«إيلاف» من لندن: شيع آلاف العراقيين في بغداد اليوم حاملين نعوشا رمزية ضحايا تظاهرة الصدريين المطالبين بتغيير مفوضية الانتخابات السبت هاتفين "بالروح بالدم نفديك ياعراق" حيث اقاموا سردق عزاء في ساحة التحرير وسط العاصمة بالترافق مع اجراءات امنية مشددة في وقت حذر العبادي من مخربين يندسون بين المتظاهرين.

وحمل الآلاف من المشيعين نعوشا رمزية لاثني عشر قتيلا سقطوا في تظاهرة السبت الماضي خلال محاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء المحمية مطالبين بمفوضية وقانون للانتخابات جديدين . وقد انطلق& المشيعون من مستشفى الجملة العصبية باتجاه ساحة التحرير وسط بغداد ورددوا هتافات& "بالروح بالدم نفديك يا عراق". وفي الساحة نصب ذوو ‏الضحايا سرادق عزاء لهم في الموضع الذي قتلوا فيه ولمدة ثلاثة ‏ايام. & &

وقد انتشرت قوات الشرطة الاتحادية ومكافحة الشغب بشكل مكثف وسط ساحة التحرير وأغلقت الطرق والجسور المؤدية اليها بالاسلاك الشائكة والحواجز الحديدية .& & &

العبادي يحذر من استغلال التظاهرات

وخلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته فقد حذر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي من مخربين يندسون بين المتظاهرين ووصف استهداف المنطقة الخضراء في بغداد بصواريخ موجهة بأنه عمل إجرامي .
وقال العبادي " ان إرباك القوات الامنية يؤثر على جهد معركة التحرير والانتصار على داعش الارهابي". ودعا الجميع الى التعاون من أجل كشف من يؤذي المواطن متسائلاً: لمصلحة من يصبح الشباب محرقة. وأكد أهمية التظاهر السلمي لكنه أشار الى ان هناك مندسين وجماعات تستغل التظاهرات.
وإعتبر العبادي شمول العراق مع دول تم منع رعاياها من الدخول الى أميركا غير مناسب وأوضح ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وعده بمراجعة موضوع حظر دخول العراقيين الى الولايات المتحدة.

وشدد على سعي العراق الى منع التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية مبيناً ان العراقيين بتلاحمهم رفضوا التقسيم.

تعليمات لقوى الامن وللمشيعين

وقبيل إنطلاق مسيرة التشييع بساعات اصدرت كل من تنسيقية التظاهر والقوات الامنية تعليمات للمتظاهرين وعناصر الامن وأشارت قيادة عمليات بغداد ان قواتها حريصة على حماية المتظاهرين من بعض التنظيمات من خلال زج عناصرها لإثارة الشغب وتأجيج الموقف والاحتكاك مع القطعات الأمنية. وقالت ان "منع العدو من تحقيق أهدافه باستهداف منطقة التظاهرة ومنع نصب السرادق والخيم داخل ساحة التحرير" هو هدفها.

&وجرى التشييع وسط اجراءات امنية مشددة أغلقت خلالها العديد من جسور العاصمة وطرقاتها الرئيسية المؤدية الى ساحة التحرير بوسطها. وخرجت تظاهرات تطالب بتغيير مفوضية الانتخابات وتشريع قانون جديد للانتخاب نظمها آلاف من أنصار الصدر وسط بغداد السبت الماضي حيث جرت صدامات مع عناصر الامن قتل نتيجتها اربعة من المتظاهرين وأصيب حوالي مائتين فيما قتل وأصيب تسعة من عناصر القوات الامنية.&

ومن جهتها دعت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات المشيعين إلى "عدم حمل أي لافتات أو صور لأي شخصية أو جهة باستثناء العلم العراقي والابتعاد عن التصرفات الفردية اللامسؤولة".
كما طالبتهم بـ "الهتاف بحب العراق والابتعاد عن أي هتافات منافية لثوابت المشروع الإصلاحي".&

وامس سلم الأمين العام لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ضياء الاسدي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش مذكرة احتجاج على ما تعرض له المتظاهرون حيث تم "تبادل الرؤى والأفكار بصدد المواضيع الحساسة في البلاد وبالأخص التظاهرات السلمية المطالبة بإصلاح العملية الانتخابية والإجراءات التعسفية التي طالت المتظاهرين العزل وما رافقها من تداعيات" كما قال بيان للكتلة.&

واشارت المذكرة الى ان "المتظاهرين الأبرياء تعرضوا لتعسف واستخدام القوة والذخيرة الحية بقصد الإيذاء على الرغم من أنهم تظاهروا بشكل سلمي احتجاجاً منهم على بقاء مفوضية الانتخابات التي يرون عدم نزاهتها وعدم حياديتها، وكذلك مطالبتهم بالإسراع في تشريع قانون للانتخابات".&

ودعا الأسدي الأمم المتحدة إلى "تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والتحقيق في ما جرى وإحالة المعتدين إلى القضاء كونهم لم يفرقوا في اعتدائهم بين الجيش والشرطة والمتظاهرين إضافة إلى تعويض عوائل الشهداء والمصابين ومحاسبة الجناة الذين لم يتورعوا عن سفك دماء المتظاهرين العزل".&

ومن المقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات للحكومات المحلية في 16 سبتمبر المقبل فيما ستجرى الانتخابات النيابية العامة في أبريل عام 2018 وسط دعوات لقوى سياسية بتأجيل الانتخابات المحلية وإجرائها بالتزامن مع الانتخابات العامة نظرا لظروف العراق الامنية الحالية والحرب ضد تنظيم داعش ونزوح حوالي اربعة ملايين مواطن يصعب مشاركتهم فيها.