إيلاف - متابعة: تؤسس زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لليابان لمرحلة جديدة ونقلة نوعية في العلاقات بين الرياض وطوكيو. وستعزز الزيارة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، إلى جانب فتح المجال أمام رجال الأعمال والمستثمرين بخلق شراكات سياسية واقتصادية على نطاق واسع مع دولة ذات وزن سياسي واقتصادي عالمي.

وتوقعت صحيفة "نيكاي آسيان ريفيو" اليابانية أن تمثل الزيارة "تحولاً كبيرًا في العلاقات الثنائية، وفي تنويع الاقتصاد السعودي من خلال الرؤية التي أعلنها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بهدف إجراء إصلاحات محورية وحيوية في بنية الاقتصاد السعودي".

وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى بحث المزيد من التعاون الاقتصادي، يتوقع أن يناقش الملك سلمان مع القيادة اليابانية التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف وتأمين سلامة الممرات البحرية بين الشرق الأوسط وآسيا.

من جانبه، قال نوريهيرو أوكودا، السفير الياباني لدى السعودية: إن الرياض ستظل مزودة رئيسية موثوقة للنفط بالنسبة لأمن الطاقة لليابان، كما ستظل المملكة العربية السعودية واحدة من أهم المستوردين البارزين للمنتجات الصناعية اليابانية.

إقتصاد وأمن

&وأضاف &لـ«الشرق الأوسط»: أن مناقشات الملك سلمان، في زيارته المرتقبة إلى اليابان، لن تقتصر على الملفات الاقتصادية وحسب، بل ستشمل الجوانب الأمنية، إلى جانب الثقافية والترفيهية وغيرها، من أجل تحقيق أهداف «رؤية 2030»، فضلاً عن بحث القضايا الإقليمية في منطقة شرق آسيا، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، مثل قضايا اليمن وسوريا.

&ولفت السفير إلى سعي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

&وتطرق سفير اليابان إلى الزيارة الأخيرة للأمير محمد بن سلمان، إلى اليابان في سبتمبر& 2016، مؤكداً أنها كانت فرصة رائعة لكل من السعودية واليابان لترسيخ العلاقات الثنائية الوثيقة للتعاون بينهما في مختلف المجالات، التي امتدت على مدى العقود الستة الماضية، ولانطلاق مرحلة التعاون القوي للمملكة العربية السعودية من أجل خلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر من خلال تنفيذ «الرؤية السعودية 2030» وبرنامج «التحول الوطني 2020».

المجموعة السعودية - اليابانية المشتركة

&وتابع بالقول، إن «اليابان تشيد عالياً بسلسلة المبادرات المتنوعة لإصلاح اقتصاد ومجتمع المملكة، كما أنها ترغب في التعاون النشط مع السعودية لتحقيق الأهداف التي خططت في (الرؤية). ولهذا الغرض، قام كلا البلدين بتأسيس (المجموعة السعودية - اليابانية المشتركة لرؤية 2030) بمناسبة الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد، ومباشرة بعد ذلك، قام وفد برئاسة هيروشيغي سيكو، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، بعقد الاجتماع الأول للمجموعة المشتركة مع الجانب السعودي، وذلك في أكتوبر 2016 في الرياض، حيث ناقشوا من خلاله مجالات التعاون المتوقع بشكل مفصل، مثل مجالات الطاقة، والرعاية الصحية، وتجارة التجزئة، والرسوم المتحركة (الأنمي) والملكية الفكرية. وهكذا، قامت اليابان باتخاذ إجراءات سريعة لاستجابة النتائج الإيجابية لزيارة ولي ولي العهد».

&ولفت أوكودا إلى أن «المجموعة السعودية - اليابانية المشتركة لرؤية 2030» قامت بتشكيل مجموعات فرعية يقودها ويمثلها خبراء رفيعو المستوى ومسؤولون من كلا الجانبين، وتشمل: فرص التجارة والاستثمار، الاستثمار والتمويل، الطاقة والصناعة، المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبناء القدرات، والثقافة والرياضة.

&وأضاف: «منذ الاجتماع الأول للمجموعة المشتركة، يقوم كل من البلدين بتعجيل مناقشات مفصلة لتحديد مجالات محددة وطرق عملية للتعاون، ومن ضمن هذه المناقشات، تعتبر مجالات البنية التحتية، والترفيه، والطاقة، والاكتتاب العام لـ(أرامكو)، وإنترنت الأشياء (IoT)، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي (A.I.)، والروبوت (الإنسان الآلي) من الأولويات».

&وبحسب السفير الياباني، تأمل السعودية واليابان توافقهما على المشروعات ذات الأولوية أثناء اجتماع على المستوى الوزاري في طوكيو في ربيع 2017، التي نأمل عقده بمناسبة زيارة الملك سلمان إلى اليابان.&

واستطرد «أخيراً وليس آخراً، نرغب في تعزيز العلاقة مع المملكة العربية السعودية في المجال العسكري، نرحب بمزيد من المناقشة المتواترة والمفصلة بين البلدين حول قضايا أمنية إقليمية، وسنركز أيضاً على التبادلات الدفاعية المستقبلية المحتملة أو التعاون، بما في ذلك تبادل الزيارات رفيعة المستوى من كبار مسؤولي الدفاع والتعاون في مجال المعدات الدفاعية».

&

&