تحتفل مناطق مختلفة من العالم من بينها كردستان العراق والمناطق الكردية في تركيا وإيران وأفغانستان وغيرها من الدول بحلول عيد الربيع (نوروز)، الذي يصادف 21 مارس من كل عام.
ويجهز الناس بهذه المناسبة الأكلات الخاصة، ويرددون الاهازيج الشعبية، وتشعل النيران على قمم الجبال وفي الروابي والأماكن العامة.
وكانت النيران توقد سابقاً على اسطح المنازل في إشارة لحتمية انتصار النور على الظلام، فهو دليل على انتزاع الحرية.
ويشهد هذا اليوم اهازيج فرق الدبكة وتنظم المهرجانات الغنائية الشعبية، ويلقى الشعر الذي يتحدث عن الثورات ضد الطغاة.
ومن نشاطات هذا الاحتفال، القفز من فوق النار لتطهير وتجديد الروح للعام الجديد. كما أنه من الضروري تزيين الطاولات بالقماش والأساسيات، وهذا ما يسمى بالهافسين، والذي يعرف بـ"السين السبع". فيقوم المحتفلون بتزيين القماش بسبعة أشياء تبدأ اسماؤها بحرف السين باللغة الفارسية.. منها التفاح للجمال، والثوم للصحة.
وعيد "نوروز" له ما يميزه من حيث التوقيت، فهو الحد الفاصل بين الشتاء والربيع، والاسم مركب، ويتكون من كلمتي "نوى وروز" وتعني يومًا جديداً.
وتشير الدلالات التاريخية الى أن السومريين كانوا ينصبون ملوكهم وحكامهم بهذا التوقيت بسبب قداسته عندهم.
وفي عيد "نوروز" يخرج الناس للطبيعة ويحتفلون ببهجة، ولهذا فإن المنازل في إقليم كردستان وبقية المناطق الكردية في تركيا والعراق وإيران وسوريا وافغانستان ويوغوسلافيا ومقدونيا، تبدو خالية من سكانها، ويبلغ عدد الذين يحتلفون بـ"نوروز" حوالي 300 مليون شخص.
نوروز وقت للتجديد وتطهير النفس.. ولكن من أهم ميزاته الاحتفال به مع العائلة والأصدقاء.&
وتعود الاحتفالات بهذه المناسبة إلى أكثر من 2000 سنة مضت.
ودارت حول النوروز الكثير من الأقوال والحكايات والأساطير، منها من يقول بأن نوروز هو يوم هبوط النبي آدم (عليه السلام) على سطح الأرض، ونظراً لثراء تراث نوروز وتشعباته الميثولوجية وعمقه التاريخي، فقد قامت العديد من الأسر الأمبراطورية (كالاخمينية الفارسية والساسانية الكردية)، بدمج تاريخها مع تراث نوروز، واختطت لها تاريخًا خاصاً على هامش هذا التراث لتضفي لنفوذها هالة قوة مضافة لجذورها العميقة لدى شعوب البلقان وآسيا الوسطى والغربية.
&
التعليقات