أعلنت كوريا الشمالية أنها اختبرت بنجاح الثلاثاء صاروخًا بالستيًا عابرًا للقارات، في محطة أساسية نحو تحقيق هدفها القاضي بالتوصل إلى تهديد الولايات المتحدة بالسلاح النووي.

إيلاف - متابعة: أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على التجربة "التاريخية" لصاروخ من نوع هواسونغ-14، بحسب ما اعلنت في نشرة خاصة مذيعة في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي.

واوضحت المذيعة ان الصاروخ عبر مسافة 933 كلم، وحلق على ارتفاع 2802 كلم. وأكدت المذيعة ان كوريا الشمالية "قوة نووية كبيرة" تمتلك "صواريخ عابرة للقارات شديدة القوة" قادرة على ضرب أي مكان في العالم". وتابعت المذيعة ان "الاختبار الناجح لصاروخ عابر للقارات يشكل اختراقا كبيرًا في تاريخ جمهوريتنا".

وبث التفزيون الرسمي لقطات للأمر الصادر الاثنين من كيم جونغ اون لاجراء الاختبار الصاروخي والمكتوب بخط يده. ويندرج اطلاق الصاروخ، المتزامن مع يوم العيد الوطني الاميركي في 4 يوليو، ضمن سلسلة من التجارب الصاروخية في انتهاك لعدد من العقوبات والقرارات الدولية التي تمنع على بيونغ يانغ تطوير برامج بالستية ونووية.

دعوة إلى الحوار
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبنغ إلى "الحوار والتفاوض" في ملف كوريا الشمالية التي أعلنت الثلاثاء عن تجربة ناجحة لصاروخ بالستي عابر للقارات. ووصل الرئيس شي مساء الإثنين إلى موسكو وأجرى لقاء ثنائيا مع بوتين لم يرشح شيء عنه.

ولكن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قالت إن الرئيسين "اتفقا على بذل كل ما هو ممكن بشكل مشترك للتوصل إلى حل في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار والتفاوض". بدأت زيارة شي قبل ساعات من إعلان بيونغ يانغ عن تجربة صاروخ بالستي بنجاح في ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق هدفها بالتهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي.

إثر التجربة التي جرت في يوم عيد الاستقلال الاميركي، طلب الرئيس دونالد ترمب من بكين عبر تويتر "بوضع حد نهائي لهذه العبثية". وقالت "شينخوا" إن بوتين وشي شجبا نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ (ثاد) في كوريا الجنوبية والتي تقول واشنطن إنها لحماية سيول من هجوم كوري شمالي، لكن موسكو وبكين تعتبرانها تهديدا لأمنهما.

ودعت موسكو وبكين مرارًا إلى الهدوء والحوار لحل الأزمة الكورية، لكن ترمب قال إن صبر واشنطن يكاد ينفد. وفي حين يشكل التوتر في شبه الجزيرة الكورية أحد محاور مباحثات بوتين وشي، فإن الهدف الرئيس للزيارة هو تنمية العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الحليفين.

ودعت الصين الثلاثاء كل الاطراف الى "ضبط النفس" وبذل جهود سلمية لتخفيف التوتر بخصوص كوريا الشمالية بعدما قامت بيونغ يانغ بتجربة صاروخ بالستي عابر للقارات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان بكين "تجمع معلومات" حول التجربة وتحث كوريا الشمالية على "وقف الاعمال التي تنتهك قرارات مجلس الامن الدولي". وأضاف "نأمل في ان تبدي كل الاطراف ضبط النفس وان تمتنع عن اتخاذ اجراءات من شأنها التسبب بتصعيد".

وتبقى الصين المجاورة لكوريا الشمالية ابرز جهة داعمة لها دبلوماسيا واقتصاديا. ودافع المتحدث ايضا عن الجهود التي تبذلها الصين لحل الخلاف المتعلق بمسألة الاسلحة النووية الكورية الشمالية بعدما دعا الرئيس الاميركي دونالد ترمب بكين الاثنين الى "وضع حد نهائي لهذه العبثية".

وقال المتحدث ان بكين "قامت بجهود كثيفة" لحل المسالة النووية الكورية الشمالية، مضيفا ان "مساهمة الصين في هذا المجال معترف بها الى حد كبير والصين ستواصل جهودها". وطالب الرئيس الاميركي مرات عدة بكين بان تزيد الضغط على النظام الكوري الشمالي.

ومن المرتقب أن يوقع البلدان جملة من الاتفاقات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات بما يعزز توجه روسيا نحو الشرق في ظل علاقاتها المتوترة مع الاتحاد الأوروبي. أكد شي قبل وصوله إلى موسكو أن العلاقات مع روسيا "في أفضل مستوى". وبعد الزيارة سيشارك الرئيسان الروسي والصيني في قمة مجموعة العشرين التي تفتتح الجمعة في ألمانيا بحضور دونالد ترمب.

روسيا: الصاروخ متوسط المدى

من جانبه أكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه رصد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا متوسط المدى، واكدت كوريا الشمالية انها اطلقت صاروخا عابرا للقارات اي بعيد المدى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية إن "إحداثيات معلومات طيران المقذوف البالستي تشير الى الخصائص التكتيكية والتقنية لصاروخ بالستي متوسط المدى". كما اكدت قيادة القوات الاميركية في المحيط الهادئ ان الامر يتعلق بصاروخ متوسط المدى.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فان الصاروخ اطلقته بيونغ يونغ ليل الاثنين الى الثلاثاء عند الساعة 03:46 بتوقيت موسكو (00,46 ت غ). وارتفع الى علو 535 كلم وقطع اكثر من 510 كلم قبل ان يسقط في بحر اليابان.

وتمتلك كوريا الشمالية التي اجرت خمس تجارب نووية ترسانة صغيرة من القنابل الذرية، وتسعى الى امتلاك صواريخ عابرة للقارات قادرة على اصابة اهداف على الاراضي الاميركية. تبرر بيونغ يانغ برامجها النووية بالتهديد الذي تشكله لها الولايات المتحدة التي تنشر 28 الف جندي في كوريا الجنوبية.

وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ العام الماضي إثر سلسلة من التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ التي قام بها النظام الكوري الشمالي. وحذر ترمب الجمعة من نظام "خطير ووحشي" في كوريا الشمالية، مؤكدًا ان "فترة الصبر الاستراتيجي قد انتهت، بدون تحديد الاستراتيجية التي سيعتمدها.

وكان الجيش الكوري الجنوبي قال ان كوريا الشمالية أطلقت الثلاثاء صاروخًا بالستيًا سقط في بحر اليابان، بينما قالت طوكيو إن الصاروخ قد يكون سقط في منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وقال الجيش في بيان إن "الصاروخ البالستي غير المحدد" اطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية وسقط في بحر الشمال، التسمية الكورية لبحر اليابان.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية لوكالة فرانس برس إن الصاروخ الكوري الشمالي قد يكون سقط في المنطقة الاقتصادية اليابانية الخالصة، أي على بعد اقل من 200 ميل بحري من سواحل الارخبيل.

ويأتي اطلاق الصاروخ بعيد أيام من القمة الاميركية-الكورية الجنوبية التي عقدت في واشنطن، وتباحث خلالها الرئيس الاميركي دونالد ترمب مع نظيره الكوري الجنوبي الجديد مون جاي-إن في التهديدات الكورية الشمالية. وخلال القمة دعا ترمب الى "رد حازم" على نظام بيونغ اينغ، مؤكدًا ان "فترة الصبر الاستراتيجي مع النظام الكوري الشمالي انتهت. بكل صراحة، لقد نفد الصبر". وتبدي الادارة الاميركية تبرمًا متزايدًا ازاء النظام الكوري الشمالي الذي نفذ سلسلة تجارب صاروخية في الأشهر الأخيرة.