فاز رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتس في الانتخابات الرئاسية بنسبة مريحة، حسب التقارير الأولية الواردة من هناك. وينتمي فوتشيتس للحزب التقدمي الصربي، الموالي للاتحاد الأوروبي، وهو جناح منشق عن الحزب الراديكالي الصربي، الذي كان فوتشيتس أمينا عاما له في 1995، عندما وقعت مذبحة سريبرينيتسا. واستنادا إلى النتائج الأولية التي أعقبت عملية فرز الأصوات، التي انطلقت مساء الأحد، فاز فوتشيتس بنسبة 50 في المئة من الأصوات، مما يجنبه الدخول في جولة اعادة للانتخابات. وحقق منافسه الكبير ساسا يانكوفيتش 14 في المئة من نسبة الأصوات، بينما حلت المرشحة ليوبيسا بريليتاسيفيتش في المرتبة الثالثة. وتولى فوتشيتس (47 عاما) رئاسة الوزراء بعد فوز حزبه في انتخابات برلمانية فوزا ساحقا، في الانتخابات التي جرت في 2014، وحققت البلاد نموا اقتصاديا معتبرا منذ تعيينه في منصبه الحكومي. وكان فوتشيتس من القوميين الصرب، الذين عملوا تحت رئاسة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوزوفيتش في 1990. لكنه غادر صربيا في 2008، وعمل على تأسيس حزب أكثر اعتدالا مقارنة بالحزب الاشتراكي الصربي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق، وكان ذلك بمثابة القطيعة الحقيقية لفوتشيتس مع ماضيه القومي. وصرح فوتشيتس في 2012 في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الفرنسية بالقول: "لا أخفي أنني تغيرت وأنا فخور بذلك." ومع اعترافه وفخره بتغيير منهجه، إلا أن ماضيه لا يزال يلاحقه في حياته السياسية، إذ غادر احتفالات الذكرى العشرين لمذبحة سريبرينيتسا في 2015، عندما هوجم من طرف بعض المواطنين. وكان 8000 من مسلمي البوسنة والهرسك قتلوا في سريبرينيتسا على أيدي الجنود والمسلحين الصرب عام 1995. وكان فوتشيتس آنذاك عضوا في البرلمان الصربي، حيث اشتهر بقوله: "تقتلون صربيا واحدا نقتل 100 مسلم" وذلك بعد أيام فقط من وقوع تلك المذبحة. ودعا فوتشيتس في السنوات الأخيرة إلى المصالحة في البلاد، كما عاد إلى ذلك المكان الذي اقيمت فيه مراسم الذكرى العشرين للمذبحة ثم هوجم فيه، ووقف احتراما لأرواح الضحايا الذين قتلوا فيها. ويعد منصب رئيس بلاد شرفيا في صربيا، لكن يعتقد أن فوز فوتشيتس في الانتخابات الرئاسية، سيجعله أكثر تأثيرا في الحياة السياسية."لا أخفي أنني تغيرت"
- آخر تحديث :
التعليقات