قال جهاز المخابرات الألماني إن الأجهزة الاستخبارية الإيرانية هي آلية محورية لقيادة سياسية لضمان حكمها لذلك تبقى المعارضة الإيرانية في محور رصد وزارة المخابرات الإيرانية وكشف عن ضلوع السفارة الإيرانية في برلين بمهمات تجسسية مؤكدا ان الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب لم يُحدث أي تغيير في سلوك نظام طهران.

إيلاف من لندن: كشف جهاز المخابرات الداخلية في ألمانيا "المكتب الاتحادي لحماية الدستور" في آخر تقاريره للعام الحالي 2017 عن نشاطات وزارة المخابرات الإيرانية وقوة القدس لقوات الحرس الثوري وكذلك ضلوع السفارة الإيرانية في ألمانيا في ممارسات تجسسية. منوها الى ان الهدف الرئيس للأجهزة السرية للنظام الإيراني هو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

واكد الجهاز في تقريره الذي اطلعت على ملخصه "إيلاف" اليوم ان الاتفاق النووي بين النظام الإيراني والغرب لم يُحدث أي تغيير في سلوك هذا النظام تجاه المعارضة بل على العكس من ذلك فان نشاطات النظام التجسسية والاستخبارية للتصدي لمعارضيه وقمعهم قد زاد مداها.

عملاء إيران في ألمانيا

وأوضح جهاز المخابرات الداخلية انه خلال عامي 2016 و2017 أصدرت محكمة برلين آحكاما بعقوبة الحبس لعامين و4 أشهر و4 أعوام و3 أشهر على جاسوسين لوزارة المخابرات وقوة القدس لقوات الحرس في إيران بتهمة الاعداد لأعمال ارهابية. 

وأشار إلى أن نشاطات الاجهزة الإيرانية ضد حركات المعارضة داخل إيران وخارجها ظلت المهمة المحورية للأجهزة الاستخبارية الإيرانية... وقال "ان المصدر الرئيسي للنشاطات الاستخبارية ضد ألمانيا هو وزارة المخابرات (واجا) حيث تتركز نشاطاتها بشكل خاص على منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".

وأشار الجهاز إلى أن وزارة المخابرات الإيرانية تحصل على معلوماتها عن طريق عمليات للجهاز الاستخباري الإيراني يقودها المكتب الرئيسي لهذه الوزارة في طهران بشكل مركزي ولتنفيذ هذا الأمر يستخدم الجهاز المعني بشكل خاص سفر أفراد معنيين يزورون إيران لأسباب مهنية أو عائلية وهؤلاء الأفراد يحاولون خلال هذه السفرات تأمين حصانتهم من مخالب وزارة المخابرات الإيرانية.. لكنه مع ذلك فإن هذه الزيارات توفر الظروف الملائمة لوزارة المخابرات للاتصال والتواصل واجراء حوارات استخبارية لإيرانيين حاصلين على جنسيات اجنبية يقومون بزيارة بلدهم الاصلي إيران. 

مقر المخابرات في سفارة إيران في برلين

واضاف تقرير جهاز المخابرات الالمانية ان المقر الرسمي لوزارة المخابرات في السفارة الإيرانية في برلين يتولى مسؤولية مهمة في رصد الأجهزة السرية ومن جملة وظائفه اضافة الى العملية الاستخبارية المستقلة دعم النشاطات التي يقودها المقر المركزي لوزارة المخابرات في طهران.

ويوضح التقرير انه علاوة على وزارة المخابرات الإيرانية فإن قوة القدس التي هي جهاز استخباري لأجهزة خاصة لقوات الحرس نشطة في ألمانيا أيضا.. ويقول ان نشاطات الرصد الواسعة لهذا الجهاز تستهدف بشكل خاص أهدافا موالية لليهود أو أهدافا اسرائيلية. ويفيد نص منشور على موقع الكتروني عائد الى وكالة أنباء موالية الى الحكومة (الإيرانية) أن ضابطا كبيرا تحدث في اكتوبر 2016 في اجتماع بمناسبة ذكرى «الشهداء» عن فوجين لقوات الحرس وقال: يمكن العالم أن يكون مطمئنا أن «قوات الحرس ستتشكل قريبا في أميركا واوروبا أيضا».

سجن عملاء إيرانيين في ألمانيا 

وفي 19 يوليو 2016 أصدرت محكمة برلين حكما على إيراني ( 32عاما) بالحبس لعامين و4 أشهر لقيامه بنشاطات لصالح جهاز سري إيراني حيث كان قد جمع معلومات استخبارية واسعة حول مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وفي 27 مارس 2017 أصدرت محكمة برلين حكما بالحبس4 سنوات و3 أشهر على باكستاني (31 عاما) لقيامه بنشاطات تجسسية لصالح المخابرات الإيرانية. 

ويستنتج جهاز المخابرات الداخلية الألماني "مكتب حماية الدستور" في الختام "أن الأجهزة الاستخبارية الإيرانية هي آلية محورية لقيادة سياسية لضمان حكمها لذلك تبقى المعارضة الإيرانية في محور رصد وزارة المخابرات الإيرانية".

دعوة ألمانيا لمنع نظام طهران من جعل أراضيها ساحة لجواسيسه 

ودعا "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" ألمانيا الى طرد "جواسيس ومرتزقة وزارة المخابرات وقوة القدس الارهابية في إيران من ألمانيا سواء اولئك العاملين في السفارة الإيرانية أو الذين ينشطون تحت غطاء جمعيات وشركات واجهة... وطالب الحكومة الألمانية بأن تحول دون جعل الاراضي الألمانية ساحة لآلية التجسس والاغتيال لنظام طهران. 

وقال ان تصنيف قوات الحرس "الثوري" الإيراني في قائمة الارهاب هو خطوة فاعلة للتصدي لأخطار التجسس والأعمال الارهابية في الأراضي الاوروبية وينبغي أن تقوم ألمانيا بالالتحاق بهذه المبادرة. 
وحذر المجلس من ان عدم اتخاذ عمل حازم تجاه النشاطات التجسسية السرية الإيرانية لا يعرض حياة المعارضين واللاجئين الإيرانيين للخطر فحسب وانما يهدد أمن ألمانيا أيضا.