واشنطن: كانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض هوب هيكز وحدها بصحبة الرئيس دونالد ترمب خلال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز قبل فترة. وأثار حضورها وحدها في مكتب الرئيس تساؤلات عن الحظوة التي تتمتع بها بين سائر مستشاري ترمب ومساعديه وعما إذا كان هناك أحد غيرها في فلك ترمب يستطيع ان يكبح جماحه. 

وقال أشخاص مطلعون على مجرى المقابلة ان هيكز التي كانت تعليقاتها خلال الحديث ليست للنشر حاولت التدخل في مناسبات متعددة لتذكير الرئيس بأنه ليس مضطراً للاجابة عن كل سؤال يُطرح عليه. 

وينظر البعض الى هيكز على انها جزء من مشكلة أكبر في إدارة ترمب حيث لا يستطيع أحد أن يسيطر على نوازع الرئيس التي تضرّ به قبل الآخرين، وليست هناك استراتيجية إعلامية أبعد من توفير الارتياح الآني الذي يجده ترمب من تصدره العناوين الرئيسة في الأخبار. 

وقال سكوت ماكليلان السكرتير الصحافي السابق للرئيس جورج بوش ان ترمب "ليس لديه الكثير من المتمرسين بالادارة الحكومية حوله، أشخاص يستطيعون المساعدة على توجيهه ليتفادى المطبات". 

بعيدة عن الأضواء

ولكن هوب هيكز تختلف عن مساعدي ترمب الآخرين. فهي تبقى بعيدة عن عدسات التلفزيون، ولم تكذب قط في خدمة الرئيس وترفض جميع الطلبات التي يقدمها الصحافيون لمقابلتها لأنها تفضل ان تخدم الرئيس بعيداً عن الأضواء.

وفي البيت الأبيض المأهول بموظفين ومساعدين يتزاحمون على تمرير أجنداتهم الشخصية تقف هيكز متميزة عنهم بوصفها موالية وفية، لوجودها في البيت الأبيض سبب واحد هو التزامها تجاه ترمب وعائلته، وليس لديها طموحات في الصعود. 

وتُعامل هيكز احياناً كأنها احد افراد عائلة متمددة في عشيرة متلاحمة. فهي انضمت الى جاريد كوشنر وايفانكا ترمب على العشاء بمناسبة شبات اليهودية ووقفت بجانب عائلة ترمب حين استقبلهم البابا في روما. 

داخليا قالت هيكز مازحة ان عنوانها الوظيفي بوصفها السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض لا يتعلق بالتواصل استراتيجياً مع الصحافة بل التواصل استراتيجياً مع الرئيس. وهي تعرف ان الاشارة على الرئيس بما يجب ألا يقوله قبل ان يتحدث في مقابلات مع الاعلام انما هي معركة خاسرة. وسلَّمت هيكز بأن الرئيس يقول اشياء صادمة أو مزعجة ولكنها اتخذت قرارها منذ زمن طويل بأنها تؤمن ايماناً عميقاً بترمب زعيماً. 

وكثيراً ما تعبر هيكز للزملاء والصحافيين عن شعورها بالاحباط لأن الرئيس يوصف في احيان كثيرة بأنه غاضب أو منفعل في حين انها ترى ان الرجل الذي تعمل تحت امرته شخص ساحر عموماً ومؤازر وودود. 

عملت هيكز عارضة ازياء حين كانت مراهقة وسطع نجمها خلال العمل في منظمة ترمب. ولكنها اصبحت اكثر اعتكافاً وحمائية لنفسها مع تعاظم قوتها في البيت الأبيض.

ونقلت مجلة بوليتيكو عن اصدقاء لها انها نادراً ما تغامر بحضور فعاليات اجتماعية في واشنطن لأن علاقتها بالرئيس تُشعرها بأنها مستهدفة. وهي ليس لديها حساب على تويتر وحسابها على انستاغرام مُعد على نمط يحفظ خصوصيتها. 

وقال زملاء لها انها تتواصل مع ترمب كما تتواصل مع ابنته ايفانكا وتستطيع ان تنقل اختلافها مع الرئيس في جلسات خاصة ولكنها في النهاية تدعم قراره بلا نقاش. 

مساعدون آخرون في البيت الأبيض يعتمدون على رأي هيكز في تحديد الوقت الذي يكون مناسباً للدخول على الرئيس. وقال مارك شورت مدير الشؤون التشريعية في البيت الأبيض انه "إذا كان هناك شيء يحدث بشكل عاجل فانها تكون قادرة على نقل هذه المعلومة بسرعة الى الرئيس والعودة بالرد الذي نحتاجه". واضاف "ان الاستمرارية" التي تمثلها هيكز عنصر مهم في البيت الأبيض الذي يعج بالمستجدين في ركوب قطار ترمب. 

مهمة صعبة

وبعد ما يربو على ستة اشهر حافلة بالهزات والأزمات والاقالات من ولاية ترمب الأولى اصبحت هوب هيكز في موقعها قرب المكتب البيضاوي جزءا من الحلقة المتقلصة للذين ما زال الرئيس يثق بهم، تشرف على المزيد من ردود ترمب على الأنباء الضارة به في وقت فقد الثقة بالأعضاء الآخرين في فريق اتصالات البيت الأبيض. 

يبدي البعض من خصوم ترمب تعاطفهم مع هيكز في مهمتها الصعبة للتعامل مع شخصية لا يمكن السيطرة عليها. وقال ستو لويسر السكرتير الصحافي السابق لعمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ "انها تؤدي عملا ممتازاً مع اسوأ زبون في تاريخ العالم". واضاف انه "ليس هناك حل دائم لتهدئته".

وأثنى لويسر على هيكنز لنقلها تصريحات ترمب بشأن التحقيق الجاري في علاقة حملته الانتخابية بروسيا قبل ان تنتظر اطلاق تغريداته على تويتر. واشار الى ان هيكز حرصت على ان يقول ترمب ما كان لا بد من قوله بطريقة رصينة ومهنية الى اقصى حد. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بوليتيكو". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.politico.com/story/2017/07/22/hope-hicks-trump-profile-240832