تعتزم حكومة اقليم كردستان تشكيل قوة عسكرية نظامية وإحترافية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع فريق من المستشارين والخبراء الدوليين في المجال العسكري، فيما يؤكد رئيس الحكومة بأن بغداد أخفقت في حماية البلاد من المخاطر والتهديدات.

وذكر بيان صادر اليوم الأحد عن حكومة الاقليم حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن اجتماعا عقد اليوم بين حكومة الاقليم ترأسه نيجرفان بارزاني وبمشاركة المسؤلين العسكريين في قوات البشمركة مع فريق إستشاري دولي في المجال العسكري، حيث تمت مناقشة مشروع يهدف الى تشكيل قوة عسكرية إحترافية ومهنية لقوات البشمركة في المستقبل.

ونقل البيان عن نيجرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم قوله خلال الاجتماع بأن الاقليم ركز عقب سقوط النظام السابق عام 2003 على مسيرة الاعمار والبناء في المدن دون الالتفات الى تشكيل قوة عسكرية، في حين أن حكومة الإقليم كانت تنتظر أن تأخذ الحكومة المركزية في بغداد على عاتقها حماية البلاد من أي تهديدات قد يتعرض لها العراق، الا أن بغداد أخفقت في مهمتها عندما هاجم مسلحو تنظيم داعش العديد من المناطق والمحافظات العراقية عام 2014 حسب تعبيره.
&&
فشل بغداد في حفظ الأمن

وأكد البيان بان تلك التغييرات أدت الى تقلبات في المعادلات و التوازنات السياسية والعسكرية التي كانت تشهدها العراق والمنطقة سابقا، لذا تبادر &حكومة الإقليم بتشكيل قوات نظامية ومحترفة في الاقليم، في وقت فأن قوات البشمركة تنقسم الى قسمين رئيسيين بين الحزبين الحاكمين " الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني و الإتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني.

من جانبه أكد سيروان بارزاني قائد محور مخمور كوير في حديث لـ"إيلاف"، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تولي إهماما كبيرا بقوات البشمركة وأشادت بالإنتصارات التي حققتها تلك القوات على مسلحي تنظيم داعش في أكثر من جبهة، بل تعتبر البشمركة بأنها القوة الوحيدة على الأرض التي هزمت وسحقت داعش، متهما الحكومة المركزية بتجاهل المستحقات المالية للقوات الكردية التي تمكنت من تحرير أراض واسعة في العراق.

كما أشار قائد محمور كوير مخمور الى أن حكومة الإقليم ترى توحيد البشمركة وإعادة تنظيم الهيلكة السعكرية للقوات الكردية أمرا ضروريا في المرحلة الراهنة. &

يذكر أن الادارة الاميركية قد قررت في وقت سابق تشكيل لوائين لقوات البشمركة في اقليم كردستان بالاضافة الى تسليح اللوائين بالاسلحة والمعدات العسكرية الحديثة، وذلك مع استمرار المواجهات العسكرية بين قوات البشمركة وتنظيم داعش حيث تمكنت البشمركة من استعادة العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة التنظيم منذ 2014.

المساعدات الأميركية للبشمركة

وكانت الإدارة الأميركية السابقة أبرمت في الثاني عشر من يوليو / تموز عام 2016 مذكرة تفاهم مع حكومة إقليم كردستان، وتقضي بموجبها واشنطن مساعدات عسكرية ورواتب لقوات البشمركة الكردية.

تعقيبا على التعاون العسكري بين حكومة الإقليم والفريق العسكري الدولي أكد باسل الكاظمي الخبير العسكري في تصريح لإيلاف أن الجانب الأميركي يعتمد منذ بداية الحرب ضد تنظيم داعش على القوات الكردية، مشيرا الى أن المساعدات المالية والعسكرية &التي تقدمها وشنطن للبشمركة في الظرف الراهن إنما هي بمثابة رسالة سياسية سيما وأن المسؤولين في حكومة الإقليم أثاروا قضية الإنفصال عن العراق مؤخرا.

يشار الى أن قوات البشمركة، خاضت خلال السنتين الماضتين معارك طاحنة ضد مسلحي تنظيم داعش مايسمى "الدولة الإسلامية"، بعد أن إستولى على مساحات واسعة من الأراضي العراقية في شمال البلاد.

حروب داخلية

ودخلت قوات البشمركة في حروب مع قوات الحكومات العراقية المتعاقبة في مراحل متعددة، كما إنخرطت فصائلها في اقتتال داخلي فيمابينها في تسعينيات القرن الماضي خاصة بين الحزبين "الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني"، ليوقع الجانبان بعد سنوات من الحرب الداخلية اتفاقية واشنطن عام 1998، وكانت تلك &تعتبر بداية علاقة تعاون مع الولايات المتحدة والقوات الكردية، فكلا الطرفين كان يعارض الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين.

التعاون الأميركي الكردي

كما واصلت القوات الأميركية، بعد دخولها العراق واسقاط نظام صدام، تعاونها مع البشمركة في مجالات تدريب المقاتلين وإجراء عمليات أمنية وعسكرية مشتركة في مختلف أرجاء المنطقة.