يستكمل وفد عراقي رسمي مباحثات في الرياض اليوم، بدأها في بغداد في أواخر الشهر الماضي وزير الخارجية السعودي بعد قطيعة بين البلدين استمرت حوالى ربع قرن، لبحث قضايا محاربة الإرهاب ومساهمة السعودية في الاستثمار وإعادة بناء المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش.. بينما دعت منظمة أوروبية إلى إضافة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان واليمن إلى قائمة الإرهاب الدولية.
إيلاف: قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية السعودية أحمد جمال، في بيان صحافي، إطلعت على نصه "إيلاف"، إن الوفد يترأسه وكيل الوزارة الأقدم نزال الخير الله.. موضحًا أن الزيارة ستركز على بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك وعلى عدد من الموضوعات المتعلّقة بالمنافذ الحدودية والتبادل التجاري.&
وتأتي الزيارة استكمالًا لزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، والتي تم الاتفاق خلالها على حسم عدد من الملفات العالقة، كما أبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تعيين سفير جديد للسعودية في العراق خلفًا للسفير ثامر السبهان، الذي اتهمته الحكومة العراقية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ما دعا السلطات السعودية إلى سحبه.
من جانبه، أشار سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء في الشهر الماضي إلى أن الوفد يزور السعودية لتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات ردًا على زيارة الجبير إلى العراق. وقال إن "الحكومة تعمل بشكل حثيث على الابتعاد عن سياسة المحاور وفتح آفاق التعاون مع جميع الدول العربية والإقليمية والعالمية".
وأوضح أنه بعد الانتصارات على داعش في الموصل، تغيّرت سياسات الدول باتجاه العراق، حيث رغبت غالبية الدول في التعاون مع العراق، لأنه خط الصد الأول والأخير لدحر داعش.
عقب زيارة الجبير إلى العراق، قال العبادي في 28 من الشهر الماضي إن حكومته تسعى إلى بناء علاقات مع السعودية على أساس المصالح المشتركة. وأكد أن سياسة العراق تهدف إلى حل النزاعات التي تلقي بظلالها على الوضع الداخلي في العراق.&
وأضاف أن حكومته ترحّب وتثمّن زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، وتعتبرها خطوة نحو عودة العلاقات الوطيدة بين البلدين، في وقت تحتاج فيها بلدان المنطقة العمل الجاد في مختلف الأصعدة والمجالات.&
وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن "السعودية بلد مهم في المنطقة، ونسعى بشكل جاد إلى بناء علاقات معها على أساس المصالح المشتركة، وخلال زيارة الجبير أبدى الوفد المرافق له استعداده للاستثمار في العراق". &
دعوة لتصنيف الحرس الثوري وميليشياته في المنطقة كإرهابيين
دعت منظمة أوروبية إلى تصنيف الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان واليمن كإرهابيين.
وقالت المنظمة الأوروبية لحرية العراق برئاسة إسترون إستيفنسون في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الأحد، إن هاشم موسوي المتحدث باسم الميليشيات الشيعية المسماة بـحركة المقاومة الإسلامية في العراق "النجباء" قال في مؤتمر صحافي في طهران الأربعاء الماضي: "إننا نتواجد في سوريا منذ قرابة أربع سنوات، كما إننا لن نخرج من سوريا إلا بخروج آخر إرهابي منها (وهذا يعني المعارضة السورية)".. و"تتلقى هذه المجموعة علنًا التدريب والأسلحة وتقديم المشورة العسكرية من إيران، ولديها علاقات وثيقة مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني سيئ السمعة".
وهدد الموسوي تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق والقوى الشعبية العراقية في الموصل قائلًا: "سوف نلجأ إلى العمل العسكري إذا كانت تركيا لا تتراجع عن بعشيقة في العراق، ولن نسمح بـ" حرس نينوى"(القبائل المحلية) للسيطرة على الموصل... أردوغان خدع مسعود بارزاني، ولكن أحلام تركيا تبددت في حدود سنجار".
واعتبرت المنظمة هذه الاعترافات بمثابة إقرار "بالمشاركة الفعالة في الإبادة الجماعية لشعب سوريا والعراق، وتؤكد ضرورة طرد النظام الإيراني والحرس الثوري من المنطقة، وتصنيف المجموعات الإرهابية التابعة للحرس في القائمة السوداء وحلها.&
وأوضحت أن "العملاء العراقيين للحرس الثوري ينفذون بالاستفادة من موارد الحكومة العراقية والأسلحة الأميركية أجندة إيران الطائفية في قتل شعوب المنطقة، وهم الآن يشكلون العقبة الرئيسة أمام السلام والأمن، فهم يسعون الآن تحت ذريعة محاربة داعش إلى الهيمنة على المنطقة الحساسة من تلعفر لتأمين الطريق الاستراتيجي للحرس الثوري إلى سوريا ولبنان والبحر الأبيض المتوسط عبر العراق".
وأشارت منظمة حرية العراق إلى أن حركة النجباء تشكلت في 2013 من قبل الحرس الثوري الإيراني، وأمينها العام هو الشيخ أكرم الكعبي، وهي تتألف من ثلاثة ألوية قتالية: لواء عمار بن ياسر ولواء الحمد ولواء الإمام الحسن المجتبى.. و"هي تعمل تحت قيادة الحرس الثوري في مختلف أنحاء سوريا، بما في ذلك دمشق وحلب ومزارع شبعا، كما تؤمن أيضًا الطريق المؤدي إلى المطار الدولي في دمشق، حيث إن الأكاديمية العسكرية هي مقر هذه المجموعة الإجرامية في حلب، وقد تم منح مسؤولية توفير الحماية للمطارين في حلب والنيرب للوائي عمار بن ياسر وآل حمد".
أضافت إنه في سوريا يقود ميليشيا النجباء شخص باسم أبو يوسف الكعبي، نائبه أبو الزهراء الخفاجي، وسابقًا كان أعضاء ميليشيا النجباء يتلقون التدريب في معسكر جليل أباد لفيلق القدس في ورامين في إيران، إلا أن الحرس الثوري الإيراني يدرّب في الآونة الأخيرة هذه القوات في معسكر في اللاذقية في سوريا، ويتم إرسال الجرحى منهم إلى طهران.
وأشارت إلى أن سياسة الاسترضاء المعتمدة من قبل الإدارة الأميركية السابقة قد أدت إلى توسيع الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وخاصة في العراق وسوريا.. وقالت: "نحن إذ نرحّب بتصريح السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، التي قالت أخيرًا: "لن تعود سوريا ملاذًا آمنًا للإرهابيين"، علينا أن نتأكد من خروج إيران ووكلائها من سوريا".
ودعت منظمة حرية العراق مجلس الأمن للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تصنيف الحرس الثوري الإيراني، وجماعات الميليشيات التابعة له في العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان واليمن، وما إلى ذلك، في قائمة الإرهاب.. وإلزام الحكومة العراقية بحل جميع الميليشيات الداخلية التي تستفيد من موازنة البلاد العامة ومن إمكانيات الحكومة والأسلحة، حيث ينبغي سحب الأسلحة الأميركية والأوروبية من أيديهم على وجه الخصوص.
كما طالبت بحظر الميليشيات الطائفية الموالية لإيران من المشاركة في الحرب مع داعش وحرمانها من الفرصة للاستفادة من الغطاء الجوي الذي تؤمّنه قوات التحالف في السيطرة على المزيد من المناطق في سوريا والعراق.&
يذكر أن إسترون إستيفنسون كان عضو البرلمان الأوروبي بين عامي 1999 و2014. كما&عيّن عامي 2009 و2014 رئيسًا للجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي.. وهو حاليًا رئيس المنظمة الأوروبية لحرية العراق.
التعليقات