استعادت قوات الأمن العراقية السيطرة على موقع حطام جامع النوري الكبير في الموصل بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة السيطرة على منطقة جامع النوري "نهاية دويلة الباطل الداعشية" ، في إشارة إلى نهاية تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف العبادي أن قواته لن تهدأ وسوف تحقق النصر، مشيرا إلى أن القوات الأمنية "ستلاحق الدواعش بين قتل وأسر حتى آخر داعشي".

وقال فراس الكيلاني، مراسل بي بي سي، الذي يرافق القوات العراقية إن المنطقة لا تزال تتعرض لقناصة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وقذائف المورتر.

وكان مسلحو التنظيم قد فجروا الجامع الكبير ومئذنته الأثرية "الحدباء" قبل أسبوع.

ويعد الجامع رمزا بالغ الأهمية للطرفين نظرا لأنه شهد قبل ثلاث سنوات الظهور الوحيد لأبو بكر البغدادي علنا لأول مرة كزعيم لتنظيم الدولةالإسلامية بعد أيام من إعلان التنظيم إقامة "الخلافة".

أبو بكر البغدادي
Reuters
ظهر أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، للمرة الأولى في المسجد في عام 2014

ويتقهقر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية حاليا في شتى أرجاء العراق وسوريا المجاورة، كما يفرض تحالف مؤلف من مقاتلين أكراد وعرب بدعم الولايات المتحدة حصارا في مدينة الرقة السورية.

موفد بي بي سي يرصد تقهقر تنظيم الدولة الإسلامية من جامع النوري.

وكتب متحدث باسم التحالف الدولي تغريدة أشار فيها إلى أن القوات المشتركة استعادت السيطرة على 84 ألف كيلو متر مربع من الأرضي حاليا، وفر ما يربو على أربعة ملايين شخص من حكم تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن :" الخلافة المزعومة للتنظيم المتشدد تنهار من الداخل والخارج".

وتقول مؤسسة "آي إتش إس ماركيت" البحثية إن التقديرات تشير إلى استمرار سيطرة "الجهاديين" على نحو 36.200 كيلومتر مربع في شتى أرجاء العراق وسوريا، كما تراجع متوسط عائداتهم الشهرية بشدة من 81 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2015 إلى 16 مليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري.

وكانت القوات الحكومية العراقية شنت معركتها لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل في أكتوبر/تشرين الأول بدعم جوي وبري من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

واستطاعت القوات العراقية السيطرة بالكامل على النصف الشرقي للمدينة في يناير/كانون الثاني الماضي، وبدأت شن هجماتها على النصف الغربي بعد شهر من ذلك.

تنظيم الدولة الإسلامية "يواجه نهاية اللعبة" في الموصل

ويُعتقد أن بضع مئات فقط من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية محاصرون في مساحة نحو كيلومتر واحد في مدينة الموصل القديمة، إلى جانب نحو 50 ألفا من المدنيين تقول منظمات إنسانية إنهم يعانون من قلة الغذاء والماء ويواجهون خطر الإصابة أو الموت.

وقال مراسلنا إن وحدات من قوات مكافحة الإرهاب ووحدة الرد السريع والشرطة الاتحادية والجيش العراقي بدأوا يوم الخميس ما أسموه "المعركة الأخيرة" لاستعادة الموصل القديمة.

وأضاف أنه أفيد بوقوع اشتباكات ضارية خلال الصباح مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتحصنون في مواقع دفاعية قوية.

أحد أفراد قوات مكافحة الإرهاب
AFP
الجيش العراقي يقول إنه استعاد السيطرة على مدينة الموصل باستثناء كيلو متر مربع واحد

وسارع الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات قادمون يا نينوى إلى إعلان سيطرة قوات مكافحة الإرهاب على بقايا جامع النوري فضلا عن حي السرجخانة.

وقال مراسلنا إن المعركة استمرت ساعات حتى تمكنت القوات من دخول منطقة الجامع.

ويرجع تاريخ جامع النوري إلى عام 1172، وكان أشهر مسجد في الموصل، واكتسب اسمه من القائد المسلم نور الدين محمود زنكي، الذي اشتهر بحربه على الصليبيين، وأمر ببناء الجامع قبل وقت قصير من وفاته.

وقال الجيش العراقي إن تنظيم الدولة الإسلامية فجّر الجامع ومئذنته "الحدباء" قبل ثمانية أيام ولم يتبق سوى قاعدة المئذنة وقبة على بعض أعمدة.

واتهم تنظيم الدولة الإسلامية طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بقصف الموقع، لكن خبراء قالوا إن فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي أظهر حدوث تفجير من داخل المبنى.