إيلاف: قال المندوب الإيراني في رسالة وجّهها يوم الاثنين إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، إن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران هي السعي إلى دعم عناصر في إيران من أجل الانتقال السلمي للسلطة فيها، "ونحن علي يقين من أن مثل هؤلاء العناصر موجودون هنالك".

واعتبر خوشرو تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأنها تكشف عن "مخطط ينمّ عن التدخل والوقاحة ويتعارض مع جميع معايير ومبادئ القانون الدولي، وكذلك نص وروح ميثاق الأمم المتحدة، ويعدّ سلوكًا مرفوضًا في العلاقات الدولية".

انتهاك 
وأضاف مندوب إيران في الأمم المتحدة، أن هذه التصريحات تعد انتهاكًا صريحًا لاتفاقية الجزائر للعام 1981 وسائر المعاهدات الملزمة للولايات المتحدة بسياسة عدم التدخل المباشر وغير المباشر، السياسي أو العسكري، في شؤون ايران الداخلية، والتي تم التأكيد فيها أنه على أميركا أن تتابع وتلتزم مستقبلًا أيضًا بمثل هذه التعهدات.

تابع خوشرو في الرسالة، أن النقطة اللافتة هي أن تصريحات تيلرسون تزامنت مع نشر وثائق خرجت أخيرًا من السرية تكشف أكثر فأكثر مؤامرات المؤسسات الأميركية للإطاحة برئيس الوزراء المنتخب من قبل الشعب الدكتور محمد مصدق في 19 أغسطس عام 1953.

وأكد مندوب إيران أن الانقلاب المدعوم من قبل جهاز الاستخبارات الأميركي (سي آي إيه) ضد مصدق قد أغلق الطريق فجأة أمام إيران نحو الاستقلال والديمقراطية والتنمية، وفرض عهدًا من الاستبداد امتد على مدى 25 عامًا في البلاد، مازالت جراحها العميقة ماثلة في المجتمع الإيراني والضمير الجمعي للإيرانيين.

انتخابات الرئاسة
أضاف أن هذه التصريحات تأتي بالضبط بعد أسابيع عدة من انتخابات حماسية لرئاسة الجمهورية والمجالس البلدية في إيران، والتي شارك فيها أكثر من 71 بالمائة من أبناء الشعب الإيراني.

وأكد خوشرو أن الشعب الإيراني أثبت مرارًا أنه هو فقط من يقرر مصيره بنفسه، لذا فإن محاولات أميركا للتدخل في شؤون إيران الداخلية محكومة بالفشل، وقد تعلم هذا الشعب منذ انتصار الثورة عام 1979 كيف يبقى قويًا ومستقلًا.

أضاف إن إيران تتوقع من جميع الحكومات إدانة مثل هذه السياسات الفارغة وغير اللائقة، وتطلب من الحكومة الأميركية العمل بمسؤولية، وأن تثبت التزامها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية. ودعا السفير الإيراني إلى إدراج هذه الرسالة كوثيقة في مجلس الأمن الدولي وتوزيعها على سائر أعضاء المجلس.

استدعاء السفير السويسري
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية (راعية المصالح الأميركية) في طهران، وأبلغته احتجاج إيران الشديد على تصريحات تيلرسون.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، يوم الاثنين، أن استدعاء الدبلوماسي السويسري جاء "ردًا على التصريحات غير المدروسة والتدخلية" التي أدلى بها تيلرسون في مجلس النواب الأميركي.

أضاف قاسمي أن المدير العام للشؤون الأميركية في وزارة الخارجية الإيرانية كشاورز زاده وصف تصريحات وزير الخارجية الأميركي بأنها "تدخل واضح في الشؤون الداخلية لإيران"، واعتبرها "منافية لقواعد القانون الدولي والمعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

كما أشار كشاورز زاده إلى أن الولايات المتحدة "تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه هذه التصريحات"، وفقًا لقاسمي. من جانبه، أكد القائم بالأعمال السويسري أنه سينقل الاحتجاج الإيراني إلى الحكومة الأميركية في أسرع وقت ممكن، وأنه سيبلغ طهران رد واشنطن في هذا المجال.