نصر المجالي: تستضيف أستانة عاصمة كازاخستان يوم غد الاثنين اجتماع أعضاء فريق العمل المشترك الذي يضم ممثلين عن رعاة وقف إطلاق النار الثلاثة في سوريا وهم روسيا تركيا وإيران المعلن في الـ29 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تدعم مواصلة المحادثات بشأن الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك في مقابلة صحفية نشر موقع وزارة الخارجية أبرز نقاطها.

وأعلن أنور جيناكوف، رئيس الدائرة الصحفية لدى وزارة الخارجية الكازاخستانية، عن بدء صول الوفود المشاركة لكنه لم يكشف عن هويته أعضاء الوفود.

تثبيت الهدنة

وسبق لوزارة الخارجية الكازاخستانية وأعلنت الخميس 2 فبراير/ شباط عن التحضير لمباحثات روسية تركية إيرانية في أستانا في الـ6 من الشهر الجاري، للوقوف على سبل تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا.

يشار إلى أن جولة أستانا الأولى من مفاوضات السوريين والتي عقدت مؤخرا، كانت أكدت على ضرورة صمود وقف إطلاق النار في سوريا، ومهدت لمفاوضات لاحقة تلتئم برعاية أممية في جنيف، في الثامن من فبراير/شباط الجاري، إلا أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أعلن إرجاء اجتماع جنيف هذا حتى الـ20 من نفس الشهر بما يخدم تعزيز وقف إطلاق النار، ومنح المعارضة السورية المزيد من الوقت لحشد جبهة موحدة تمثلها إلى المفاوضات مع الحكومة.

انفراجة

وتعود مبادرة أستانا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حظيت بدعم وترحيب الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والكازاخستاني، نورسلطان نزاربايف وخلصت إلى الإعلان عن مفاوضات سورية سورية برعاية روسية تركية إيرانية تسبق العودة إلى مفاوضات جنيف ومقرراتها للتسوية في سوريا.

وإلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي إن المحادثات الدولية بشأن سوريا التي عقدت في آستانة عاصمة قازاخستان في يناير/ كانون الثاني مثلت "انفراجة" في جهود حل الأزمة.

وقال إن شكل محادثات أستانة بين ممثلين للرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المعارضة لا ينبغي أن يحل محل محادثات جنيف التي قادها مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا.

ارتياح

وأعرب لافروف في حديث أدلى به لمجلة "بروفيل" النمساوية، نشرته اليوم الأحد، عن ارتياح موسكو لما جاءت به مفاوضات أستانا في الـ23 والـ24 من الشهر الماضي، مؤكدا أنها مثلت خطوة نوعية جديدة في رفد جهود التسوية السورية.

ومضى يقول: مما ميز مفاوضات أستانة، جلوس ممثلي الحكومة والمعارضة المسلحة السوريين وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع السوري على طاولة واحدة، وذلك بعد نأي تام للمعارضة عن أي اتصال مع الحكومة وجميع العمليات المرتبطة بالتفاوض حول مستقبل سوريا.

وأشار إلى أنه ورغم تمسك الطرفين السوريين بمواقفهما المعروفة، إلا أنهما أبديا استعدادهما للحوار عبر الوسطاء أولا، وللاتصالات المباشرة كما يأمل الجميع لاحقا.

سيادة سوريا

وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان البيان الصادر في ختام هذه المفاوضات عن رعاتها الثلاثة روسيا وتركيا وإيران، والذي أكد على التمسك بسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها بلدا ديمقراطيا متعدد الطوائف والإثنيات لا يقبل التقسيم الديني.

وذكّر كذلك بأن في مقدمة النقاط الهامة التي خرج بها البيان، تشديده على استحالة التسوية السورية بقوة السلاح، واندراجها ضمن الأطر السياسية حصرا، مع الالتزام بالتطبيق التام لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأفرد لافروف في بيان أستانا أيضا، التصميم الروسي والإيراني والتركي على مواصلة العمل المشترك في مكافحة تنظيمات "داعش"، و"جبهة النصرة"، التي صارت تطلق على نفسها "أحرار الشام"، وفصل الفصائل المعارضة السورية المسلحة عن هذه الزمر.