يقضى ترمب إجازته حاليا في ناديه الهادئ في فلوريدا، وهو قد أمضى 113 يوما من أيامه الثلاثمئة والاثنين والأربعين الأولى في الرئاسة في مطعم أو ملعب أو ناد يملكه.

واشنطن: يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترمب عطلة آخر السنة في ناديه الهادئ في فلوريدا، ولكن من دون أن يعني ذلك هدوءا في مواقفه اليومية في الشؤون السياسية والعامة.

وصل الرئيس الأميركي مع زوجته ميلانيا إلى نادي "مارا لاغو" قبل أسبوع، ومنذ ذلك الحين يتكرر برنامجه بشكل شبه يومي.

قبيل التاسعة صباحا، يغادر الموكب الرئاسي النادي سالكا الجسر الذي يصل جزيرة بالم بيتش بالبرّ. ويتّجه ترمب إلى ملعب الغولف في رحلة تستغرق نحو عشر دقائق، يتخللها بعض الوقوف على الشارات الحمراء.

وعلى الجسر، يحتشد محبو ترمب كل يوم حاملين لافتات منها "ترمب 2020"، و"أفضل رئيس" و"هيلاري إلى السجن".

في المقابل، ينتظره عدد قليل من المعارضين، مثل سيدة ترتدي قميصا ورديا كتب عليه "قاوموا"، كانت تنتظره ذات صباح أمام ملعب الغولف.

وأظهرت مقاطع بثتها شبكة "سي أن أن" الثلاثاء الرئيس بالثياب التي يرتديها حين يلعب الغولف، من قميص أبيض وسروال أسود، إلى القبعة الحمراء الشهيرة التي كانت رمزا في حملته الانتخابية، وهو يقود بنفسه سيارة الغولف الصغيرة.

يمارس الغولف مع أصدقاء وأفراد من العائلة ومع عضو في مجلس الشيوخ، وأيضا مع عدد من اللاعبين المحترفين منهم جيم هيرمان.

بعد ذلك يتوجه الرئيس إلى مطعم ناديه "غريل روم" حيث اعتاد على ما يبدو أن يتناول طعام الغداء بين أعضاء النادي.

وفي هذا المكان تحديدا أعطى مقابلة مرتجلة لصحافي من "نيويورك تايمز" فيما كان أصدقاؤه ومعارفه يمرّون ويحيّونه. وهذه المقابلة التي استمرت نصف ساعة وتركّزت على روسيا تصدّرت الاهتمام الإعلامي صباح الجمعة.

عند الساعة الثانية بعد الظهر، يعود الرئيس إلى النادي. وهو لم ينقطع عن لعبة الغولف سوى في يوم عيد الميلاد.

لم يخرج ترمب سوى مرتين، مرة لحضور قداس الميلاد، وأخرى لزيارة ثكنة مجاورة لجهاز الإطفاء.

ولا يكف ترمب عن إمطار متابعيه على موقع تويتر بالتغريدات، وهو غالبا ما يكتبها في الصباح قبل الغولف، ثم في المساء أو الليل.

- "أمازون غنيّة جدا" -

وبين انتقاد الشرطة والترويج لخطته الاقتصادية والحديث عن القضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وكوريا الشمالية، والهجوم على مجلة "فانيتي هير"، غرّد ترمب أربعين مرة في أسبوع واحد.

والجمعة وجد له هدفا جديدا ينقضّ عليه، هي هيئة البريد الأميركية ومن ورائها عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون".

وقال "لماذا هيئة البريد في الولايات المتحدة، التي تخسر مليارات الدولارات سنويا، تتقاضى مبالغ صغيرة من أمازون لايصال طرودها" معتبرا أن ذلك "يُغني أمازون ويجعل البريد أكثر فقرا".

وكانت تلك التغريدة عند الثامنة صباحا.

وهي المرة الثامنة التي يهاجم فيها ترمب هذه السنة شركة "أمازون" المملوكة لجيف بيزوس الذي اشترى في العام 2013 صحيفة "واشنطن بوست" الأكثر تناولا لإدارة ترمب ولقضية تدخل روسيا في الحملة الانتخابية.

الأسبوع المقبل، تنتهي إجازة الرئيس، ويعود إلى واشنطن مع برنامج مكتظ، يتركّز حول الميزانية والهجرة والبنى التحتية.

 لكنه لن يكون بعيدا عن ناد أو ملعب غولف أو مطعم يملكه، سواء في واشنطن أو في نيويورك.

فبحسب شبكة "أن بي سي"، أمضى ترمب 113 يوما من أيامه الثلاثمئة والاثنين والأربعين الأولى في الرئاسة في مطعم أو ملعب أو ناد يملكه.

وكان دونالد ترمب ينتقد أوباما لتمضيته وقتا طويلا في الغولف، لكن الوقت الذي أمضاه هو حتى الآن في الملاعب أثناء رئاسته أطول بكثير من ذاك الذي أمضاه سلفه الديموقراطي خلال المدة نفسها.