إيلاف - متابعة: قامت السلطات الهولندية في روتردام بترحيل وزيرة الاسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا التي وصلت برا من مدينة دوسلدورف الالمانية مساء السبت.
ووصفت الحكومة الهولندية قدوم وزيرة الاسرة بانه عمل "لا مسؤول". وقالت الحكومة في بيان "قلنا وكررنا ان السيدة كايا ليست موضع ترحيب في هولندا (...) لكنها قررت مع ذلك السفر".
وقال رئيس بلدية روتردام احمد ابو طالب للصحافيين ان الوزيرة التركية "طردت الى البلد الذي اتت منه". واضاف انه بعد ساعات من المفاوضات "تبين انه من المستحيل التوصل الى حل".
ممارسة فاشية
وكانت الوزيرة التركية صرحت "لن ارحل ما لم يسمح لي بلقاء مواطنينا ولو لخمس دقائق". وغردت على تويتر قائلة: "يتم نقلي حاليا من هولندا إلى ألمانيا عبر حدود مدينة نايميخن الهولندية، في خطوة تتجسد فيها كافة مقومات امتهان الديمقراطية والإنسانية".
وأضافت في تغريدتها: "أدين باسم الشعب التركي خطوة الحكومة الهولندية"، مشددة على ضرورة "اتخاذ العالم موقفا باسم الديمقراطية في مواجهة هذه الممارسة الفاشية". وتابعت في السياق: "مثل هذه المعاملة لا يمكن قبولها بحق وزيرة".
وردا على اعلان هولندا صباح السبت منع هبوط طائرة مولود تشاوش اوغلو على اراضيها، اغلقت انقرة الطرق المؤدية الى السفارة والقنصلية الهولنديتين.
وكان يفترض ان يحضر تشاوش اوغلو تجمعا نظمته الجالية التركية في روتردام في اطار الحملة قبل الاستفتاء المقرر اجراؤه في تركيا في 16 أبريل حول تعزيز الصلاحيات الرئاسية.
لكن الوزير التركي تمكن من الهبوط في ميتز بشرق فرنسا حيث يفترض ان يشارك الاحد في تجمع بدعوة من فرع اتحاد الديموقراطيين الاتراك الاوروبيين في منطقة اللورين، الذي ينظم تجمعات انتخابية لحزب اردوغان حزب العدالة والتنمية.
واكد مصدر دبلوماسي فرنسي ان "وزارة الخارجية ابلغت بقدوم الوزير" التركي، مشددا على ان "حضور الوزير التركي للتجمع (...) مرتبط بحرية التجمع".
بقايا النازية
وتجمع نحو الف متظاهر وهم يرفعون الاعلام التركية مساء السبت امام قنصلية تركيا في روتردام قبل ان تفرقهم الشرطة مستخدمة خراطيم المياه.
وتثير زيارة تشاوش اوغلو الى روتردام توترا حادا بين البلدين منذ ايام اذ ان لاهاي ترفض الموافقة على زيارة حكومية هدفها "القيام حملة سياسية من اجل استفتاء".
ورد اردوغان بعد ظهر السبت، معتبرا ان قرار "من بقايا النازية". ورد رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بوصف هذه التصريحات ب"الجنونية وغير اللائقة".
بعد ساعات على رفض لاهاي استقبال تشاوش اوغلو، اعلنت انقرة انها اغلقت الطرق حول السفارة الهولندية في انقرة والقنصلية الهولندية في اسطنبول، ومنعت بذلك الوصول اليهما "لاسباب امنية".
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية ان "الاجراء نفسه شمل منزلي القائم باعمال السفارة والمسؤول القنصلي".
في اسطنبول تجمع نحو الف شخص امام القنلصة الهولندية مرددين هتافات دعم لردوغان، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وظهر في لقطات بثتها قناة "سي ان ان-ترك" متظاهرون يرشقون السفارة الهولندية في انقرة بالبيض والبرتقال.
وكان يفترض ان يشارك تشاوش اوغلو في تجمع في زوريخ الاحد. لكن شبكة التلفزيون والاذاعة السويسرية (ار تي اس) ذكرت ان التجمع الغي بسبب رفض الفندق الذي كان سيجري فيه.
وكان تشاوش اوغلو تحدى صباح السبت تحذيرات السلطات الهولندية واعلن عن ابقائه على زيارته الى روتردام، مهددا لاهاي "بعقوبات كبيرة" اذا منعته من القيام بذلك.
واعلنت الحكومة الهولندية الخميس معارضتها لهذه الزيارة والغي التجمع منذ الاربعاء بقرار من رئيس بلدية روتردام بسبب عدم استعداد ادارة الصالة لاستقباله.
انتخابات في هولندا
واستدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالاعمال الهولندي في انقرة لابلاغه بان تركيا "لا ترغب في عودة السفير الهولندي الموجود حاليا في الخارج، الى العمل (في تركيا) قبل فترة من الوقت".
وتسعى السلطات التركية الى الحصول على تأييد المغتربين في حملتها التي تسبق الاستفتاء. ويقيم حوالى 400 الف شخص من اصل تركي في هولندا.
وتأتي الازمة بين تركيا وهولندا قبل ايام من انتخابات تشريعية هولندية شكل فيها الاسلام موضوعا اساسيا. وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز سيأتي في المرتبة الثانية في هذا الاقتراع.
واثارت حملة اردوغان في اوروبا توترا مع المانيا ايضا حيث الغت سلطات عدد من المدن تجمعات مريدة لاردوغان. وكان اردوغان اتهم المانيا في الخامس من مارس بالقيان "بممارسات نازية"، مما اثار غضب برلين والاتحاد الاوروبي.
التعليقات