اتهمت رئاسة إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني رئيس الوزراء العراقي السابق نائب الرئيس العراقي نوري المالكي بتحويل العراق إلى أكبر دولة فاسدة وطائفية في العالم، وقال إن مصيره سيكون في مزبلة التاريخ.

إيلاف: هاجم أوميد صالح المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان بزعامة مسعود بارزاني بشدة الثلاثاء المالكي إثر تصريحات له نشرتها اليوم صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، مؤكدًا أنها تدخل ضمن "الدعاية لنفسه قبل إجراء الإنتخابات العامة" في إبريل المقبل، فهو تعود على توظيف معاداة شعب كردستان في الدعاية الانتخابية، "لكن لا هو ولا من يتبعونه لهم أهمية لدينا، كما إن رأيهم لا قيمة له عندنا".

أضاف في بيان صحافي الثلاثاء تابعته "إيلاف" قائلًا: "لا نعلم كيف يستطيع شخص جاء بكل هذه المشاكل والكوارث والإرهاب إلى العراق أن لا يخجل من نفسه، ويتحدث، فقد كان عليه أن ينهي حياته بسبب ما حلّ بالبلد، أو على الأقل يخفي نفسه عن أعين الشعب العراقي، فهو الشخص الذي حوّل العراق إلى أكبر دولة فاسدة في العالم، وحوّله أيضًا إلى بلد طائفي، وقتل إبان حكمه مئات العراقيين، سواء كانوا من المثقفين أو من أبناء المذهب السني، وكان هو الشخص الذي لا يعرف الوفاء بعهده أو بإمضائه، ومستعد ليخلف وعده بكل بساطة، فهو شخص بعيد عن المروءة والإنسانية".

وزاد: "نحن نسأل المالكي ماذا قدمت إلى العراق؟ غير الخمسمائة مليار دولار التي كانت بيدك، والتي صرفت نصفها على مسائل النهب والفساد. وأما النصف الآخر فقد كان لتدمير العراق". وقال: "لقد تجاوز هذا الشخص مهددًا في تصريحاته الشعب الكردستاني ونقول له من هنا هذه هي الساحة وجرب بنفسك إن كنت تريد ذلك فقد جرب الكثير من الأعداء أنفسهم أمام إرادة الشعب الكردستاني، إلا أنهم فشلوا من أن ينالوا منها".

وبيّن أن "الدستور العراقي قد أكد وبشكل واضح أن الإلتزام بالدستور هو شرط لكي يبقى العراق موحدًا، والمالكي قد تجاوز على الدستور في فترة ولايته السوداء، فلو كان يحترم الدستور وحقوق المواطنين لما كنا نمر بكل هذه الأزمات والكوارث التي حلت بنا، ولذلك لا يحق لمن تجاوز على الدستور أن يتحدث عن الدستور أو أن يزايد عليه".

وأكد المتحدث مخاطبًا المالكي "أن الاستقلال حق من حقوق شعب كردستان، والمالكي ليس في مقام يسمح له بالحديث عنه، وليعرف جيدًا بأن كل كردستاني، وكل الأطراف الكردستانية موحدون، ولديهم موقف واحد حيال الاستقلال، وإذا كان فرحًًا بفقدان نفر من الكرد لإرادتهم، فليطمئن إلى أن مكانه ومكان هذا النفر في النهاية سيكون مزبلة التاريخ".

المالكي يتهم بارزاني بالعمالة لإسرائيل
وكان المالكي هاجم في تصريحاته رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قائلًا: "يود بارزاني في يوم من الأيام، أن تتيسّر الظروف ويشكل الدولة الكردية الكبرى واقتطاع أجزاء من سوريا وإيران والعراق وتركيا".. مستدركًا بالقول: "إلا أن المعطيات المحيطة لا تسمح بتصرف مماثل، ومن حق الدول على الأقل علنًا ألا تؤيد هذا التصرف، باستثناء إسرائيل، فهو يعتمد على إسرائيل في كل سياساته وفي كل مخططاته" بحسب قوله.

وانتقد المالكي التعاون والتنسيق بين أربيل وبغداد في معركة الموصل بالقول إن رئيس إقليم كردستان ومنذ بدء عمليات استعادة الموصل استولى على 12 وحدة إدارية في الموصل من أقضية ونواحٍ وسط صمتٍ حكومي.. مضيفًا أنه ليس هناك اعتراض من الحكومة على تصرفاته، هو يقرر ويتمدد، كما يقرر ويفعل غيره في الجنوب.

وبالنسبة إلى الاستفتاء في كركوك، أبدى المالكي معارضته له بشدة قائلًا: "ليس من حق بارزاني أن يجري استفتاءً على الانفصال أو تقرير المصير.. لا توجد في دستورنا كلمة تقرير مصير". وأشار إلى أن الكرد قرروا مصيرهم بهذا الدستور وصوّتوا عليه والدستور يقول: العراق جمهورية اتحادية فيدرالية، وهم جزء من جمهورية العراق الفيدرالية". &

وادّعى المالكي أن "كردستان أصبحت منبتًا لكل الشركات والمخابرات الإسرائيلية، وللأسف ترى يوميًا الأطياف تأخذ وفودًا وتسافر إلى أربيل. أما مسعود نفسه فلا يكلف نفسه، ويأتي إلى بغداد، ويصرح دائمًا، ويتحدى العاصمة ويبيع النفط كما يشاء".. إلى أنه "لا يُسمع كلمة رفضٍ من الحكومة أو من القوى السياسية هذه هي المشكلة التي نواجهها الآن".. مهددًا باستخدام القوة ضد إقليم كردستان بالقول: "إن اقتضى الأمر يجب أن يُردع بالقوة".

يذكر أن بارزاني كان من أشد الرافضين للتجديد للمالكي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة العراقي عقب الانتخابات العامة التي شهدها العراق عام 2014.
&