أجمع محللون سياسيون على أن جولة العاهل السعودي الملك سلمان لدول آسيا والتي بدأها بزيارة ماليزيا تحمل الكثير من التنوع الاقتصادي والتكتل العسكري بين الرياض وآسيا، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتكوين تحالفات استراتيجية في المنطقة.
إيلاف من الرياض: أكد المحلل السياسي السعودي د. حمدان الشهري أن ماليزيا من الدول التي تهم المملكة وترتبط بها بشكل قوي واستراتيجي، مشيرا إلى أن ماليزيا شاركت مع المملكة في العديد من التحالفات ولها مساهمات كبيرة في الساحة الإسلامية.
وقال الشهري في ماخلة هاتفية مع قناة الإخبارية إن ماليزيا من الدول التي أدانت أفعال الحوثي في اليمن وإطلاقه صاروخا باليستيا على مكة المكرمة، مؤكدا أنها أرسلت رسائل جادة وصريحة واتخذت موقفا قويا تجاه تدخلات إيران في المنطقة.
وأضاف أن ماليزيا تعلم أن إيران تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح.. وأكدت ضرورة الشراكة مع المملكة في مكافحة آفة الإرهاب.
وأوضح المحلل السياسي أنه منذ الستينات الميلادية والعلاقة الماليزية - السعودية متصلة.. وأن ماليزيا تملك اقتصادا قويا بين دول آسيا.
من جانبه قال المحلل السياسي عبد الله العتيبي إن جولة الملك الآسيوية الكبرى ستسهم في تنوع مصادر دخل المملكة وازدهار اقتصادها بشكل كبير، مؤكدا أن المملكة تسعى إلى تكوين تحالفات استراتيجية في المنطقة.. ودول آسيا قوية سياسيا واقتصاديا.
المردود الاقتصادي
وحول المردود الاقتصادي لجولة الملك سلمان الآسيوية أوضح المحلل السياسي محمد البيشي مساعد رئيس تحرير الاقتصادية: أن جولة الملك الآسيوية الكبرى سيكون لها انعكاسات اقتصادية كبيرة نظرا لضخامة السوق الآسيوية.
وقال البيشي إن ماليزيا وضعت رؤية طموحة مليئة بالتحديات واستطاعت تحقيقها وتغلبت على الصعوبات وانتقلت لمستوى اقتصادي أفضل.
وترتبط المملكة وماليزيا بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية، وتم توقيع اتفاق تعاون اقتصادي وفني بين البلدين عام ١٣٩٥هـ ونص على إنشاء مجلس أعمال سـعودي مـاليزي، وحقق الميزان التجاري بين البلدين فائضاً لصالح المملكة يقدر بحوالي ٣٫٤ مليار ريال عام ٢٠١٣م.
وتبلغ قيمـة صادرات المملكـة إلى ماليزيا عام ٢٠١٣م حوالى ٨٢٤٣ مليون ريال، فيما بلغت قيمة الواردات مـن ماليزيا لنفس العـام حوالى ٤٨٣٤ مليون ريال.
المملكة وماليزيا
وتتسم العلاقة بين المملكة وماليزيا التي تعد أولى محطات الملك في جولته الآسيوية، بالاحترام المتبادل والعمل على تطويرها في المجالات كافة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في بداية الستينات، وتحظى المملكة باحترام كبير لدى الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية كافة، وتشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين البلدين.
وتعود العلاقات السياسية بين الرياض وكوالالمبور إلى منتصف عام 1961م حيث بُنيت لى أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل، وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين قدرًا كبيرًا من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي، حيث قامت ماليزيا بدور مميز إثر حريق المسجد الأقصى في أواخر الستينات من القرن الماضي بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي.
ومنذ عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حتى هذا العهد الزاهر، كانت وما زالت الزيارات بين البلدين مستمرة، وكانت أولاها للملك فيصل عام 1970م، ثم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، في شهر يناير 2006م، ومن الجانب الماليزي زار رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق المملكة، والملك المعتصم بالله محب الدين ملك ماليزيا.
التحالف العسكري
ويشهد التعاون العسكري بين البلدين مزيدا من الترابط، فقد شاركت ماليزيا مع قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، إلى جانب مشاركتها في مناورات «رعد الشمال» ومشاركتها في التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، إضافة لإدانتها استهداف مكة المكرمة بصاروخ من قبل المليشيات الحوثية.
جدير بالذكر أن المملكة قدمت مساعدات تنموية عينية ونقدية لماليزيا من خلال الصندوق السعودي للتنمية خلال الفترة 1975م ـ 2016م شملت: قرض لدعم كلية الطب بجامعة كيبانجان في ماليزيا بمبلغ 54.160.000 ريال، قرض لدعم الجامعة التكنولوجية بمبلغ 48.240.000 ريال، قرض للمساهمة في التوطين في باهانج تناجارا بمبلغ 86.100.000 ريال، قرض للمساهمة في التوطين في جنوب شرق أولوكلنتن بمبلغ 40.000.000 ريال، قرض لدعم الكليات الخمس العلمية الصغرى في لمارا بمبلغ 15.160.000 ريال، وغيرها من القروض والمساعدات.
وفي إطار التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين قام وفد نسائي من جامعة ماليزيا للتكنولوجيا بزيارة شطر الطالبات بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
كما وقعت المملكة وماليزيا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات التعليمية والسياحية ومنها مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العلمي والتقني والصناعي لأغراض الدفاع الوطني، واتفاقية لتأسيس مركز تقني متخصص في أبحاث الوسائط المتعددة داخل حرم جامعة الوسائط المتعددة الماليزية، واتفاقية لتوثيق الصلات العلمية والتعليمية بين الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة العلوم الماليزية.
التعليقات