لندن: البشرية إلى أين؟ هذا هو السؤال الذي يحاول العلماء إيجاد جواب عنه، يتصل بمستقبل إنسان في أرض تتهافت مقدرات الحياة فيها. فهل نتحوّل إلى جنس فضائي ونهاجر إلى كواكب أخرى؟

يقول الفيزيائي الفلكي ستيفن هوكنغ في فيلمه الوثائقي الذي أُطلق أخيرًا، إن على البشرية أن تجد طرقًا جديدة لاستيطان القمر والمريخ إذا أرادت فرصة للبقاء، وعلى الجنس البشري أن يستوطن كوكبًا جديدًا في غضون 100 سنة، "فكوكبنا محفوف بأخطار متزايدة من التغيّر المناخي واصطدام كويكبات متأخرة وانتشار الأوبئة والنمو السكاني".

واعرب آخرون في السنوات الأخيرة عن آراء تفيد أن البشرية محكومة بالهلاك، ومن الضروري أن تتطور التكنولوجيا بسرعة لانقاذها.

الانقراض أو الكوكب البديل

حذر الملياردير إيلون ماسك من أن الحياة على الأرض فانية حتمًا، ومن هنا ضرورة استيطان كواكب مختلفة لضمان بقاء الجنس البشري. واقترح ماسك طريقين رئيسين، قائلًا إن التاريخ سيتفرع في اتجاهين، هما أن نبقى في كوكب الأرض إلى أن يحدث انقراض نهائي، حيث يشير التاريخ إلى وقوع حدث دينوني؛ والاتجاه البديل هو أن نصبح "حضارة فضائية وجنسًا يقطن كواكب متعددة"، معربًا عن أمله في أن يتفق معه العالم على أن هذا هو الطريق الصحيح.

يطرح رئيس شركة امازون التنفيذي جيف بيزوس وجهة نظر مختلفة قليلًا، ترى أن الأرض هي "أفضل كوكب وعلينا حمايته وطريقتنا لحمايته هي الرحيل إلى الفضاء".

وأوضح بيزوس أن الطاقة محدودة في الأرض وفي غضون مئات قليلة من السنين ستكون كل صناعتنا الثقيلة نُقلت خارج الكرة الأرضية وسيقتصر كوكب الأرض على السكن والصناعة الخفيفة. ودعا بيزوس إلى عدم استهلاك الطاقة الثقيلة في الأرض، قائلًا: "إننا نستطيع أن نبني معامل عملاقة لإنتاج الرقائق في الفضاء".

إحفظوا نصف الأرض

قدم الدكتور إي. او. ولسن، العالم البيولوجي في جامعة هارفرد، نظرية يقترح فيها تخصيص 50 في المئة من كوكب الأرض للحفظ من أجل انقاذ التنوع البيولوجي في العالم، لا البشر وحدهم. وقال إن هذا المقترح لا يعني ترحيل أحد، بل يعني إيجاد شيء يعادل قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي، حيث يمكن اعتبارها ارصدة لا تقدر بثمن للبشرية.

واشار في مقابلة صحفية إلى فتح ممرات مترابطة للحفاظ على التنوع البيولوجي، الذي يعاني حاليًا من انقراض جماعي سببه الانسان. وشدد ولسن على ضرورة "الكف عن ايذاء ما تبقى من الحياة". وقال: "إذا اتفقنا على ذلك فكل شيء آخر سيأتي من تلقاء نفسه".

ويرى خبراء أن السيناريو الدينوني في هذه الآراء يتطلب التفكير في ما يمكن عمله لإيجاد حلول تعالج قضية التنوع البيولوجي والأزمة البيئية التي تواجه الأرض، فالمستوطنات أو البنى التحتية في الفضاء ليست بديلًا حقيقيًا لكوكبنا.

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن «أوبزرفر».