«إيلاف» من لندن: يكرر بعض المسؤولين في كردستان العراق عدم استقبالهم أو دعمهم الأجانب في حربهم ضد داعش في الاقليم. لكن تقارير بثتها بعض وسائل الاعلام الأجنبية بينها الإيكونوميست أفادت بوجود مقاتلين أجانب خلال الأشهر الأخيرة من العام ٢٠١٦.
«إيلاف» حاولت تقصي الحقيقة ومدى مصداقية تلك التقارير وما جنسية المقاتلين الأجانب وأسباب تواجدهم والفترة الزمنية التي كانوا بها في المنطقة، وذلك رغم اعتذار الكثيرين عن الخوض في هذا الموضوع دون بيان أسباب ذلك.
وكشف القيادي الكردي صلاح بدر الدين الذي يعيش في كردستان العراق أن "هناك قوات أجنبية في اطار التفاهمات مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبموافقة ومتابعة هيئة الأمم المتحدة وهي منتشرة في كل العراق ومن ضمنها بعض مناطق اقليم كردستان العراق وهي عبارة عن خبراء ومستشارين واختصاصيين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان وأستراليين وكنديين وغيرهم بالاضافة الى الطيران الحربي وبعضها يتمركز في قواعد متنقلة وشبه ثابتة".
وأضاف بعد أن أكد لنا أنه لا يتحدث بصفة رسمية أن "هناك أيضا قوات ومقاتلين يتبعون للحرس الثوري وفيلق القدس الايراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني متواجدون في المناطق التابعة لحكومة بغداد ومن دون أية علاقة لحكومة اقليم كردستان بذلك وقد ظهرت تلك القوات وأنشئت منذ أعوام اما مباشرة باسم فيلق القدس أو تحت أسماء متعددة مثل فيلق بدر وحزب الله العراقي والنجباء، ومن ثم تأطرت تحت عنوان ( الحشد الشعبي ) الذي قرر البرلماني العراقي قبل فترة اعتباره جزءا من القوات العراقية الرسمية تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة السيد العبادي رئيس الحكومة في بغداد وتتواجد تلك القوات على خطوط التماس مع قوات البيشمركة في بعض المحاور".
لا يوجد أي قوات أجنبية
وأكد بحسب اطلاعه كمتابع ومحلل سياسي " ليس هناك بإقليم كردستان العراق أية قوات أجنبية تقاتل داعش ماعدا المشار اليها أعلاه بالمعنى الحرفي للكلمة بل هناك نوعان من المقاتلين الأكراد من غير كرد العراق في أراضي الاقليم ولايعتبران بنظر حكومة الاقليم قوات أجنبية صرفة وكلاهما سبقا ظهور داعش –الأول من مقاتلي الكرد الايرانيين التابعين لبعض التنظيمات السياسية المتواجدين في الاقليم منذ عقود والنازحين من جور وظلم النظام الايراني في عهدي الشاه والجمهورية الاسلامية برضا أو سكوت سلطات الاقليم وليس لهم دور يذكر في محاربة داعش سوى بعض الحالات العابرة والثاني هو بيشمركة ( روز ) وهم عدة آلاف من كرد سوريا قسم منهم انشقوا من جيش النظام وقسم متطوع وهم جميعا يتبعون قيادة بيشمركة كردستان العراق ويقاتلون ضمن صفوفه ارهابيي داعش ويساهمون في توفير الأمن والاستقرار للاقليم".
اضافة الى ذلك أوضح أيضا "هناك مقاتلو – ب ك ك – المتواجدون منذ عقود في العديد من مناطق الاقليم من دون اذن وموافقة سلطات حكومة كردستان العراق وقد سبق وطالبت قيادة الاقليم ولمرات عديدة بمغادرتهم ولكن من دون جدوى خاصة وأن تلك القوات تتدخل في شؤون الاقليم الداخلية وتثير الفتن حاملة أجندة إقليمية خصوصا ايرانية وفي الفترة الأخيرة أبرمت صفقات مع حكومة بغداد منذ عهد المالكي ومؤخرا مع الحشد الشعبي وهي تحاول إثارة المشاكل ضد حكومة الاقليم وخصوصا في سنجار كما عملت منذ اندلاع الانتفاضة السورية على عزل الكرد السوريين عن الثورة ودعم نظام الأسد".
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الكردي ابراهيم ابراهيم في تصريح خَص به «إيلاف» عن المقاتلين الأجانب بشكل عام أن هناك مقاتلين كانوا مع داعش حصرا ثم تخلوا عن التنظيم ويتنقلون الى مناطق جغرافية أخرى .
تنظيم أممي ذات ايديولوجية ارهابية
وأوضح أنه "المعروف وعلى ضوء العديد من القراءات العربية والغربية أن هذا التنظيم الاٍرهابي هو تنظيم أممي ذات ايديولوجية ارهابية متطرفة وعابرة للحدود، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن هذا التنظيم يتواجد في أكثر المناطق فوضوية وعبثية حيث لا قوانين ولا أنظمة ولا دول . ولو لاحظنا و تابعنا تاريخ هذا التنظيم نجده انطلق من أفغانستان التي غابت الدولة عنها لفترة طويلة واجتمعت هناك جميع عناصرالارهاب عبر العالم في إطار تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن التي حكمت مساحات شاسعة هناك ، ثم جاء عام ٢٠٠٣ و انهارت الدولة العراقية وكان ذلك مرتعا لهذا التنظيم خاصة بعد التدخل الأممي في أفغانستان".
وأضاف " فعلا من هناك كانت الانطلاقة واستمرت وما زالت مع التأكيد أن وجود العناصر الأجنبية اقصد غير العربية قليل مقارنة بتواجدهم في سورية حيث كانت الحكومة التركية تقدم لهم تسهيلات دخولهم لسورية على خلاف العراق حيث هناك مناطق شمال سورية والعراق التي تفصل بين تركيا والعراق ، كما أن المختصين بشأن هذه الجماعات يؤكدون أن العناصر الأجنبية في هذا التنظيم تسللوا الى مؤسساتها وأجهزتها الإدارية والقيادية وهناك كثير من الأسماء المعروفة مثل الشيشاني وابو فلان الفرنسي والبريطاني و..و .". على حد قوله .
وأوضح أنه " هناك عدد قليل جدا قد تخلوا عن التنظيم وأخذوا جهات جغرافية اخرى وهناك من يتنقل الآن بين سورية والعراق نتيجة الضربات القوية التي يتلقاها التنظيم في كل من العراق وسورية ".
و نقل تصوره أن "نهاية هذا التنظيم يقترب عكس ما يتوقعه البعض والأيام والأشهر القادمة ستبين لنا ذلك" .
التعليقات