أسامة مهدي: أكد حيدر العبادي انه لن يدخل الانتخابات المقبلة بقائمة منفردة وحذر من خطر استفتاء اقليم كردستان على العراق كله معلنا عن تحديد موعد لانطلاق معركة تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل. فيما اختارت حركة التغيير الكردية عمر السيد علي امينا عاما لها خلفا للراحل نوشيروان مصطفى حيث أكد انه سيعمل على حل مشاكل الاقليم الاقتصادية ومحاربة الفساد المالي والإداري.
تحديد موعد انطلاق عملية تحرير قضاء تلعفر
وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" ان القوات العراقية حدّدت موعد انطلاق معركة تحرير قضاء تلعفر شمال غرب كركوك رافضا الإفصاح عن هذا الموعد.
وأوضح أنّ القوات العراقية تعيد الان تنظيم صفوفها بعد معركة تحرير الموصل للبدء بالمرحلة التالية في تحرير جميع الاراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش. واكد أنّ السلطات العراقية ستتعامل مع الدواعش الاجانب وفقا للقانون ولن يكون هناك تمييز في التعامل في ما بينهم فجميع المعتقلين من عناصر التنظيم سيخضعون لأحكام القضاء العراقي.
وتلعفر من المدن التركمانية الشيعية العريقة وتقع على بعد 70 كم شمال غربي الموصل وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكانها حوالى نصف مليون نسمة ومساحتها 28 كيلومترا مربعا وتبعد عن غرب الموصل حوالى 45 كيلومترا وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالى 55 كيلومترا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالى 60 كيلومترا.
تحذير من مخاطر استفتاء انفصال الاقليم
وحذر العبادي من المخاطر التي سيسببها استفتاء انفصال اقليم كردستان على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد وقال انه يحترم تطلعات شعب الاقليم لكن الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه.
واشار الى ان هناك ازمة سياسية وخلافات تعصف بالاقليم تستوجب العمل على اعادة عمل البرلمان وتنشيط عمل الحكومة.
وتساءل قائلا: كيف سيجري الاستفتاء ومن سيعترف بالجهة المنفذة له؟
عمر السيد علي أمين عام حركة التغيير الكردية |
وشدّد بالقول "أحذّر من الاستفتاء لأنه سيضرّ بالعراق كله وخطره محدق بالجميع ولايجب أن تكون هناك خطوات من جانب واحد تؤثر في تلاحم العراقيين.
وقرّر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إجراء عملية الاستفتاء على انفصال الاقليم عن العراق في 25 سبتمبر المقبل والانتخابات البرلمانية والرئاسية في نوفمبر المقبل.
العبادي والانتخابات المقبلة
وردًّا على سؤال حول صحة معلومات افادت انه سيخوض الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في ابريل 2018 بقائمة منفصلة تحمل اسم "التحرير والبناء" فقد نفى العبادي نفيا قاطعا هذه المعلومات مشددا على انه لن يفكر بالانتخابات الا بعد إكمال تحرير جميع الاراضي العراقية من قبضة تنظيم داعش.&
الجريمة المنظمة
وأقرّ العبادي بوجود جرائم خطف واغتيال لكنه اكد ان الدولة تعمل على مواجهتها واعتقلت مؤخرا عصابات لها في البصرة وبغداد.
وشدد على ان حكومته تعامل الجريمة المنظمة معاملتها الارهاب ومن مسؤوليتها القضاء عليها لكنه اشار الى ان هناك حالة من التهويل حول هذا الامر هدفه ترويع المواطنين. وحذر من التعامل مع الإشاعات في هذا المجال قائلا انها تستهدف خلط الاوراق.
واكد المضي بملاحقة عصابات الجريمة والتصدي لها بقوة واطلاع الرأي العام على تفاصيلها ونتائج التحقيقات في الجرائم المرتكبة اولا بأول وتطمين المواطنين للاجراءات الامنية اللازمة للقضاء على العصابات الاجرامية.
يذكر ان عمليات اغتيال الاطباء والناشطين والاعلاميين قد تصاعدت بشكل خطير في الايام الاخيرة فقد قتل مسلحون مجهولون أمس طبيبة في بغداد طعنا بسكين ليرتفع عدد القتلى خلال اسبوع واحد الى اربعة من الكادر الصحي.
وتشير معلومات الى ان عدد الأطباء الذين هاجروا العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 بسبب عمليات التهديد والاختطاف والقتل إلى أكثر من 8500 طبيب فيما قتل العشرات منهم على يد ميليشيات مسلحة موالية لايران وجماعات إرهابية تابعة للقاعدة وتنظيم داعش.
حركة التغيير تختار خلفا لزعيمها الراحل
اختارت حركة التغيير الكردية العراقية اليوم عمر السيد علي امينا عاما لها خلفا للراحل نوشيروان مصطفى حيث أكد حرصه على وحدة شعب اقليم كردستان بجميع أطيافه ومشددا على انه سيعمل على حل مشاكل الاقليم الاقتصادية ومحاربة الفساد المالي والإداري.
وفي انتخابات داخلية جرت في مدينة السليمانية الشمالية مقر الحركة اليوم بين اعضاء الخلية التنفيذية في الحركة فقد تم انتخاب عمر سيد علي أمينا عاماً لحركة التغيير بالاغلبية حيث اكد انه سيعمل من اجل ترسيخ الوحدة الوطنية بين شعب اقليم كردستان بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وعلى محاربة الفساد المالي والإداري في الإقليم.
وقال سيد علي في كلمة له بعد انتخابه ان المنطقة مقبلة على متغيرات كبيرة "ومسؤوليتنا في حركة التغيير قد كبرت امام شعبنا ومن اجل ذلك نؤكد على الوحدة الوطنية بين جميع الاطياف والاديان والانتماءات السياسية في اقليم كردستان". واشار الى انه سيعمل ايضا من اجل حل مشكلة الرواتب وتحسين الواقعي الخدمي والمعيشي في إقليم كردستان ومحاربة الفساد وتأمين قوت الشعب.
وشدد على ان حركة التغيير ستظل متمسكة بالبرنامج الذي وضعه نوشيروان مصطفى لتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير حياة المواطنين في إقليم كردستان مؤكدا أن حركة التغيير مصرة على تغيير نظام الحكم من الرئاسي الى البرلماني.
وفور الاعلان عن فوز السيد علي فقد اجرى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اتصالا هاتفيا معه متمنياً بأن تكون القيادة الجديدة عاملاً لتوحيد الصفوف وحل جميع المشاكل في اشارة الى الخلافات التي تعصف بالعلاقات بين الحركة والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني.
وعمر سيد علي من مواليد السليمانية عام 1945 وهو خريج دار المعلمين وقد التحق بالثورة الكردية عام 1974 وأصبح عضوا قياديا في الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 واعتقل وحكم عليه بالسجن لست سنوات عام 1976ثم شمله العفو العام بعد ثلاث سنوات.
وبعد خروجه من السجن اختير عضوا في مجلس قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وفي عام 1992 انتخب عضوا في البرلمان الكردستاني وكان لسنوات مسؤولا لمركز تنظيمات الاتحاد الوطني في السليمانية الى ان استقال من الاتحاد عام 2009 ليشارك في العام نفسه بالانتخابات البرلمانية في الاقليم ضمن حركة التغيير.
وكان زعيم حركة التغيير السابق نوشيروان مصطفى قد توفي في مدينة السليمانية في 19 يونيو الماضي عن عمر 73 عاما نتيجة اصابته بالمرض لسنوات عدة.
وقاد نوشيروان مصطفى خلال حياته السياسية تيارا معارضا للاوضاع في اقليم كردستان وانشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، دخل العمل السياسي مبكرا وقاتل النظام العراقي السابق وشكل حركة التغيير عام 2009 التي حلت ثانية في الانتخابات المحلية والبرلمانية في برلمان اقليم كردستان لتكون القوة السياسية الثانية في الاقليم بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني ملحقة هزيمة كبيرة بالاتحاد الوطني الذي حل ثالثا للمرة الاولى في تاريخ الاقليم.
ولد نوشيروان مصطفى عام 1944 في مدينة السليمانية وهو يتقن عددا من اللغات من بينها الكردية اللغة الأم والعربية الفارسية والألمانية والإنكليزية وفي عام 1967 أصبح عضواً في فرع السليمانية للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وفي عام 1969 اصدر مجلة "رزكاري" اي التحرير وعمل سكرتير "جمعية الكادحين" بداية السبعينيات فحكمت السلطات العراقيّة عليه بالإعدام ما اضطره للهرب إلى النمسا والتحق بإحدى جامعاتها وكان درس في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد.
ثم عاد إلى السليمانية بعد التوقيع على اتفاقيّة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين عام 1975 التي اعلن فيها الشاه تخليه عن الحركة الكردية المسلحة انذاك .. وساهم في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في سوريا عام 1975.
لم يتمكن من تحقيق مطالبه الإصلاحية فاستقال أواخر عام 2006 من الاتحاد الوطني وشكل مؤسسة متخصصة في مجال الثقافة والإعلام ثم أصدر صحيفة أسبوعية وأنشأ موقعا إلكترونيا وأطلق قناة فضائية ناطقة بالكردية واتخذت هذه المنابر موقفا معارضا من سلطات الإقليم.
وفي بداية عام 2009 أسس مصطفى حركة التغيير التي قدمت نفسها بديلا سياسيا وشاركت في حكومة الإقليم بداية من عام 2014 إلا أنها استمرّت في أسلوبها الناقد للحكومة ما دفع حزب بارزاني لاعتبارها حركة معارضة برغم توليها أهم الوزارات كـالبيشمركة والمالية ودائرة الاستثمارات.
واستمرت حركة التغير في معارضتها وأدى ذلك إلى اصطدام سياسي مع الحزب الديمقراطي تسبب بإخراج وزراء الحركة ومنع رئيس البرلمان يوسف محمد وهو من حركة التغيير من دخول مبنى البرلمان نهاية عام 2015 ما سبب تعطيلا للبرلمان.
وبرحيل نوشيروان مصطفى خسرت الحركة الاصلاحية في اقليم كردستان العراق مكافحا عنيدا ومعارضا للهيمنة والفساد في ظروف صعبة يعيشها الاقليم نتيجة احتلال تنظيم داعش العديد من مناطقه والازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها حاليا.
التعليقات