تبادل المرشحون الستة لانتخابات الرئاسة الإيرانية الاتهامات بالفساد وإساءة إدارة الاقتصاد في آخر مناظرة من سلسلة مناظرات تلفزيونية قبيل موعد التصويت الأسبوع المقبل.
وشكل موضوع الاقتصاد محور مناظرة الجمعة، حيث منح الركود الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة ذخيرة قوية للمرشحين المحافظين لمهاجمة الرئيس حسن روحاني.
وركز روحاني، هجومه على منافسه إبراهيم رئيسي، رجل الدين المحافظ الذي ينظر إليه على أنه مرشح التيار المتشدد الرئيسي.
وتشير استطلاعات رأي غير رسمية إلى أن رئيسي جاء ثانيا في ترتيب اختيارات الناخبين بعد روحاني ولكن بفارق كبير بينهما.
واتهم روحاني رئيسي، الذي كان يشغل منصبا قضائيا رفيعا، بالتغاضي عن الفساد في حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد.
وقال روحاني إن العديد من رجالات الحكومة السابقة يعملون في مقر حملة رئيسي الانتخابية لذا فإن حججه ستكون في الغالب هي نفس ما تقدم به أحمدي نجاد، في إشارة إلى استعارة رئيسي بعض أفكار الجدل بين روحاني وأحمدي نجاد في 2005 و 2013.
وتساءل روحاني مخاطبا رئيسي "كيف تمكن الأمريكيون من حجز 3.6 مليار دولار من أموال الشعب الإيراني في 1386 و1387 (ما يعادل 2008 و 2009 بالتقويم الميلادي) وكان لدينا 10 اشهر لإعادة هذه الأموال والسندات (إلى إيران قبل حجزها)؟ وما الذي فعلته في القضاء وفي دائرة التفتيش العامة التي كنت ترأسها؟ وما الذي فعلته عندما أعطيت صفقات نفطية لشخص فاسد في ظل الحكومة السابقة؟".
ويركز رئيسي في حملته الانتخابية وفي تصريحاته على الوصول إلى جمهور الناخبين الفقراء والمحافظين دينيا.
وقال رئيسي "لقد زاد الفقر مع هذه الحكومة من نسبة 23 في المئة إلى 33 في المئة. ويجب أن نزيد المساعدة المباشرة للفقير".
واتهم حكومة روحاني بأنها زادت الإعانات الحكومية في الدقيقة الأخيرة لكسب أصوات الناخبين.
وقال عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، المرشح الذي يحظى بدعم التيار المتشدد إن "البلاد تواجه أزمة اقتصادية، مع بطالة وركود وتضخم. والشجرة التي لم تثمر طوال أربع سنوات لن تعطي أي شيء أيجابي في المستقبل".
وأضاف "لقد أغلقت عشرات الآلاف من المصانع لدينا وتواصل أخرى اغلاق ابوابها".
وكان قاليباف، الطيار والقائد السابق في القوة الجوية التابعة للحرس الثوري والذي يعد أصغر المرشحين سنا (55 عاما)، حل ثانيا بعد روحاني في انتخابات عام 2013 وحصل على 16 بالمئة من مجموع الأصوات.
ورد روحاني بالدفاع عن جهوده لتحسين الاقتصاد الإيراني، قائلا إن الاتفاق بشأن برنامج بلاده النووي أنهى العقوبات المفروضة عليها وجلب مردودات غير متوقعة من المبيعات النفطية خلال العام الماضي يمكن استثمارها الآن".
وأضاف "نريد أن نخصص 15 مليار دولار للاستثمار ... و3 الى 5 مليارات لدعم الفقراء والمحتاجين".
وتبادل قاليباف والمرشح الإصلاحي ونائب الرئيس الحالي، اسحق جهانغيري، اتهامات شديدة اللهجة ووصم أحدهما الآخر بالفساد وتقديم وعود فارغة.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن جهانغيري إنما رشح نفسه لمساندة الرئيس الحالي ولتوفير صوت معتدل اضافي خصوصا في المناظرات المتلفزة التي تتسم بخطاب عدواني.
وقال جهانغيري "يجب أن ندقق في كم من تصريحات المرشحين العديدة كان حقيقيا أم أنه مجرد شعارات لخداع الناس".
واتهم عمدة طهران ببيع عقارات بأسعار مخفضة لأشخاص مقربين منه.
ورد قاليباف بالإشارة إلى أن نائب الرئيس نفسه كان حصل على بيوت كبيرة بأسعار رخيصة.
وبدا هجوم قاليباف معدا مسبقا، إذ ظهرت بعد دقائق من كلامه على وسائل التواصل الاجتماعي ما وصف بوثائق قيل أنها تسند مزاعمه.
التعليقات