بهية مارديني: أنهت منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو- بالتنسيق مع المركز الثقافي الإسلامي ندوة في لندن جمعت خبراء وإعلاميين لبحث ظاهرة الإسلاموفوبيا ومظاهرها واقتراح آليات لمواجهتها من النواحي القانونية والإعلامية.
اقترحت الندوة مجموعة من التوصيات من أهمها وجوب التأكيد على أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تَـتعارَضُ مع ميثاق الأمم المتحدة، ومع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وطالب المشاركون التنسيق والتعاون بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا ومروجي مشاعر الكراهية لأن الترويج لها يفسد الجهود الدولية الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، ونشر قيم التسامح والاحترام.
وقال الدكتور أحمد الدبيان رئيس المركز الثقافي الاسلامي في لندن في تصريح لـ"إيلاف" إن الندوة التي عقدت يومي السبت والأحد الماضيين، أكدت أيضا على دعوة المنظمات الدولية الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الى تنسيق الجهود من أجل تفعيل المواثيق والاتفاقيات والقرارات والقوانين الوطنية والدولية، المؤكدة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، والإساءات إلى الأديان التي يتم ارتكابها أحيانا من طرف وسائل الإعلام تحت غطاء حرية الرأي والتعبير.
وكان لافتا أن تدعو الندوة وسائل الإعلام الغربية إلى الالتزام بمبادئ الموضوعية والنزاهة والإنصاف وعدم الكيل بمكيالين في تغطية الأحداث، والحرص على المساهمة في بناء علاقات إنسانية سليمة، وإيجاد أجواء من التفاهم والتعايش والحوار.
كما دعت الندوة خلال إقرار التوصيات، الأقليات الإسلامية في الدول الغربية، إلى تطوير وتعزيز ثقافتها القانونية ذات الصلة بمجال الإعلام وحقوق الإنسان، بما يسمح لها بالدفاع عن هويتها وثقافتها الإسلامية في إطار القوانين والمعاهدات الدولية.
وطالبت المؤسسات الإسلامية في الدول الغربية إلى تطوير وتعزيز خطابها الإعلامي وتفاعلها بإيجابية مع وسائل الإعلام وإطلاق حملات وبرامج إعلامية وثقافية لإبراز الصورة الحقيقية السمحة للإسلام وخلق أجواء من الحوار والتعارف والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وحضر الندوة محامون وخبراء إعلاميون وأكاديميون من بعض الجامعات الأوروبية ودبلوماسيون من عدد من السفارات والبعثات.
وشكر الدكتور المحجوب بنسعيد، رئيس مركز الإعلام والاتصال في الإيسيسكو الحضور الذين شاركوا وساهموا في الندوة واستعرض جهود الايسيسكو في خدمة الاقليات وعنايتها بالظواهر الفكرية والثقةفية التي تهم المسلمين عالميا وجهودها في مكافحة الإسلاموفوبيا.
وأعرب بنسعيد عن أمله في أن يتمكن الخبراء خلال يومي الندوة من صياغة مقترحات وتوصيات تحال إلى المنظمات التي تتمكن من التعامل معها لإيجاد حلول مناسبة لمعضلة قضية الخوف من الإسلام.
وتحدثت مها عقيل مديرة إدارة الإعلام بالأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمة أثناء الافتتاح عّن رؤيتها لهذا الملف المهم.
وتحدث اللورد محمد شيخ عضو مجلس اللوردات البريطاني عن دور التربية وأهمية فتح أبواب من الحوار وأن على المؤسسات الإعلامية أن تتميز بروح من الموضوعية كما أن على المؤسسات الإسلامية أن تتخذ سياسة الانفتاح والعلاقات والمبادرة في علاقاتها مع المجتمع المحيط بها.
وكانت الندوة زاخرة بمداخلات الحضور الذين تحدثوا عن أهمية الطروحات وأهمية مثل هذه الندوات كما أدانوا الهجمات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا مؤخرا.
التعليقات