحن نرى القدس الموحدة عاصمة لنا، لدولة اسرائيل التي عاد اليهود لبنائها بعد الفي عام، وقبلنا قرار التقسيم حتى وإن كان صعباً، لأنه تضمن الاعتراف بحقنا كيهود باقامة دولتنا هنا وفق وعد بلفور وانطلاقا من حقنا كيهود، وها هو ترمب يعلن ما هو معمول به اصلا، وهو ان القدس عاصمتنا وهذا الامر لن يغيرالوضع القائم بالنسبة للاماكن الدينية لجميع الطوائف، ولن يغير وضع الفلسطينيين سكان القدس، والذين وبموجب اتفاق اوسلو الذي وقعه الفلسطينيون معنا يحق لهم الانتخاب للمجلس التشريعي الفلسطيني والرئاسة من جهة، وكسكان القدس يحق لهم التصويت لرئاسة البلدية، وهو الحق الذي لا يستخدمونه، ولكن يحق لهم تلقي كل الخدمات ونحن مقصرون تجاههم ويجب علينا العمل لتصحيح الاخطاء تجاههم.

ولكن الوضع ليس جيداً بسبب إعلان ترمب، والفلسطينيون يعارضون؟

«ترمب لم يذكر القدس الموحدة في إعلانه وإسرائيل لن تغير أي شيء في ما يتعلق بالوضع القائم والأماكن الدينية»

نعم، فمثلاً اسماعيل هنية وحركة «حماس» يريدون انتفاضة، ويريدون دولة من البحر الى نهر الاردن، يريدون الحرب معنا، ويطلقون الصواريخ من غزة، ونحن لا نقف مكتوفي الايدي طبعا، ومن جهة ثانية فإن أبو مازن يقول: «مفاوضات ودولتان للشعبين»، هذا يعني أن نصف الفلسطينيين يريدون الحرب ونصفهم يريدون السلام، مع أن حركة «فتح»، والفصائل الاخرى، تنادي بالعمليات، والوضع الفلسطيني ضعيف جدا بسبب الانقسام بينهم، والمشكلة بنظري هي في التعريف الصحيح والمقبول للحل، والفلسطينيون غير جاهزين لأي حل، مثلا شارون انسحب من غزة الى حدود 1967 فماذا حصل؟ صواريخ وتأثير ايراني على غزة ونحن لن نقبل بأن تصبح قلقيلية وطولكرم ونابلس قواعد ايرانية جديدة لاطلاق الصواريخ علينا ومحاربتنا.

إذن، ماذا تقترح؟

اقترح مفاوضات على أساس مبادرة الملك فهد.

المبادرة العربية؟

لا، المبادرة العربية غيّرت مسألة اللاجئين، ولن نقبل بعودة خمسة ملايين فلسطيني الى إسرائيل، لذلك يجب ان يكون واضحًا الى اين العودة. وايضا لماذا لا يرممون ويطورون ويبنون المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، عليهم تغيير النظرة وعلينا جميعا التفكير بشكل خلاق وجديد وخارج الاطار.

أي حل يقترح الاميركيون ومساعدو ترمب وانت جلست معهم، وهناك «صفقة العصر» كما يشاع وما تحتوي؟

الاميركيون يعدون خطة للسلام وهم لم يطلعونا على التفاصيل، ولم يتحدثوا عن صفقة العصر، بل سألوا عما يمكن أن نقبله وسألوا الفلسطينيين نفس الشيء وسيطرحون شيئاً خلاّقا حسب تعبيرهم.

دولتان أم دولة واحدة؟ وهل سيفرضون الحل بالقول قبلها أو لا شيء؟

«نعمل على ربط الخليج العربي بميناء حيفا وإعادة إحياء قطار الحجاز»

هم قالوا إن ما سيطرحونه سيكون خياراً وليس فرضًا على أحد من الطرفين، وأنا أقول إن هناك فرصة الآن والشعب الاسرائيلي مر بتجارب كثيرة وهو غير واثق تماما من جدوى الحل في الوضع الحالي، والفلسطينيون من جهتهم ضعفاء، ولا يستطيعون الذهاب للمفاوضات بمفردهم، وهم بحاجة لجهة عربية قوية تدعم قيادتهم، حتى نذهب للتفاوض الجدي والبناء مع افكار خلاقة وجديدة، واقول لك هنا بشكل واضح، كل طرف يأتي مع مواقفه ومبادئة ولكن لا يمكن ان نخرج من المفاوضات بنفس الافكار والمبادئ، فعلى كل جانب أن يعرف انه سيتنازل أو يتخلى هنا وهناك، وأنا مستعد للدخول في مفاوضات كهذه شريطة أن ترعاها عربياً، بمظلة أميركية، جهة عربية قوية تتفق معنا في رؤية الخطر الايراني على المنطقة وعلى العالم. وفي مجال الاستخبارات، فإنني كوزير الاستخبارات الاسرائيلي، اقول إن كل الطرق في مجال الامن والاستخبارات في مواجهة ايران تصب في نفس البحر. والمشكلة مع ايران في الدول العربية أكبر منها معنا، فعندنا لا يمكنهم العمل في الداخل الاسرائيلي وتصدير الثورة الاسلامية الينا، ولكنهم يقومون بذلك ويحاولون تغيير الانظمة العربية، او على الاقل العمل على زعزعة الاستقرار فيها، كما نرى في اليمن وفي البحرين وفي سوريا والعراق ولبنان، فايران لا تحارب احدًا على الارض، ولا ترسل جنودًا، بل ترسل مندوبين آخرين عنها لكي لا تتحمل المسؤولية، ولكي يكون بالامكان التنصل من تلك الاذرع والمليشيات، وهنا اعود واكرر كوزير للاستخبارات نحن على استعداد وبقيادة الولايات المتحدة للتعاون مع كل من يشاركنا في التصدي للخطر الايراني، ومنعها بكل الوسائل من الحصول على قدرة نووية، وسنمنعها من ذلك مهما كلف الامر.

بالخيار العسكري؟

كل من يهدد امننا وكياننا سنقوم بتلقينه درسًا قاسيًا بكل ما لدينا من القوة، ولدينا قوة كبيرة، ولدينا استخبارات، ونعرف كل ما يحاك لنا، وسنواجه ذلك بقوة، ومثلا قلنا للروس إننا لن نقبل بتموضع ايران في سوريا، ولم نقل هذا للجانب الروسي ضمن محاضرة بالجامعة او تحليل، قلنا ذلك بشكل واضح، وقلنا سنعمل ضد ذلك والروس يفهمون جيدًا هذه اللغة، وهناك غارات نسبت لنا بالاعلام، وهناك ما اعترفنا به بشكل واضح، أي اننا نقول ونفعل، والروس يفهمون موقفنا جيدا، وبالمناسبة ايران تشكل خطراً على المصالح الروسية ذاتها في سوريا من خلال بنائها القواعد العسكرية ومصانع السلاح والصواريخ، ونحن منعناهم حتى الان من إقامة قواعد جوية وبرية وبحرية في سوريا وبشار الاسد يعرف ذلك جيدًا.

بعثتم له رسائل؟

قلنا ذلك علناً، وأرسلنا له عبر الروس، وهو الان يعرف تماما ما نعنيه كما يعرف الروس تمامًا مصلحتهم في سوريا ومصلحتهم ايضا في الدفاع عنه وعن نظامه.

وأنتم ايضًا ساهمتم في الحفاظ عليه؟

نحن لم نحدد هدفاً، الحفاظ على نظام الأسد، او إسقاطه، لم ولن نتدخل، ولكن نحن نحافظ على مصالحنا وخطوطنا الحمراء في سوريا، ولن نسمح بالمس بسيادتنا او الهجوم علينا من هناك، او نقل اسلحة متطورة من ايران لحزب الله بلبنان عبر سوريا، وقد قمنا بتنفيذ ما قلناه دائما.

على ذكر حزب الله، كيف ترون زيارة قائد مليشيا عراقية الى جنوب لبنان وجولته على حدودكم في هذه الفترة، هل هي رسالة ايرانية اليكم؟

أولاً، لا حاجة لرسائل إيرانية إلينا، ونحن نعرف بالضبط ما يقوم به الايرانيون في المنطقة وفي لبنان، والرسالة، برأيي، موجهة لحكومة لبنان وهو ما نقوله دائما بأن الآمر الناهي في لبنان هو حزب الله مندوب ايران، وهذا الامر يجب على حكومة الحريري مواجهته، وليس صدفة أن الرئيس سعد الحريري تطرق للامر، فالرسالة موجهة اليه وليس لنا. من جهة أخرى أريد أن أؤكد هنا اننا نعرف ولدينا معلومات ان ايران تنشئ مصانع للصواريخ المتطورة في لبنان، وهنا اريد ان أوضح بشكل قاطع أننا رسمنا خطاً أحمر جديداً ولن نسمح لهم بذلك مهما كلف الامر.

تقصفون المصانع أو المواقع المشتبه بها؟

نعم سنعمل بشكل عسكري ونمنعهم من ذلك كما يحصل في سوريا بالنسبة لنا هذا امر مهم وخط احمر.

قد تندلع الحرب وتنهمر الصواريخ عليكم من لبنان؟

كل ما كانت صواريخ حزب الله أكثر دقة كلما أصبحت الضربة الاسرائيلية أقوى وأوسع، وهذه المرة كل لبنان سيكون أهدافًا وإن ما حصل في 2006 سيكون بمثابة نزهة في الطبيعة مقارنة مع ما يمكننا أن نقوم به، وأذكر مؤخراً أن وزيراً سعودياً قال إنه سيعيد حزب الله للكهوف في الجنوب، أنا أقول سنعيد لبنان للعصر الحجري. ولكن أعود وأكرر نحن لا نريد أي حرب ولن نبدأ أي حرب ولا نريد الدمار للبنان، ولكن لن نقبل الاعتداء علينا من لبنان. مثلا اقترحت مؤخراً على رئيس الوزراء نتانياهو أن نفعّل عسكريا واقتصاديا قرار 1701 الذي اتخذ بالاجماع في اعقاب حرب لبنان الثانية 2006 ونفرض عقوبات على حزب الله وإيران وبقيادة الولايات المتحدة وموافقة الصين وروسيا التدخل عسكريا اذا احتاج الامر. ورئيس الوزراء طرح الامر مع الرئيس الفرنسي ماكرون ومع الاتحاد الاوروبي، فهذا قرار دولي اتخذ بالاجماع ولا خلاف عليه فبدل محاولة اتخاذ قرارات جديدة، نفعّله، ونجرد حزب الله من سلاحة، فالجامعة العربية أيضاً اعتبرت حزب الله إرهابيًا، والسعودية تراه كذلك، ومصر والاردن، وكل العالم. وهذه برأيي فرصة ممتازة خاصة بعد قرارات سعد الحريري الاخيرة واستقالته من السعودية. حتى وإن عاد عن الاستقالة فإنه سحب ورقة التوت عن حزب الله وايران في لبنان وفي المنطقة.

كيف ترون المستقبل والى اين ستذهب المنطقة في ظل ما يحدث اقليمياً ودولياً؟

«الروس يفهمون موقفنا من دور إيران في سوريا كما يفهمه بشار الأسد»

على الرغم من التشاؤم القائم وتدخلات ايران ومحاولاتها زعزعة استقرار المنطقة، الا انني أرى فرصًا كبيرة وجديدة للخروج من الوضع الحالي، والمشروع الاقليمي لربط الخليج العربي بالسكك الحديدية مع الاردن ومعنا الى ميناء حيفا ومنح الفلسطينيين ميناءً بريًا يربطهم مع الاردن والخليج هو فرصة جيدة وممتازة، لاننا اجرينا دراسات ووجدنا ان حجم التبادل مع السعودية في حال نجاح المشروع للاردن وللفلسطينيين ولنا سيكون بنحو 250 مليار دولار سنويا. من ناحية اخرى، اقول إن الشعب الاسرائيلي منقسم الى ثلث يمين وثلث يسار وثلث ثالث يميل حسب الاوضاع، أي في الوسط، واذا رأى هذا الثلث المهم ان هناك رياحًا ايجابية وتغييرات ايجابية، وثقة في مسيرة سلمية حقيقية، فسيقف الى جانب السلام، وانا اقول ان هناك ارتياحًا لدى الشعب الاسرائيلي من التطورات الحاصلة في السعودية والتي باتت تعتبر قائدة العالم العربي الى جانب مصر، لذلك من المهم ان تنضم السعودية الى جهود السلام وان تكون محورًا للسلام والمشاريع الاقتصادية الكبيرة وتشكل حلفًا استراتيجيًا مع الولايات المتحدة في مواجهة التطرف الايراني والارهاب بشتى اشكاله، وهنا توجد فرصة ذهبية ادعو الجميع لاغتنامها وعدم تضييعها، والشعب الاسرائيلي مهيّأ لمثال هذه المبادرات الاقليمية .

هذا لن يحدث في ظل الوضع الراهن وعدم التوصل الى سلام؟

هذا المشروع مخطط له وبالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان والصين وتركيا ودول اوروبية، لقد اجتمعت مع مستشاري ترمب لهذا الغرض سبع مرات، واتصلت واجتمعت مع شركات عالمية كبيرة في هذا المجال، والمخطط كما ذكرت ان يعمل هذا المشروع حتى في الوضع السياسي الراهن لان للاردن مبادرة سلام معنا ودول الخليج تقوم بالتبادل والتعاون مع الاردن، ومع الفلسطينيين في المرحلة الاولى وليس معنا مباشرة، ولكن اعود واقول إن هذا ممكن بالتوازي مع مسيرة سلمية ومبادرة اقليمية. هذا المشروع عملي، كما تراه هنا على الخريطة، وبالامكان تنفيذه وسيعود بالفائدة على الفلسطينيين والاردن وعلينا وعلى كل المنطقة، هذا بالاضافة الى مسار تفاوضي موازٍ، وايضا من الناحية الامنية الاستخباراتية التعاون مع الجميع لمواجهة خطر ايران وبالامكان تنفيذ ذلك والنجاح في كبح جماح ايران بالمنطقة ومنعها من العبث بالدول العربية وتهديدنا واثارة القلاقل.

هل هذا الامر مقبول من رئيس الحكومة؟

نعم أنا اقترحت مشروع إقامة ميناء على جزيرة اصطناعية في البحر مقابل غزة، وكل الحكومة وافقت وهذا المشروع أيضاً بالاتفاق مع نتانياهو وأنا انسق كل شيء مع رئيس الحكومة .

يقال إنك تطمح لرئاسة الحكومة في اسرائيل؟

نعم أريد أن أرشح نفسي، ولكن بعد تنحي بنيامين نتانياهو ولن انافسه. وسجّل لديك انني سأرشّح نفسي لقيادة الليكود لأكون المرشح لرئاسة الحكومة فقط بعد نتانياهو ولن أنافسه.

هناك حديث عن أجواء انتخابات نتيجة للأزمات التي تعصف بحكومتكم؟

لا أعتقد ذلك، وهذه الحكومة مستمرة لسنتين اضافيتين على الاقل، إن لم يكن حتى نهاية ولايتها في نوفمبر 2019.