«إيلاف» من بيروت: عاد الهدوء الحذر ليسود مخيم عين الحلوة في صيدا، بعد التوصل الى اتفاق مبدئي على وقف إطلاق النار، خرقه إلقاء قنبلتين ليل أمس الأول، وفجر أمس.

وقد أدت الاشتباكات التي كان شهدها المخيم، في جولتها الثانية بين عناصر من حركة فتح وآخرين من مجموعات إسلامية متشددة على محور الصفصاف - البركسات، الى سقوط جريحة تدعى آلاء حمودة، بالاضافة الى تضرّر عدد من المنازل والمحال والسيارات في الشارع الفوقاني، مسرح هذه الاشتباكات.

وقد علقت المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية التابعة لوكالة الاونروا داخل المخيم خدماتها، وأقفلت أبوابها، بناء على تعليمات مديرها العام حكم شهوان، نظرًا للأوضاع الأمنية الراهنة.

وعقد أمس اجتماع بين السفير الفلسطيني أشرف دبور والقوى الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير في مركز السفارة في بيروت، من أجل تدارس الوضع الأمني المستجد في عين الحلوة.

يأتي هذا الاشتباك بعد زيارة قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" لبيروت، استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، إضافة إلى عدد من قادة الأحزاب والشخصيات اللبنانية.

وقد فاتح المسؤولون اللبنانيون الرئيس عباس بالأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة – صيدا، وبأنه يشكّل مصدر تهديد للأمن والاستقرار اللبناني لجهة وجود عدد من المطلوبين البارزين فيه من لبنانيين وفلسطينيين وارتباط بعضهم بخارج حدود المخيم الجغرافية، وبتزايُد نفوذ "الإسلاميين المتشددين" فيه أمام تراجُع قوة حركة "فتح" والقوى الفلسطينية الأخرى، فأَبلغ عباس أن القرار الفلسطيني الرسمي واضح لجهة الحياد الايجابي وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية وحماية لبنان وسلمه الاهلي وترسيخ الأمن والاستقرار فيه والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وتطبيق القرار الدولي 194، ورفض التوطين وبحث السبل الكفيلة تأمين حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، فهل كانت زيارة عباس إلى لبنان المحرك في تفجير الوضع في مخيم عين الحلوة مجددًا؟ وهل بعض الجهات متضررة من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للبنان، لذلك انفجرت بوجهه الأوضاع الأمنية في عين الحلوة لتفرض نفسها بنداً طارئًا على جدول أعماله، اذ إندلعت اشتباكات يوم وصوله وأخرى عند مغادرته، وهو ما اعتُبر في سياق آخر محاولة حجب النتائج الإيجابية للزيارة؟ وكيف يمكن حماية اهتزاز الأمن مجددًا في مخيم عين الحلوة؟

الجيش بالمرصاد

تعقيبًا على الأمر، يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ «إيلاف»،&أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومان بجهد كبير للحفاظ على الإستقرار في لبنان، وعوامل عدة تساهم في نجاح ذلك، ومنها الدعم الخارجي من تسليح الجيش والمعلومات الإستخباراتية والتقنية، مع قرار دولي بالحفاظ على الإستقرار في لبنان، وكذلك مهنية القوى الأمنيّة اللبنانيّة، حيث تتعاطى بمهنيّة كبيرة نظرًا للإمكانات المحدودة التي تملكها، وهناك جيوش كبيرة غربية لا تستطيع القيام بانجازات القوى الأمنية والجيش اللبناني، فالجهد الذي يقوم به الجيش اللبناني يجعل من يدخل من عناصر متطرفة إلى الساحة اللبنانية لمحاولة زعزعة الإستقرار، إما ان يتم إلقاء القبض عليها أم أنها تصل إلى حالة تشعر بنفسها محاصرة وتستسلم للقوى الأمنية، وتبقى من أهم الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني اليوم، لأن لبنان وضعه الداخلي يبقى هشًا جدًا، نظرًا لقرب الساحة اللبنانية من السورية، ولولا جهود القوى الأمنية لكان الوضع في لبنان مختلفًا تمامًا.

وردًا على سؤال كيف يساهم حرص الغرب، وحتى زيارة الرئيس الفلسطيني، على استقرار لبنان&في القضاء على بعض الخلايا النائمة للإرهاب في لبنان، يلفت زهرمان إلى أن ذلك يكون من خلال دعم الغرب والزيارات الخارجية للمؤسسات الأمنية اللبنانية، لأن هناك قراراً بعدم تعرض الساحة اللبنانية للإهتزاز الأمني، ولكن من منطلقات مصلحة تلك الدول وليس غيرة فقط على أمن لبنان، فمصلحتهم أن يبقى لبنان مستقرًا.

ويبقى الغرب مرّكزًا على البعد الأمني، لكن البعد الإجتماعي هو مقصر به، ولبنان يدفع الكثير نتيجة لاستضافته للنازحين، وإذا لم تتم مساندته دوليًا قد نصل إلى نوع من الإنفجار الإجتماعي، ما سيؤدي إلى اهتزاز الإستقرار الأمني.