إيلاف: مشروع بناء مدينة مكتفية ذاتياً على سطح المريخ فكرة مثيرة، لكن دونها تحديات أهمها التكلفة الهائلة. ويكفي إيراد بضعة أرقام عن استيطان جارنا القريب القمر، كي يدرك المرء عن أي تكلفة خيالية نتحدث حين يتعلق الأمر بالمريخ. ففي التقديرات أن إرسال أربعة أشخاص إلى القمر لقضاء عام واحد تتطلب ٣٦ مليار دولار لرحلتي الذهاب والإياب، بواقع ٩٨ مليون دولار في اليوم الواحد، وهي تكلفة خرافية، تجعل العيش "على سطح القمر" مستحيلاً.

هذه الخلاصة تنطبق على المريخ بشكل أكبر، لكنّ البعض يصرّ على كسب الرهان المستحيل. أبرز المتسابقين في هذا المجال هي "ناسا"، التي أعلنت أخيراً أنها تتطلع إلى الاستفادة من كل الجهود المبذولة لرفد خطتها الرامية إلى استكشاف المريخ. ستقترن هذه الجهود بخبرات ناسا وقدراتها المالية الهائلة، الأمر الذي يفسر إصدارها بياناً يرحب بحرارة بمشروع أيلون ماسك، الطامح إلى تحقيق القفزة العملاقة المقبلة المتمثلة بالوصول إلى المريخ. وقالت ناسا في بيانها إنها سعيدة بأن المجتمع الدولي يعمل لتحقيق هدف يتطلب عقولاً نيرة من القطاعين الخاص والعام. ومن أبرز المنضمين إلى جهود استكشاف الكوكب الأحمر دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.&

وأعلنت "ناسا" أنها عملت منذ سنوات أنها ستجعل حلم الوصول إلى المريخ ممكناً بالتعاون مع الشركاء الدوليين والقطاع الخاص، وإن تقدماً غير عادي قد تحقق في هذا المشروع.

الإمارات تحضر بقوة

انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً إلى جهود استيطان الكوكب الأحمر، بعدما أرست الأرضية الصلبة لخطوة مماثلة. ويضم قطاع الفضاء الإماراتي وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالإضافة إلى أن السياسات التنظيمية وقانون الإمارات للفضاء الذي هو في المراحل النهائية للصدور يتيح للشركات الخاصة أن تستثمر في استكشاف الفضاء، حيث أرسى القانون الشكل التنظيمي لهذا القطاع المستقبلي الواعد لتشجيع ضخ مزيد من الاستثمارات الخاصة من مستثمرين محليين.

وقد أظهرت القيادة العليا في دولة الإمارات اهتمامها باستكشاف المريخ، حيث أعلنت في القمة الحكومية التي عقدتها خلال فبراير ٢٠١٧ للعالم عن نيتها دفع الجهود البشرية في مهام استكشاف الفضاء واستيطان الكوكب الأحمر. ويقود هذه الجهود مركز محمد بن راشد للفضاء، فضلاً عن وكالة الإمارات للفضاء.

خطط Space X

تعمل شركة Space X على تصميم مركبة فضائية ضخمة قابلة لإعادة الاستخدام تزن 450 طناً، ويمكن لها التنقل بين الأجرام السماوية حاملة مقصورة ركاب.&

هدف هذه المركبة المريخ. وستبلغ كلفة الرحلة إلى المريخ بواسطتها حوالى نصف مليون دولار لكل راكب، على أن تنقل كل رحلة مئة مسافر. سيكون بمقدور كل مركبة تنفيذ 15 رحلة إلى المريخ ذهاباً وإياباً، ما يعني أن نقل مليون شخص يتطلب عشرة آلاف رحلة فضائية.

ويرى مؤسِّس الشركة ومالكها إيلون ماسك أن التكاليف قد تكون كبيرة مقسومة على كل راكب في البداية، لكنها ستُختصر لتصبح مئتي ألف دولار بمرور الوقت، والهدف الأسمى في رئة ماسك جعل البشر كائنات غير مرغمة على العيش قسراً في "مكان واحد"، بحيث يمكن لهم الانتقال من موقع إلى آخر إذا أحدق الخطر بأي مكان، كأن يتعرض كوكبنا للتدمير.

أعلن ماسك أنه سيطلق مركبة تجريبية أسماها "دراغون 2" تهبط على المريخ أو أي كوكب آخر في النظام الشمسي، في عام 2018، تمهيداً للرحلة العظيمة، المنتظرة على أسوأ تقدير في 2025. يقول: «على الرغم من كل التحديات والصعوبات، لن يتأخر الإنسان عن وضع دعائم حضارته على الكوكب الأحمر بحلول العام ٢٠٦٠".

إيلون ماسك مهندس كندي- &أميركي&ومبادر ومخترع، من أصول جنوب أفريقية، ولد العام ١٩٧١ وحوّل معرفته إلى ثروة تربو على ١٥ مليار دولار، حيث أسس العديد من الشركات أشهرها "سبيس إكس".

يعتقد ماسك أن أموراً خمسة ستؤثر بشكل أساسي في تشكيل معالم المستقبل هي: الإنترنت والطاقة المستدامة واستكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي وإعادة كتابة جينات الإنسان.

خطط بوينغ&

ألمحت بوينغ إلى عزمها الدخول في المنافسة، وفاخرت بقدرتها على الفوز بالسباق إلى الكوكب الأحمر، قائلة إنها ستقهر ماسك وغيره من المنافسين، وذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان هذا الأخير عن مشروعه.

الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ للطيران دينيس مولينبيرج قال في مؤتمر عُقد في أتلانتيك: "لدي قناعة بأن أول شخص سيهبط على المريخ سيكون قد وصل على متن مركبة من صنع بوينغ". بعدها، كشف عن مشروعات لتطوير المركبات الفضائية وبناء فنادق في الفضاء، من دون أن يخوض في بحث الكثير من التفاصيل ذات الصلة بهذه المشروعات.&