إيلاف من لندن: نأى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنفسه اليوم عن اتخاذ موقف إلى جانب أي من طرفي الأزمة التي تشهدها المنطقة لكنه عبر عن الاسف للأزمة الحالية بين قطر وعدد من الدول العربية رافضا عبور قوات الحشد الشعبي للحدود العراقية مع سوريا.

وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع الاسبوعي لحكومته في بغداد اليوم أنه يأسف للتوترات الحاصلة بين الامارات والسعودية والبحرين ومصر مع قطر. وأضاف أن العراق يشعر بالاسف لهذه الخلافات التي عصفت بالمنطقة مؤخراً.

 وأشار إلى أنّ دول المنطقة أيقنت أن لا دولة بمعزل عن خطر الإرهاب.. مؤكدا استعداد بلاده للتعاون مع أية دولة تريد القضاء على الإرهاب.. مشددا على ان الإرهاب لا يستهدف جهة أو طائفة بعينها بل يسعى لاستهداف الحياة بكل أشكالها. وأوضح أن "العراق والكويت نجحا في إعادة التوازن لحل المشكلات العالقة بينهما".

وكان نائب الرئيس أياد علاوي قال أمس إنه "من المؤسف حقا ان تتراجع الاوضاع العربية إلى الحد الخطير الحالي حيث بدأ هذا التداعي مع الحرب العراقية - الايرانية وما رافقها من انقسام الصف العربي بين دول مؤيدة لايران واخرى مؤيدة للعراق وتلا ذلك تداع اكبر عندما غزا النظام العراقي الكويت الشقيق واليوم نرى ما يحصل في مجلس التعاون الخليجي من توترات تنذر بنتائج غير محمودة ان استمرت".

يذكر أنه في اجراءات ضد السياسات القطرية في المنطقة ودعمها للارهاب فقد قطعت دول البحرين والسعودية والإمارات ومصر واليمن ثم ليبيا وجزر القمر الاثنين العلاقات الدبلوماسية معها حماية لأمنها الوطني فيما أبدت وزارة الخارجية القطرية أسفها لقرارات قطع العلاقات الدبلوماسية معها.

رفض عبور الحشد لحدود العراق مع سوريا

وأكد العبادي رضه لعبور قوات الحشد الشعبي للحدود العراقية إلى الااضي السورية لدعم نظام الرئيس بشار الاسد حشد الشعبي وقال ان القوات العراقية والحشد الشعبي دخلت مرحلة فرض السيطرة على الحدود العراقية السورية.

واضاف ان العراق يقوم حاليا بفرض سيطرته على الحدود العراقية السورية البالغ طولها 605 كيلومترات.. لكنه شدد بالقول "لن يُسمح لأحد بتجاوز هذه الحدود لان العراق لا يريد الدخول بنزاع في داخل الأراضي السورية. 

وجاء رفض العبادي هذا بعد تهديدات اطلقها عدد من قادة المليشيات الشيعية المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي التي تخوض معارك ضد تنظيم داعش في المناطق الممتدة بين غرب الموصل والحدود مع سوريا حيث تمكنت الاحد الماضي من تحرير قضاء البعاج الاستراتيجي ثاني اكبر الاقضية العراقية وتقوم حاليا بتأمين هذه الحدود جنوبا حتى معبر التنف الحدودي السوري مع العراق.

وأشار العبادي إلى أنّ العمليات المسلحة مستمرة لحماية غربي الأنبار وإحباط أي هجوم لداعش.. واوضح ان القوات العراقية استخدمت القنابل الدخانية وليست القنابل الكيمياوية في الموصل بعكس ما اشيع من اجل منع تنظيم داعش من رؤية وتتبع حركة القوات الامنية وذلك ردا على معلومات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي عن استخدام القوات لقذائف الفسفور هناك ما ادى إلى مقتل عشرات المدنيين.

واكد العبادي عودة الحياة الطبيعية إلى الساحل الأيسر من الموصل الذي انتزعته القوات العراقية من سيطرة داعش في 24 من يناير الماضي. وقال "أبشر طلبة محافظة نينوى بافتتاح جامعة الموصل قريبا".. مشددا على ان حماية المدنيين والقوات المشتركة أولوية في عمليات التحرير.

بارزاني إلى بغداد

وكشف رئيس الوزراء العراقي عن زيارة قريبة إلى بغداد سيقوم بها رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني للتباحث حول الإتفاقات التي تمت بين حكومة إلاقليم وشركة روسنفت الروسية مطلع الاسبوع الحالي.

وأوضح العبادي ان هناك وفد آخر من محافظة السليمانية سيقوم بزيارة إلى بغداد وسيكون جزء من أجندة هذه الزيارة لبحث مكافحة الإرهاب. واكد على ضرورة استمرار المفاوضات بين بغداد وبين الأحزاب والاطراف السياسية في إقليم كردستان للوصول إلى تفاهمات تفضي لحل القضايا العالقة.

وأشار العبادي إلى اهمية التنسيق بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الاقليم في اربيل قائلاً "لولا التنسيق بين اربيل وبغداد لما تمكنا من تحرير مناطق مدينة الموصل".

إلغاء اسم محافظة لمعركة انتصر فيها العرب على الفرس 

وخلال جلستها الاسبوعبة برآسة العبادي فقد اتخذت الحكومة العراقية عدة قرارات تتعلق بالشأن الداخلي وقرر تغيير اسم اثنين من محافظات البلاد الثمانية عشر. 

فقد صوت وزراء الحكومة لمشروع قانون تبديل اسم محافظتي القادسية (180 كم جنوب بغداد) والتأميم (255 كم شمال شرق بغداد) إلى محافظتي الديوانية وكركوك. وكانت السلطات العراقية اطلقت اسم التأميم على محافظة كركوك في اعقاب قرار تأميم النفط العراقية بداية سبعينات القرن الماضي نظرا لاحتوائها على ابار نفطية عدة ومخزون نفطي هائل.

كما اطلقت السلطات انذاك ايضا على محافظة الديوانية اسم محافظة القادسية تيمنا بمعركة القادسية احدى أحد معارك الفتح الاسلامي لبلاد فارس والتي وقعت في 13 شعبان عام 15 للهجرة المصادف إلى 16 نوفمبر عام 636 ميلادي بين المسلمين بقيادة سعد بن ابي وقاص والامبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في منطقة القادسية وانتهت بأنتصار المسلمين ومقتل رستم وشكلت أحدى أهم المعارك لفتح العراق.