يواصل الإعلام الرقمي صعوده وتألقه في مقابل وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون والسينما والصحف، هذا فيما تهاجر المزيد من الشركات نحو الإنترنت للترويج لمنتجاتها، وحسب التقديرات الحديثة فإن مبيعات الإعلانات على الإنترنت تجاوزت نظيرتها التلفزيونية هذا العام للمرة الأولى.

دراسة أعدّتها شركة «زينيث» العالمية المتخصصة تبين أن الإنفاق العالمي على الإعلانات عبر الإنترنت ينمو بمعدل 13 في المائة ليبلغ 205 مليارات دولار خلال العام الحالي، في حين سيبلغ حجم الإنفاق على الإعلان التلفزيوني 192 مليار دولار.

وبذلك يبقى لكل الوسائل الأخرى مثل الصحف المطبوعة والسينما والراديو وإعلانات الطرقات وغيرها 155 ملياراً فقط، علمًا بأن إجمالي سوق الإعلانات على اختلاف الوسائط التي تستخدمها يقدر بنحو 555 مليار دولار في 2017، وأضافت الدراسة أن «الإعلان عبر الإنترنت سيستقطب 37 في المائة من مجمل الإنفاق الإعلاني حول العالم، مقابل نسبة 34 في المائة في 2016».

في غضون ذلك، يشهد الإعلان عبر الصحف انكماشاً بنسبة 5 في المائة مع تراجع انتشار الصحف الورقية وتوزيعها.

وكان نمو الإعلانات الرقمية في 2016 نحو 17 في المائة مدفوعاً بأحداث رياضية عالمية كبيرة، كما بحملات الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويعود السبب وراء ذلك أن إعلانات الإنترنت وفقًا للخبراء تجذب اهتمام الناس أكثر من نظيرتها التقليدية.

وحسب شركات متخصصة في الإعلان والتسويق الرقمي، فإن سبب نمو الإعلانات عبر الإنترنت يعود إلى الإعلانات التي تستخدم البرمجيات بدلاً من العملية التقليدية التي تقوم على طلبات تقديم العروض، والمفاوضات البشرية، وأوامر الإدراج اليدوي.

ويمتاز الإعلان عبر الانترنت بعدة ميزات، ومنها أن أي شركة مهما بدت صغيرة يمكنها القيام بحملة إعلانية تتلاءم وقدرتها المالية، وكذلك المرود عال مقارنة بالتكلفة، تضاف إلى ذلك سهولة القياس ومعرفة تفاصيل الحملة، وذلك عبر برمجيات توفر عدد الزوار للموقع وعدد النقرات على الإعلان وعدد المستخدمين الذين استكملوا إجراءات الشراء من الموقع.

كما يتيح الإعلان عبر الانترنت التقارير الفورية ومتابعة الحملة الإعلانية اول بأول، كما يتيح هذا النوع من الإعلانات سوقا واسعة جدًا.

وفي الإعلان التقليدي يلعب وقت عرض الإعلان في تحديد سعر الإعلان، على سبيل المثال سعر الثانية في الإعلان التلفزيوني أو الإعلان عبر الراديو في ساعات المشاهدة المرتفعة ( غالباً ما تكون مساءً ) أعلى بكثير من الإعلان في منتصف الليل، حيث نسب المشاهدة تكون منخفضة، في الإعلان الإلكتروني لا أهمية للوقت، فإعلانك موضوع على مدار الـ 24 ساعة، والزبائن متواجدون على مدار الوقت، و هذا ما يجعل التسويق الإلكتروني أكثر فعالية في استهداف كم أكبر من الزبائن.

وقدرة المشتري على اتخاذ القرار الشرائي بهدوء وروية ومفاضلة وتقييم السلعة او المنتج مع باقي الشركات المنافسة عبر نوافذ محددة ودون عناء البحث والاستفسار.

ويساعد التسوق عبر الإنترنت على انفتاح المستهلك على العالم الخارجي أكثر وإقباله على كل جديد ومواكبته لكل صيحات الموضة وأحدث التقنيات التكنولوجية والرياضية لذا نستطيع القول إن التسوق عبر الإنترنت وسعت السوق المحلية إلى سوق عالمية بتكاليف قليلة كمثال: في بعض الدول يلجأ البعض لشراء عبر الانترنت الكتب غير المتوفرة في بعض المواضيع، ومنهم من يشتركون بمجلات شهرية أو فصلية، قد تكون محدودة , فهنا يجد بعض الناس وسيلة لقراءته.

ويساعد التسوق عبر الإنترنت الاستغناء عن البائعين وإتاحة التصفح بحرية ودون مساعدة.

ويقول فيتوريو بوروني، رئيس العلامات التجارية العالمية في شركة زينيث: «إن الإعلانات عبر الإنترنت ساهمت كثيراً في نمو إجمالي الإنفاق الإعلاني العالمي منذ بداية العقد، وحفزت كثيراً على الابتكار، الذي شهدناه في هذه السوق. ويتطور هذا الابتكار اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى».

وتعد شركة «غوغل» أكبر مستفيد من إيرادات الإعلانات عالمياً، حيث وصلت حصتها إلى 79 مليار دولار في عام 2016، وأتت «فيسبوك» في المرتبة الثانية من حيث حجم الإيرادات التي بلغت 27 مليار دولار.

وأظهرت نتائج أعمال فيسبوك ارتفاع أرباحها الفصلية 76.6 بالمئة بدعم من النمو القوي في أنشطة إعلانات الهاتف المحمول.

من جانب آخر، تجمع معظم الدراسات على أن نمو الإعلانات عبر الإنترنت مدفوع أيضاً بانتشار الهواتف الجوالة الذكية، بالإضافة إلى النمو الكبير في قطاع التجارة الإلكترونية.

وشكلت إيرادات "فيسبوك" من إعلانات المحمول 85 بالمئة من إجمالي إيرادات الإعلانات البالغ 7.86 مليارات دولار في الربع الأول المنتهي في 31 مارس الماضي مقارنة مع 82 بالمئة قبل عام.