بيروت: أحرزت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن تقدما الاربعاء داخل احياء مدينة الرقة على حساب تنظيم داعش وذلك غداة اعلانها بدء "المعركة الكبرى" للسيطرة على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا.

ودخلت قوات سوريا الديموقراطية الثلاثاء الى مدينة الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب بعد اشهر من المعارك سيطرت خلالها على مناطق واسعة في محافظة الرقة (شمال)، وقطعت طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من محاور عدة.

وأصبحت الرقة منذ سيطرة التنظيم المتطرف عليها في 2014، رمزا لاساليب الترهيب والممارسات الوحشية التي يستخدمها ومركزا من اجل التخطيط لاعتداءات قام يتنفيذها في الخارج. وتعد الرقة اضافة الى مدينة الموصل في العراق احد اركان "الخلافة" التي اعلن عنها منذ نحو ثلاثة اعوام.

وتمكنت القوات، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن، صباح اليوم من "اقتحام مدينة الرقة من الجهة الشرقية وتحرير حي المشلب ومن الجهة الغربية ايضا بعد تحرير قلعة هرقل" بحسب قيادة حملة "غضب الفرات" الهادفة الى السيطرة على مدينة الرقة.

واشار المرصد الى وقوع "اشتباكات داخل حرم الفرقة 17 وبمحيطها" التي تبعد نحو 2 كلم شمال الرقة، الا ان التنظيم زرع الغاما في المنطقة بشكل كثيف.

المدنيون محاصرون
وذكر المرصد ان طائرات التحالف شنت غارات كثيفة على المدينة خلال الليل. واسفرت احدى الضربات التي شنها التحالف الثلاثاء على المدنية عن مقتل 8 مدنيين بينهم ثلاثة اطفال ، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

وسجل ارتفاع في عدد القتلى المدنيين اثر الغارات التي يشنها التحالف منذ ان اطلقت القوات عملياتها، وقتل الاثنين 21 مدنيا على الاقل كانوا يحاولون الفرار عبر اجتياز نهر الفرات على متن قوارب انطلقت من الأحياء الجنوبية لمدينة الرقة.

ويقطن في المدينة حاليا نحو 160 الف شخص فيما كان يبلغ عدد سكانها قبل اندلاع النزاع في عام 2011 نحو 300 الف نسمة، بحسب احصاء للامم المتحدة. وفر الالاف من المدينة خلال الاشهر الاخيرة نحو مناطق اخرى من المحافظة او لجأوا الى مخيمات اقيمت على عجل في المناطق التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية.

وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ديفيد سوانسون ان نحو 100 الف شخص "قد يجدوا انفسهم محاصرين" خلال الهجوم. وعبرت لجنة الانقاذ الدولية الثلاثاء عن "قلقها حول امن المدنيين في الرقة" اثر انخفاض عدد الاشخاص الذين نجحوا بمغادرة المدينة في الاسبوع الماضي. ويشير هذا الانخفاض الى ان التنظيم يريد ان يستخدم المدنيين "دروعا بشرية"، بحسب المنظمة.

عمل عدواني
وحصدت قوات سوريا الديموقراطية سلسلة من النجاحات منذ ان أطلقت عمليتها من اجل استعادة الرقة في نوفمبر الماضي ومن بينها سيطرتها على سد الطبقة في مايو والواقع في غرب الرقة. واعلنت هذه القوات الثلاثاء بدء "المعركة الكبرى" للسيطرة على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش.

ونبه المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف تاونسند في بيان الى ان "معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكن الهجوم سيشكل ضربة حاسمة لفكرة الخلافة المتمثلة" بتنظيم داعش.

وأكد ان التحالف سيواصل دعمه لقوات سوريا الديموقراطية خلال المعركة الرامية لدحر التنظيم من معقله في شمال سوريا. ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في معركتها، ان كان عبر الغارات الجوية او التسليح او المستشارين العسكريين على الارض.

وفي جنوب شرق البلاد وجه التحالف الدولي، من جهة اخرى ضربة جديدة لقوات موالية للنظام السوري قرب التنف، في منطقة غير بعيدة من الحدود العراقية والاردنية.

واعلن التحالف في بيان ان المجموعة المستهدفة كانت مؤلفة "من اكثر من ستين مقاتلا" من القوات الموالية للنظام مزودين "دبابة ومدفعية" وكانت تشكل "تهديدا" لقوات التحالف الموجودة في التنف. وذكر المرصد ان الضربة أسفرت عن مقتل 17 عنصرا من قوات النظام.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان الاعتداء ادى "إلى ارتقاء عدد من الشهداء وبعض الخسائر المادية" دون ان تحدد حصيلة القتلى. ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء الضربات التي وجهها التحالف الدولي لقوات موالية للنظام السوري قرب موقع للجيش، معتبرا انها "عمل عدواني" ضد القوات "الاكثر فاعلية" ضد تنظيم داعش.

وهي المرة الثانية التي يقصف فيها التحالف في هذه المنطقة قوات موالية للنظام. وكان شن ضربة أولى في 18 مايو قال انها استهدفت قافلة لمقاتلين موالين للنظام، الا ان دمشق أعلنت اثر ذلك ان الضربة استهدفت "احدى النقاط العسكرية للجيش السوري".