عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعات في جزيرة صقلية الإيطالية مع قادة الاقتصادات الكبرى في أول قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع تُجرى في عهده.
ويناقش الزعماء قضايا السياسة الخارجية والأمن، وهي الاجتماعات التي يُخيم عليها التفجير الانتحاري المميت الذي استهدف مدينة مانشستر شمالي انجلترا.
ويتوقع أن يُثار نقاش حاد بشأن قضايا من بينها التجارة والتغير المناخي، وهي القضايا ذاتها التي ناقشها ترامب بالفعل في المحادثات التي أجراها مع القادة الأوروبيين في بروكسل يوم الخميس الماضي.
وتوقع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن تشهد قمة الدول الصناعية الكبرى محادثات صعبة.
وقال تاسك، بعد انطلاق أعمال القمة في بلدة "تاورمينا" الصغيرة في جزيرة صقلية الإيطالية، :"مما لا شك فيه أن هذه ستكون أصعب قمة لمجموعة السبع الكبرى منذ سنوات."
وتضم مجموعة السبع الكبرى كلا من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، بينما يوجد في القمة ممثل للاتحاد الأوروبي.
وهذه هي أيضا القمة الأولى للدول السبع منذ انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا وتيريزا ماي رئيسة للوزراء في بريطانيا وباولو جينتيلوني رئيسا للوزراء في إيطاليا.
ويقول مراسل بي بي سي في صقلية جيمس لانديل إنه بعد أن انتقد ترامب مؤخرا قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو" بسبب عدم الإنفاق بشكل كاف على الدفاع، فإن الرئيس الأمريكي من المتوقع تماما أن يوجه انتقادات مماثلة لنظرائه في مجموعة الدول السبع.
ويضيف مراسلنا بأنه سيكون من الضروري التوصل لاتفاق حول ضرورة بذل المزيد من الجهود للتصدي للتطرف، وستُجرى أيضا نقاشات جادة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بشأن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية.
وهناك حالة من القلق لدى قادة الدول السبع الكبرى من أن الرئيس الأمريكي ربما يعزز من السياسة الحمائية.
ونقلت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية عن ترامب قوله خلال اجتماعه مع رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر يوم الخميس إن الألمان "سيئون جدا" في مبيعاتهم من السيارات للولايات المتحدة وتعهد "بوضع حد لذلك".
ووصف يونكر بعد ذلك هذه التقارير الإعلامية بأنها مبالغ فيها، وقال إنه "ليس صحيحا أن الرئيس (ترامب) تبنى نهجا عدوانيا."
وكان ترامب هدد خلال حملته الانتخابية بفرض ضرائب جمركية ردا على وجود فائض تجاري هائل لألمانيا مع الولايات المتحدة، وقال إن برلين مدينة "بمبالغ مالية كبيرة" للولايات المتحدة والناتو.
وفي تصريح له قبيل القمة، سعى غاري كوهين المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إلى توضيح موقف الرئيس.
ونقلت عنه وكالة رويترز قوله: "ما يعنيه الرئيس بتجارة حرة ومفتوحة هو أننا سنتعامل معكم بنفس الطريقة التي تتعاملون به معنا، أي أنه إذا لم تفرضوا حواجز على التجارة أو لن تفرضوا رسوما، فلن نفرض رسوما".
التغير المناخي
ويطالب قادة الدول السبع الكبرى من ترامب عدم التخلي عن اتفاقية باريس للمناخ التي وقعت عام 2015 من أجل مكافحة التغير المناخي، وسيرفض الخطوات التي تهدف إلى الحد من الحمائية في التجارة الدولية.
وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، لكنه أرجأ هذا القرار منذ ذلك الحين.
وأشار كوهين إلى أن ترامب سيحدد موعد ذلك حينما يعود إلى واشنطن بعد انتهاء القمة.
ماذا عن هجوم مانشستر؟
تُعقد هذه القمة بعد أيام فقط من التفجير المميت الذي وقع يوم الاثنين الماضي في مانشستر وأودى بحياة 22 شخصا بينهم أطفال.
ويتوقع أن تحض رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زعماء العالم على بذل المزيد لمحاربة التطرف الإلكتروني، مشيرة إلى أن القتال ضد ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "بدأ ينتقل من ساحة المعارك إلى الانترنت."
ودعت الحكومة البريطانية شركات التكنولوجيا إلى بذل المزيد من الجهود لإزالة محتويات الكراهية من شبكاتها ومن بينها الدعايا التي يبُثها المتطرفون والإرشادات المتعلقة بوسائل تصنيع القنابل.
ومن المتوقع أن تقود ماي النقاش يوم الجمعة بشأن قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، لكنها ستختصر زيارتها ولن تحضر باقي النقاشات يوم السبت.
قضية كوريا الشمالية
وناقش الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التهديد النووي والصاروخي لكوريا الشمالية.
واتفق الزعيمان على "تعزيز العقوبات على كوريا الشمالية من بينها تحديد ومعاقبة الكيانات التي تُدعم برامج الصواريخ الباليستية والنووية لكوريا الشمالية"، حسبما ذكر بيان للبيت الأبيض.
تعزيز دفاع الناتو
وفي كلمة له أمام قمة للناتو في بروكسل يوم الخميس، حذر ترامب جميع الأعضاء في الحلف بضروة تقديم المزيد من المساهمة المالية في قضايا الدفاع.
وتُعد إسهامات دول الناتو هي إسهامات تطوعية ونسبة الإنفاق العسكري المُقدرة باثنين في المئة هي نسبة استرشادية فقط، لكن الولايات المتحدة تخشى من أن الدول الأعضاء لا تقدم أموالا كافية في هذا الإطار.
ووافق الناتو على أن تقدم الدول الأعضاء تقريرا سنويا بشأن الإنفاق الدفاعي إلى الحلف.
وأوضح الحلف العسكري أنه سيلعب دورا أكبر في الحملة ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، لكن فرنسا وألمانيا أكدتا على أن هذا التحرك هو تحرك رمزي في الغالب.
التعليقات