كراكاس: تظاهرت المعارضة الفنزويلية المناهضة للرئيس نيكولاس مادورو الجمعة مطالبة باطلاق سراح "السجناء السياسيين"، بعد نحو شهر على بدء حملة الاحتجاج التي اوقعت حتى الان نحو ثلاثين قتيلا.

وتتزامن هذه التظاهرة الجديدة مع بدء الحكومة الفنزويلية التي تتعرض لضغوط دولية مكثفة، اجراءات الخروج من منظمة الدول الاميركية، احتجاجا على "تدخل" هذه المنظمة في الشؤون الفنزويلية.

وصباح الجمعة قامت شاحنات تابعة للحرس الوطني بقطع الطريق باتجاه سجن رامو فيردي قرب كراكاس حيث يمضي احد زعماء المعارضة ليوبولدو لوبيز حكما بالسجن 14 عاما بعد ادانته بالحض على العنف خلال موجة التظاهرات المناهضة لمادورو التي جرت عام 2014 واوقعت رسميا 43 قتيلا.

وقالت ليليان تينتوري زوجة الزعيم المعارض التي باتت من ابرز الوجوه المعارضة للتشافية نسبة الى الرئيس الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز "ان هذه التظاهرة باتجاه رامو فيردي سلمية وهادئة. لا نريد مواجهات ولا نريد عنفا ولا اطلاق نار. نريد التضامن مع الذين مثل ليوبولدو يقاومون".

والهدف من هذه الدعوة الى التهدئة تجنب حصول اعمال عنف، على غرار ما حصل خلال الاسابيع الاربعة الماضية من اعمال نهب ومواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين اوقعت 28 قتيلا ومئات الجرحى، في حين اعتقل نحو الف شخص غالبيتهم لفترة قصيرة.

وصباح الجمعة بدأت مجموعات المعارضة بالتجمع في مناطق عدة من العاصمة كراكاس استعدادا للتوجه الى رامو فيردي او الى مركز اعتقال اليكويدي التابع للاستخبارات الفنزويلية.

كما علم بان تظاهرات اخرى متوقعة امام سجون اخرى في كافة انحاء البلاد.

وقال نائب رئيس البرلمان، المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة منذ نهاية العام 2015 ،"اما ان ننجح بالوصول الى قبالة السجون او يقررون قمعنا، الا اننا لن نتوقف عن التقدم".

ويؤكد المعارضون لمادورو انه بعد موجة الاعتقالات الاخيرة التي شملت نحو مئة شخص بات عدد "المعتقلين السياسيين" نحو 170 الامر الذي لا تعترف به السلطات.

فيكسيت

وفي هذا البلد النفطي الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة، وحيث يرغب سبعة فنزويليين من اصل عشرة برحيل مادورو عن السلطة، تكثف المعارضة التظاهرات منذ الاول من الشهر الحالي للضغط باتجاه اجراء انتخابات عامة مبكرة قبل انتهاء مدة البرلمان الحالي في كانون الاول/ديسمبر 2018.

والشرارة التي اطلقت هذه الاحتجاجات هي قرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو، بالاستحواذ على سلطات البرلمان ما يجعل كل السلطات عمليا بايدي الرئاسة.

وامام الضجة التي اثيرت بوجه هذا القرار تراجعت المحكمة العليا عن قرارها بعد 48 ساعة. الا ان ذلك لم يخفف من الضغوط الداخلية والخارجية على مادورو.

وفي حين ان المعارضين ينددون بقمع الحكومة، يتهم مادورو المعارضة بارتكاب "اعمال ارهابية" تمهيدا للقيام بانقلاب واستدعاء تدخل اجنبي تحت اشراف الولايات المتحدة.

ووسط هذا الجو السياسي الملبد تباشر كراكاس الجمعة انسحابها من منظمة الدول الاميركية التي تتهمها ب"التدخل" ما دفعها الى تقديم طلب رسمي للخروج منها.

وتتخذ هذه المنظمة من واشنطن مقرا لها ويصف امينها العام لويس الماغرو، مادورو ب"الديكتاتور" ويدعو الى اجراء انتخابات وعقد اجتماع مصغر لوزراء خارجية عدد من دول هذه المنظمة لبحث الوضع في فنزويلا.

وقال الرئيس مادورو الخميس "للامبريالية اقول : كفى !! توقفوا عن التدخل بشؤون فنزويلا".

وبعد الاعلان عن هذا "الفيكسيت" تيمنا ب"البريكست" البريطاني، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان "فنزويلا في وضع فوضوي".

وبحثا عن تضامن معها تحاول السلطات الفنزويلية ايجاد دعم من مجموعة دول اميركا اللاتينية ودول الكاريبي لعقد اجتماع في الثاني من ايار/مايو في السلفادور "لمواجهة المضايقات الدبلوماسية التي تتعرض لها فنزويلا".

وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية دلسي رودريغيز انها ستكشف خلال هذا الاجتماع "مجموعة الدول التي ستشارك في الحوار حول فنزويلا" الذي يريده مادورو بالتعاون مع الفاتيكان.

وكانت جرت محادثات سابقة في كانون الاول/ديسمبر 2016 بحضور ممثلين عن الكنيسة فشلت بالتوصل الى نتيجة.