بلغراد: يأمل رجل صربيا القوي الكسندر فوتشيتس الفوز من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الاحد لتعزيز هيمنته في مواجهة معارضة مفككة تدين ميله الى الاستبداد في الحكم.
وفي هذا البلد الواقع في البلقان والذي يبلغ عدد سكانه 7,1 ملايين نسمة، تبقى السلطة مرتبطة بقوة شخصية من يملكها.
وقد كانت الرئاسة شبه فخرية في عهد توميسلاف نيكوليت. لكن كما حصل في ظل بوريس تاديتش (2004-2012)، ستستعيد ألقها اذا فاز الكسندر فوتشيتس لانه مقتنع بانه المرشح الوحيد في معسكره القادر على تحقيق ذلك.
وقال القومي اليميني المتطرف فويسلاف شيشيلي ان "السلطة يجب الا تتركز باكملها بين يدي رجل واحد هو الكسندر فوتشيتس" الذي يشغل منصب رئيس الحكومة منذ 2014.
والرجلان يعرفان بعضهما جيدا اذ ان فوتشيتس (47 عاما) كان مساعدا قريبا لشيشيلي (62 عاما) خلال حروب البلقان الاخيرة.
لكن فوتشيتس تغير. فقد تبنى فجأة النظام الديموقراطي البرلماني في 2008 واصبح يفاوض حول انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي.
وكما فعل في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2016 وفاز فيها حزبه حزب التقدم الصربي (يمين الوسط)، وصف الاقتراع المقبل بانه "استفتاء للمستقبل" ولجأ الى عبارات مثل "انا او الفوضى" في اجواء من التوتر الشديد في منطقة البلقان.
- "لن يحكم اي سفير صربيا" -
حرص فوتشيتس على تأكيد دعمه للاتحاد الاوروبي خلال لقائه في منتصف آذار/مارس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
لكن في صربيا التي يشكل السلاف الارثوذكس غالبية سكانها، يميل جزء من السكان الى ترجيح كفة العلاقات التاريخية مع روسيا.
وهكذا توجه الكسندر فوتشيتس الى موسكو في الاسبوع السابق للانتخابات ليبحث مع بوتين في شراء ست طائرات "ميغ-29".
ويرد فوتشيتس على الاتهامات التي يوجهها له خصومه عبر وسائل الاعلام بتصريحات تنم عن شعبوية. وقال مثلا "بعضهم يملكون ملايين اليورو" التي دفعتها "بعض الدول الاجنبية". واضاف "لن يقود صربيا اي سفير"، بدون ان يسمي البلد الذي يعنيه.
ويصور تسجيل مصور لحملة فوتشيتس هذا الموقف: ففي غياب قبطان واضح ومحدد في قمرة القيادة، تبدو طائرة كتب عليها "صربيا 2017" وهي تتحطم.
وقالت الخبيرة السياسية يادرانكا يلنيسيتش ان "هذه الانتخابات تشكل وسيلة لالهاء الناس عن القضايا الجدية التي يمكن ان تهدد السيطرة على السلطة".
ويشير فوتشيتس الذي يرئس الحكومة منذ 2014 الى نجاحه الاقتصادي مع عودة الحسابات العامة ونمو بلغت نسبته 2,8 بالمئة في 2018 وهي نتائج رحبت بها وكالة موديز للتصنيف الائتماني التي رفعت علامة الدين السيادي للبلاد.
لكن معدل الاجور في صربيا الذي يبلغ اقل من 350 يورو يبقى من الاقل في اوروبا ومعدل البطالة التي تطال الشباب خصوصا يتجاوز ال15 بالمئة.
ويواجه فيتشيتس معارضة مشتتة ممثلة بعشرة مرشحين.
تشير استطلاعات الرأي الى ان المؤيدين لاوروبا ساشا يانكوفيتش وفوك يريميتش سيحصلان على عشرة بالمئة من الاصوات، مثل فويسلاف شيشيلي. وفي المستوى نفسه لوكا ماكسيموفتيش المشاغب الذي ابتكر شخصية وهمية تحمل اسم بيلي الساخرة من السياسيين.
وهدف كل هؤلاء هو اجبار فوتشيتس على خوض دورة ثانية للانتخابات الرئاسية في 16 نيسان/ابريل. وقال الخبير السياسي دوشان يانييتش ان هذه الدورة الثانية "ستنطوي على خطر" على رئيس الوزراء.
التعليقات